محكمة إسرائيلية تمدد اعتقال المشتبه بقتل زوجته وابنيه في الطيبة لمدة 9 أيام

قررت محكمة الصلح الإسرائيلية في بيتح تيكفا  تمديد اعتقال محمد مصاروة (33 عاما) المشتبه بارتكاب جريمة قتل زوجته براءة جابر مصاروة وابنيه أمير (عامان) وآدم (نصف عام) في منزلهم بمدينة الطيبة، فجر الاثنين.

وبموجب قرار المحكمة، فقد جرى تمديد اعتقال المشتبه به لمدة 9 أيام على ذمة التحقيق.حسب موقع "عرب 48".

ونفى المشتبه به علاقته في جريمة القتل وادعى في بداية الجلسة أنه "لم يفعل شيئا"؛ حسبما جاء عن طاقم الدفاع الموكل عنه الذي قال إنه "ينتظر تقدم مجريات التحقيق من طرف الشرطة للاطلاع على مزيد من التفاصيل".

المشتبه به وزوجته الضحية.jpg


وادعى الزوج المشتبه خلال التحقيق معه أنه "عاد إلى المنزل برفقة شقيقه وقد عثرا على زوجته وابنيه دون علامات حياة".

وفجعت الطيبة والمجتمع العربي (فلسطينيي الداخل) بنبأ جريمة القتل إثر تعرضه الضحايا للطعن في منزلهم بمنطقة البنوك في المدينة.

وأفيد بأن عائلة المشتبه تسكن في نفس البناية، وهي من قامت بإبلاغ الشرطة عن وقوع الجريمة.

وقال والد الضحية لموقع "عرب 48" إن "آخر حديث كان بيننا يوم العيد، ألقت علي تحية العيد، ومن ثم لم أرها من وقتها".

وتابع "كانت امرأة متعلمة، وأكاديمية وكانت ترفع رأسي دائما، تعلمت مدرسة لغة إنجليزية، وكانت إنسانة مرحة جدا تحب الحياة وعائلتها".

وأكد جابر "لم تكن هناك أي سمات لحالة شخصية نفسية للمشتبه، ولم أسمع أنها تعرضت للعنف قبل ذلك".

rynMTn3m2_0_0_850_479_0_x-large.webp
 

وفي حديث للموقع، عبّر شقيق الضحية، محمود جابر مصاروة، عن ذهول العائلة من وقوع الجريمة التي لم تسبقها أية مؤشرات، وقال إنه "لم يكن هناك أي خلافات بين الجاني والضحية".

وأشار إلى أن الضحايا، براءة وطفليها، قضوا أياما في رحلة عائلية برفقة زوجها وعائتلها (شقيقها وأسرته) خلال عيد الفطر، وعادوا يوم الخميس الماضي، بعد أن قرروا تمديد الرحلة للاحتفال بذكرى ميلادها الذي صادف 29 نيسان/ أبريل الماضي.

وقال إن علاقة قوية جمعت بين شقيقته وعائلة زوجها، الذي يشتبه بضلوعه بالجريمة، وقال إنهما متزوجان منذ 7 سنوات، وجمعت بينهما علاقة طبيعية، ولم تكن هناك أي مؤشرات توحي بأنه قد يقدم على ارتكاب جريمة بحق زوجته وطفليه.

وقال سائد شيخ علي مصاروة قريب المشتبه به لـ"عرب 48" إن الأخير "كان إنسانا عاديا، لم تكن لديه سمات عنيفة، ولا أي سمات لحالة مرضية نفسية. كان يحب عائلته وقبل الجريمة كانوا برحلة سويا".

من جانبه، قال سمير حاج يحيى صديق المشتبه به إن الأخير "كان يعمل معه ولم تظهر عليه سمات إنه بحالة نفسية. كان في العمل يبدو طبيعيا وكثيرا ما تحدث عن أولاده وزوجته، وكان يحبهم".

وبهذه الجريمة ترتفع ضحايا القتل من النساء في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري، إلى أربع نساء قتلن في جرائم عنف مختلفة، حيث سبق هذه الجريمة مقتل الشابة سارة الغنامي (33 عاما) التي تعرضت للطعن في جريمة وقعت فجر الخميس الماضي، في بلدة أبو قرينات في النقب.
 
وبلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري ولغاية الآن، 57 ضحية بينهم 17 شخصا قتلوا خلال نيسان/ أبريل الماضي.

