- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
عاد طائر النورس لعشه، عاد النقيب جبر عمار (الذي أصبح يحمل رتبة لواء) الى قطاع غزة، الى فتوته وشبابه، الى الميدان الذي قارع على أرضه الإحتلال وكيانه الغاصب لأرض فلسطين.
عاد جبر عمار، احد ضباط قوات عين جالوت جيش التحرير الفلسطيني، واحد الطلائع المقاتلة في القطاع تحت راية القوات الفدائية لجيش التحرير والتي كانت تحمل اسم (قوات التحرير الشعبية) في القطاع والأردن وسورية ولبنان.
جبر عمار، رفيق زياد نخالة، وزياد الحسيني، وعبد القادر أبو الفحم، وابو جهاد طلعت...الخ. وكل الذين اطلقوا شرارات قوات التحرير الشعبية في القطاع. حيث استطاعت قوات التحرير الشعبية أن تكون إحدى التنظيمات الرئيسية والمركزية العاملة في قطاع غزة والنواة الصلبة التي تقود حرب العصابات المنظمة، وتمكنت قيادة قوات التحرير الشعبية في غزة المؤهلة عسكرياً أن تستقطب خيرة شباب قطاع غزة الذين التحقوا في قوات التحرير الشعبية لما كان عليه التنظيم والقيادة من إنضباط. وبالفعل فقد حولت قوات التحرير الشعبية غزة إلى أرض معركة حقيقية وكانت السيطرة في الليل على قطاع غزة لقوات التحرير الشعبية وفي النهار لقوات الاحتلال وأصبح تنظيم القوات الشعبية من أكبر التنظيمات في الأراضي المحتلة في حينها.
عاد جبر عمار الى أحضان شعبه، بعد سنوات طويلة في معتقلات الإحتلال، والإبعاد خارج الوطن، في عودة محمودة بدت عليه ارادة التصميم بالرغم من وصوله سنوات الكهولة. جبر عمار، الذي اسس في معتقلات الإحتلال، عندما تم أسره وهو يقود ثلة من قوات التحرير الشعبية، أسس أول تنظيم للحركة الإسلامية لمقارعة الإحتلال في داخل سجونه، وقد جرى الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى التي تمت بين "الجبهة الشعبية/القيادة العامة" والاحتلال عام 1983،