أفادت صحيفة "القدس" الفلسطينية بأن مفاوضات مباشرة تنطلق، يوم الخميس، ما بين المخابرات المصرية وقيادة حركة الجهاد الإسلامي، على إثر العدوان الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة.
وتسعى مصر من خلال هذه المفاوضات المباشرة لمحاولة تحقيق تقدم في المفاوضات المتعثرة التي تقودها منذ مساء الثلاثاء الماضي لمحاولة منع تصاعد الأوضاع في قطاع غزة.
وقالت مصادر من قيادة الجهاد الإسلامي لموقع الصحيفة "القدس" دوت كوم، إن محمد الهندي رئيس الدائرة السياسية في المكتب السياسي للحركة، سيصل هذا الصباح إلى القاهرة قادمًا من اسطنبول.
وسيلتقي الهندي مع قيادة جهاز المخابرات المصرية، للتباحث حول شروط الحركة لوقف إطلاق النار في ظل تعثر المفاوضات القائمة.
وبينت المصادر، أن الجهاد الإسلامي متمسك بشروطه حتى الآن وخاصة فيما يتعلق بوقف الاغتيالات من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ولفتت المصادر إلى أن قيادة حركة الجهاد الإسلامي تقود المعركة بتكتيك مختلف، وتوطن نفسها على أن تستمر الجولة الحالية لعدة أيام وربما وصولًا ليوم مسيرة الأعلام في الثامن عشر من الشهر الجاري للتأكيد على أن المعركة مرتبطة أساسًا بالقدس وليس بقصف هنا أو هناك أو رد على اغتيال قيادي أو آخر.
وقالت المصادر:" إن القائد يخلفه ألف قائد، ولكن القدس والأقصى هما طريق الدفاع عن القضية الفلسطينية".
وبحسب مصادر تحدثت لصحيفة "العربي الجديد"، فإنّ زيارة الهندي تأتي بعد دعوة رسمية وجهها المسؤولون في جهاز المخابرات العامة المصري.
وأشارت المصادر إلى أنّ المسؤولين في القاهرة كانوا قد وجهوا الدعوة إلى الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة لزيارة القاهرة، من أجل التباحث بشأن وقف إطلاق النار في القطاع، وذلك في إطار الوساطة التي تقودها مصر بين حكومة الاحتلال وفصائل المقاومة بالقطاع، في أعقاب اغتيال جيش الاحتلال ثلاثاً من قيادات "سرايا القدس" الجناح العسكري للحركة.
وأوضحت المصادر أنّ قيادة الحركة فضّلت إرجاء زيارة النخالة للقاهرة في هذا التوقيت، مع تكليف رئيس الدائرة السياسية بتلبية الدعوة المصرية.
ذكرت مصادر متعددة ومطلعة في الفصائل، مساء أمس، أن إسرائيل أفشلت ساعات طويلة من العمل المضني، بذله وسطاء عرب بقيادة مصر؛ للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وإنهاء العدوان الإسرائيلي الذي بدأته قوات الاحتلال باغتيال ثلاثة من كبار قادة الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وعشرة مواطنين آخرين في مدينتَي غزة ورفح، فجر أول من أمس.
وأضافت المصادر، فضّل بعضها عدم ذكر اسمه: إن جهود الوسطاء لوقف إطلاق النار بدأت تتكثف على نطاق واسع مع الفصائل، وتحديداً مع حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، بعد ظهر أمس، خاصة بعد اشتداد القصف الإسرائيلي على القطاع، والذي قابلته المقاومة بإطلاق دفعات كبيرة من الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية حتى مدينة تل أبيب.
وأكدت المصادر ذاتها لصحيفة "الأيام" أن الفصائل أبدت استعدادها لوقف إطلاق النار، والعودة إلى مرحلة ما قبل فجر أول من أمس، بشرط وقف إسرائيل لسياسة الاغتيالات، والإفراج عن جثمان الشهيد الشيخ الأسير خضر عدنان، الذي استشهد في سجون الاحتلال نهاية الأسبوع الماضي بعد 86 يوماً من إضرابه المتواصل عن الطعام، إضافة إلى وقف الاغتيالات في الضفة الغربية.
وأوضحت المصادر نفسها أن أجواء من التفاؤل سادت، بعد ساعات عصر أمس، لدى الوسطاء بإمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة في وقت متأخر من مساء أمس، إلا أن الاحتلال رفض جميع الشروط، وواصل التمسك بوقف إطلاق نار متبادل ومتزامن فقط دون أي التزام من طرفه.
وعلى الرغم من تخفيض الفصائل لسقف مطالبها، والاكتفاء بشرط إلزام إسرائيل بوقف سياسة الاغتيالات، إلا أن الأخيرة رفضت ذلك، أيضاً.
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم لـ"الأيام": إن اتصالات الوسطاء لم تتوقف منذ بدء العدوان، و"لكن الحديث الجدي عن التهدئة لم يتم إلا بعد ظهر أمس".
وشجّع بيان غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة التي تدير المعركة، والذي أصدرته عصر أمس، وأكدت خلاله أنها نفذت عملية "ثأر الأحرار" بتوجيه ضربةٍ صاروخيةٍ كبيرة بمئات الصواريخ لمواقع وبلدات إسرائيلية؛ رداً على جريمة اغتيال قادة "سرايا القدس" وقصف منازل مدنية، الوسطاء على تكثيف مساعيهم، وبذل جهود مضاعفة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث اعتبروه مشجعاً ويلمح إلى قبول الفصائل بالحديث عن وقف إطلاق النار.
وأوضح مصدر آخر لـ"الأيام" أن تعنّت الاحتلال، ورفضه التعهّد بعدم العودة لسياسة الاغتيالات، أدى إلى انهيار كل الجهود الدولية والعربية، وفي مقدمتها الجهود المصرية، ما دفع "سرايا القدس" والفصائل إلى استئناف إطلاق الصواريخ على نطاق واسع على البلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، وصولاً إلى ضواحي مدينة تل أبيب التي تبعد عن القطاع نحو 70 كيلومتراً.