وتحولت عمليات إطلاق النار وسط الشوارع والقتل إلى أمر معتاد خلال السنوات الماضية في المجتمع العربي، الذي يجد نفسه متروكا لمصيره ورهينة للجريمة المنظمة في ظل ارتفاع معدلات الجريمة بشكل كبير ومتصاعد.

يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، حيث يعتقد منفذو إطلاق النار أن كل شيء مباح بالنسبة لهم، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.

استنكار واسع

واستنكر نشطاء وقيادات وأعضاء كنيست عرب في أراضي48 جريمة قتل السيدة براءة جابر مصاروة وطفليها آدم وأمير مصاروة التي وقعت فجر اليوم في مدينة الطيبة.

وكتبت الناشطة السياسية والاجتماعية نفيفين أبو رحمون، "قلوبنا مثقلة من تفاصيل الجريمة الوحشية التي حدثت في الطّيبة لبراءة وآدم وأمير. فاجعة لمجتمعنا تناقل الأخبار والأحداث في ظلّ العجز وانعدام الأمان يبقى الأمل وحده كفيل الاستمرار في الحياة نحو مستقبل أفضل لأطفالنا من خلال تحمّل مسؤولية مجتمعيّة على ما يحدث والإصرار في العمل الجماعي في التربية  والقانون والموقف الاجتماعي الحازم نحو  تحرّر مجتمعنا من هذه الآفات.  والمحاسبة سيّد الموقف لأشخاص حوّلوا حياة مجتمعنا ونسائنا لجحيم. لهم الرّحمة ولنا من بعدهم حسن العزاء والحياة إن استطعنا إليها سبيلا".

وبدوره، كتب الصحفي بكر زعبي، "يا ولداه، في وقت مبكر، وقبل النشر الآن، استطعت الوصول،  الى صفحة الوالدة المغدورة ورأيت انها لا تنشر سوى صور طفليها، وبعض العبر والقصائد .. أما زوجها فيقال انه شخص عادي ومسالم (حسب الجيران والمعارف) وأن لديه مشاكل نفسية طفيفة حسب الأهل، ولكن لم يبد عليه انه قد يقدم على جريمة في يوم ما .. وأي جريمة. فكيف انقلب كل شيء إلى جحيم كهذا، وكيف تبدلت أصوات ضحكات ولعب الأطفال الى صراخ يرعب الموتى حتى في قبورهم؟!

يقال بأن الطفلين قتلا وهما نائمين! تخيلوا!!، أمير وآدم وأمهما براءة .. تم طعنهم وذبحهم فجر اليوم، تخيلوا، هذه الوجوه البريئة تُقتل، وحسب الشرطة فإن المشتبه هو الأب، محمد، الذي لا يحمل من اسمه أي شيء بعد فعلته هذه، لا أحد يعرف الدوافع والأسباب، ولا دوافع في كل الدنيا تدفع لمثل هذه الجريمة، ناموا بحفظ الله أيها الملاكين، وبرعاية أمكما، التي ستلازمكما حتى في السماء، بعد مقتل الرضيعين أمير وآدم وأمهما، وعلى يد والدهما .. ينتهي كل الكلام، وأصلًا حتى لو كان هنالك ما يقال، فإن شعورنا بالعجز أكبر".

وكتبت النائب عايدة توما على حسابها في فيسبوك، "لا كلمات تصف حجم الفاجعة وبشاعة المشهد؛ استيقظنا هذا الصباح على مجزرة حدثت داخل بيت في الطيبة راح ضحيتها امرأة وطفليها، أبشع ما في هذه الجريمة الثلاثية انها ستتحول الى رقم يضاف الى سجل الضحايا وأن براءة وامير وادم سوف يكونوا الخبر إلى أن تأتي الجريمة القادمة".

وتابعت، "لن نذهب إلى موتنا فرادى ولا كمجموعة مطأطئي الرأس كالنعاج. حان الوقت أن نثور على مؤسسة تتعمد قتلنا بهذا الشكل يوميا، يجب أن نثور ضد مؤسسة لا تقوم بأدنى واجباتها؛ لا تراقب ولا تعالج بل تغذّي العنف وتعتاش عليه ومن ثم يتطاول أشباه الوزراء والمسؤولين فيها ويدعون أن القتل من ثقافة العرب. القتل من ثقافة هذه المؤسسة التي تعتبر الدم العربي رخيصًا. وعلينا أن نثور على صمتنا واجترارنا لألمنا، نعم هذه دعوة لاطلاق صرخة منظمة تهز أركان مجتمعنا ليتغلب على قهره وعجزه وليمارس حقه في الدفاع عن ذاته وهويته وحياته".

