المرحوم أبا حمزة ... بحنكته ودبلوماسية أسلوبه بلور مدرسة إعلامية متميزة

بقلم: أسامة فلفل

تيسير جابر 3.jpg
  • كتب / أسامة فلفل

ساهم الإعلام الرياضي الفلسطيني ورغم الظروف الاستثنائية والتحديات الكبيرة التي واجهت مسيرته الظافرة في رفع مستوى الوعي الرياضي والثقافي والوطني وخلق مساحات وفضاءات للمبدعين، وساهم في دوران عجلة الحراك الرياضي وكان شريان يغذي حالة النمو والتطور التي تصب في قنوات خدمة المشروع الوطني الرياضي الكبير.
إن المتأمل في إنجازات المرحوم تيسير جابر فقيد الحركة الإعلامية الرياضية الفلسطينية وأحد أهم وأبرز قياداتها، يجد أنه قام بجهد استثنائي، وتميز بالنظرة الصائبة، والقدرة الواضحة، وبناء الاستراتيجيات الوطنية بالمساقات العلمية لتمكين الوطن والحركة الإعلامية والرياضية من تحقيق أهدافها الطموحة التي ينشدها الكل الفلسطيني، فكان القائد والمدرسة الجامعة بما يحمله من صفات محمودة، وعمل دؤوب، وعطاء متدفق.
ساهم الفقيد تيسير جابر في نقل الإعلام الرياضي الفلسطيني إلى حالة جديدة من الإبداع، وظهر ذلك من خلال العمل بمنهجية ومهنية وعطاء كبير ومتواصل عبر مسيرة حياته الطويلة.
الفقيد الراحل تيسير جابر وهب نفسه وكرس كل وقته وجهده لما فيه خير الحركة الإعلامية والرياضية الفلسطينية ورفعة شأنها وتعظيم الإنجازات الوطنية على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
استثمر المرحوم تيسير جابر عبقرتيه الإعلامية في خدمة منظومة الإعلام الرياضي والحركة الرياضية وتسليط الضوء على حجم الإنجازات التي تسطر بالتضحية والعطاء على إيقاع حالة الصمود في وجه الاحتلال، فكان حكيم في أوقات الشدة والرخاء على السواء.
 اليوم ومن قلب مكلوم ومحزون على رحيل أيقونة مهمة من أيقونات الحركة الإعلامية الرياضية الفلسطينية نكتب لمحات متواضعة من مسيرة العطاء والإنجازات الإعلامية وهي المسيرة الممتدة منذ قدوم السلطة الوطنية حتى الرحيل
  لا أحد يستطيع أن ينكر بصمات الفقيد الراحل تيسير جابر لأنها واضحة ومتجذّرة في كل مفاصل الحركة الإعلامية الرياضية، وهو القائد المحنك الذي استطاع لم شمل الإعلام الرياضي في محطة مهمة وتاريخية مع رفاق الدرب والمسيرة ووضحت سماته القيادية الإعلامية وذلك من خلال رئاسته لرابطة الصحفيين الرياضيين، ومع دخوله معترك العمل الإعلامي العربي والآسيوي والدولي، وضع بصمات متميزة وعلامات فارقة كانت المثل والقدوة لرمز وقائد إعلامي متفرد يعرف حدود مسؤولياته قادر على الاستفادة من عبر الماضي وعبور الحاضر واستلهام المستقبل بعيون فلسطينية عاشق للوطن والرياضة الفلسطينية.
رسم خارطة طريق واضحة لمسار حركة النضال الإعلامي الرياضي لعبور واقتحام الساحة الإقليمية والدولية وتثبيت الإعلام الرياضي الفلسطيني، وإعادة مكانته المرموقة في المشهد والحالة الإعلامية على المستوى الوطني والخارجي ونجح في ذلك.
 كان متميز في نقل وترجمة رسالة الرياضة الفلسطينية وما تواجه من تحديات ومعوقات للعالم عبر المنافذ والمنصات الإعلامية، ولعل جريدة الصقر وغيرها من المجلات والصحف والمنابر الإعلامية العربية والدولية شاهدة على حجم التفاعلات والرسائل الإعلامية للفقيد التي كانت تحمل مضامين وطنية تكشف حجم وطبيعة الاستهداف لكل مكونات الرياضة الفلسطينية، كذلك نجح في تسليط الضوء على حالة النهضة التي تعيشها الرياضة الفلسطينية بكل مستوياتها.
ساهم في فتح قنوات التواصل العربي والآسيوي والدولي وعزز العلاقة، وكان لذلك أثرا طيبا في حركة المسار والمشاركة الإعلامية الرياضية الخارجية على صعيد الملتقيات والدورات والمناسبات والأحداث الرياضية الخارجية.
كان من طليعة الإعلاميين الرياضيين الفلسطينيين الذين وضعوا اللبنة الأولى لمنظومة الإعلام الرياضي بعد قدوم السلطة الوطنية مع كوكبة من رموز وقيادات الحركة الإعلامية الرياضية، واستطاع أن يختزل المسافات ويوحد الجهود تحت مظلة إطار وطني واحد يجمع الوطن والشتات.
 المرحوم تيسير جابر استطاع وبحكم حنكته الإعلامية وثقافته الوطنية ورصانة أسلوبه الدبلوماسي بلورة مدرسة متميزة في فن الدبلوماسية الهادئة التي ترتكز على تحقيق المصلحة العليا للوطن ومنظمته الرياضية والإعلامية وربطها بمحيطها العربي والإسلامي.
 قاد الراحل تيسير جابر منظومة الإعلام الرياضي الفلسطيني باقتدار ونجاح منقطع النظير، محافظاً على توازنها في مراحل صعبة واستثنائية مر بها الوطن ومنظومته الرياضية والإعلامية نتيجة العدوان والاستهداف المباشر والسياسة القمعية للاحتلال للحركة الإعلامية والرياضية التي كانت تهدف للنيل من عضد الحراك الرياضي والإعلامي.
عمل الفقيد أبا حمزة مديرا للبرامج الرياضية في إذاعة صوت فلسطين، بدأ العمل الصحفي في لبنان عام 1979 في صحيفة السفير اللبنانية، مارس العمل الصحفي بالأردن في صحف الدستور وشيحان عام 1982 وأخبار الأسبوع، عمل بالصحافة التونسية " البيان، أخبار الجمهورية، الشرق الأوسط، كل العرب "، كاتب مقالات في صحيفة الحياة الجديدة والأيام
شغل الفقيد الراحل أبا حمزة منصب رئيس رابطة الصحفيين الرياضيين في فلسطين، وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للصحافة الرياضية، كما عمل رئيساً للقسم الرياضي في إذاعة صوت فلسطين أثناء بثها من أريحا.
وترأس القسم الرياضي في التلفزيون الفلسطيني، وكذلك لجنة الدورات والتدريب في الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، وعمل مراسلا لقناة الجزيرة قبل انتقاله للتفرغ مراسلا لقناة الجزيرة الرياضية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت