نظمت جامعة دار الكلمة في مدينة بيت لحم، وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الموافق 17 نيسان من كل عام، وضمن سلسلة من ندوات لقاء الكلمة، ندوة ثقافية بعنوان "الثقافة والفنون ونبض الحركة الأسيرة"، وقد حضر الندوة عدد من الهيئتين الإدارية والأكاديمية في الجامعة بالاضافة الى العديد من المهتمين والمختصين من المؤسسات المختلفة، وذلك على مسرح جامعة دار الكلمة.
وفي بداية الندوة تحدث الباحث وليد حبّاس الباحث في المركز الفلسطيني للشؤون الاسرائيلية/ مدار حول الإرادة والملكة الإبداعية والواقع الحزين"ما بين تشاؤم الواقع وتفاؤل الإرادة"، قائلاً: "نستحضر من تاريخ الاسرى السياسيين في كل العالم وبالتحديد تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية بالاطار الزمني الطويل وعبر الجغرافيا الحركة الأسيرة الفلسطينية التي أبدعت على مدار العقود الماضية في تحدي مختلف أساليب القمع الاستعماري من خلال إرادة الإبداع والحرية ".
وتطرق الباحث شادي الشرفا مختص بالشؤون الاسرائيلية حول موضوع التعليم كأحد وسائل تحدي سياسة الضبط والرقابة داخل السجون، حيث تحدث حول مفهوم منظومة الضبط والرقابة والعقاب وتاريخها، وفكرة الضبط والرقابة خارج السجون من خلال نظام الرقابة على الهواتف والحواجز، وحركة الاسيرة وعن بداية تنظيم نفسها، وأيضاً عن اهتمام الحركة الأسيرة بالتعليم الأكاديمي ومنع الاحتلال الحركة الأسيرة في تكملة تعليمهم، كما وتحدث عن الجامعات التي تمنح درجتي الماجستير والبكالوريوس الى الاسرى، وفكرة هندسة الوعي الفلسطيني وتحدي منظومة الضبط والرقابة وفشلها.
كما وتحدث الفنان المسرحي حسام أبو عيشة عن تجربته داخل السجون، والجو الذي استطاع ان يخلقه خلال وجوده في السجون الاسرائيلية من خلال انتاج ثلاث مسرحيات في السجون، المسرحية الأولى كانت بعنوان عائد الى حيفا، والثانية بعنوان "سبارتاكوس"، أما الثالثة قكانت بعنوان "سافوي"، حيث تم تنظيم جولات للعروض المسرحية داخل غرف السجن، وذكر أن تعبير الأسير عن نفسد داخل السجون من خلال الشعر أو المسرح من الأمور المهمة للأسير، كما وتطرق الى موضوع انتظار زوجته له وهو داخل السجون و240 رسالة التي كانت بينهم، وذكر انه تم انتاج مسرحية حول الرسائل بعنوان "عرق النعنع".
وأيضاً تحدث الاستاذ بلال عودة أخصائي في مجال الصحة النفسية حول الصورة لدى الأسرى الفلسطينيين، قائلا: "كل أسير دخل المعتقل له قصة واهل وأطفال ومسيرة تعليمية، وأكثر موضوع كان مؤثر في السجن هي الصورة ان كانت صورة قانوية او صورة غير قانونية والتي صارت مؤخراً في السجون، فالتحضير لالتقاط صورة وموعد التقاطها في السجن يعتبر انجاز، والأفكار التي كانت تدور في عقول السجناء ان كانت صورة فردية او جماعية والالوان المسموح لبسها في السجن من اجل التقاط الصورة، وأهمية الصورة في السجون من اجل توصيلها الى الأهل، وانتظار الحصول على الصورة والجانب الانساني الذي يكسر حاجز العزلة.
فيما رحب الدكتور إيهاب بسيسو نائب رئيس جامعة دار الكلمة للاتصال والعلاقات الدولية في ختام الندوة بضيوف الجامعة من المتحدثين والحضور مقدماً بدوره إطاراً معرفياً لملامح أدب الحركة الأسيرة متطرقاً مشيراً إلى موضوع الابداع في الحركة الاسيرة من المواضيع التي تمس الأدب الفلسطيني بكل اشكاله، ونرى كل تجربة شخصية مشروع لعمل فني في انواع الفنون المختلفة، وهذه الندوة مدخل لتفكير في تطوير العديد من المشاريع الإبداعية القائمة على تجربة الحركة الأسيرة بما تشمل اليوميات والسير الذاتية والروايات التي كتبت في داخل السجن والروايات التي كتبت بعد مرحلة الإعتقال أي بعد التحرر، إضافة إلى ما تم كتابته عن الاعتقال السياسي سواء من الأدباء أو أيضاً من أصحاب التجربة أو حتى من ذوي الاسرى."
وقد أدارت الندوة الثقافية الأستاذة منار ادريسي عميد شؤون الطلبة في جامعة دار الكلمة، حيث اختتمت الندوة بنقاش فعال وثري بين المتحدثين والحضور حول تعزيز مفهوم حاضنة شعبية لإبداع الأسرى والأسيرات من خلال اهتمام ثقافة المجتمع في دعم ابداع الحركة الأسيرة بما يشمل مختلف أنواع الفنون، وتعزيز آفاق التعليم الأكاديمي والنظام التعليمي للأسرى وقد تم اقتراح العديد من التوصيات الفكرية والعملية لموصلة نهج جامعة دار الكلمة في توظيف الثقافة كفعل مقاوم ضمن مفردات وأبحديات نضال الشعوب من أجل الحرية.