وأضافت، "لا تعذرينا يا براءة لاننا لم ننجح في حمايتك انت وامير وادم ولكن لا تعذرينا اكثر اذا ما استمرينا بصمتنا".

وكتب النائب السابق ورئيس حزب التجمع الوطني الديموقراطي سامي أبو شحادة، "وجع لا يفوقه أي وجع، إن العين لتدمع والقلب ليحزن على هذه الفاجعة التي تهز المجتمع العربي برمته في صبيحة هذا اليوم، حيث استفقنا على خبر مقتل الام براءة جابر مصاروة وطفليها امير وادم نصف عام وعامين ونصف طعنا حتى الموت بجريمة نكراء، هذه الجرائم اليومية المتكررة التي تقض مضاجعنا جميعًا وفي جميع بلداتنا لا يمكن أن تغدو طبيعية وعادية، ويزداد كل ذلك بشاعة بقتل أطفال في عمر الورد وأمهم في ريعان شبابها، أحر التعازي نرسلها إلى عموم أهلنا في الطيبة وعائلتي جابر ومصاروة، رحمهم الله واللهم الله الجميع بالصبر والسلوان".

القتيلان أمير وآدم (عرب 48).jpg


وفي بيان صدر عن اللجنة الشعبية في الطيبة، جاء أن "الجريمة آخذة بالتصاعد وأصبحنا نبدأ كل يوم نبدأ يومنا بتصفح المواقع للبحث عن أحداث عنف جرت بمجتمعنا العربي ولمعرفة مكان الجريمة الأخيرة التي حصلت".

وأضافت اللجنة "اليوم تلقينا خبر الفاجعة التي هزت كيان بلدنا الحبيب بمقتل الشابة براءة جابر مصاروة وطفليها آدم ابن العامين وأمير ابن الستة شهور. جريمة وفاجعة التي ارتعش منها الجميع".

وتابعت "لا بد من الإشارة إلى أن الوضع الذي يمر على مجتمعنا من الجريمة المستشرية والعنف المستمر والمتزايد يوما بعد يوم دون أن نقف لمعالجتها وأخذ الخطوات اللازمة من أجل أن نمنع الجريمة القادمة".

واعتبرت أن "هذا يتطلب منا مجهودا كبيرا لأن الوضع الذي نعيشه يتطلب أن نقيم وضعنا وانزلاقنا على منحدر العنف والجريمة".

وأشارت إلى ضرورة الحرص على "التربية السليمة والصالحة التي لها موقعها مما نراه من التصرفات اللاخلاقية بالشوارع وبالأماكن العامة".

ولفتت اللجنة إلى "دور المؤسسة الأساسي التي لا تقوم بدورها اتجاه مجتمعنا لمعالجة العنف والجريمة ووقفها أو حصرها، بل نرى أن المؤسسة في موضع اللامبالاة اتجاهنا واعتبارنا درجات أدنى من الغير وهذا الأمر يخلق أرضا خصبة لما يجري".

وتابعت "نقولها بصوت عال أنه على الحكومة وقف شلال الدماء ومنح المواطن العربي الشعور بالطمأنينة والأمن والأمان وكفى لنا من صراخ وأحاديث المسؤولين في الحكومة دون أن يقوموا بواجبهم".

وطالبت اللجنة بعقد "جلسة طارئة تضم بلدية الطيبة والأحزاب والحركات السياسية في بلدنا الطيبة لأخذ خطوات سريعة لمواجهة ما يجري".

المرحومة براءة جابر مصاروة.jpg

SJsvak673_0_214_1280_721_0_x-large.jpg

SJsvak673_0_214_1280_721_0_x-large.jpg



H1xMjeq273_0_0_1280_720_0_x-large.jpg
HJzjec3mh_0_0_1280_720_0_x-large.webp
قوات الإنقاذ في موقع الجريمة في طيبة - يديعوت.webp
BkjGbT2m2_0_0_1280_960_0_x-large.jpg

 

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - عرب ٤٨ - الجرمق