في الذكرى الـ59 لتأسيس م. ت. ف.

«الديمقراطية»: صون المنظمة وموقعها بإصلاح مؤسساتها وإعلاء برنامج الإجماع الوطني

 في الذكرى الـ59 لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً قالت فيه: إن م. ت. ف. قطعت رحلة نضالية شاقة، حافلة بالتضحيات، ودماء الشهداء والجرحى، وعذابات الأسرى والمناضلين، ومعاناة شعبنا في مواجهة الاحتلال والأعمال العدوانية، إلى أن رسخت نفسها ببرنامجها الوطني المرحلي، برنامج العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة، ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا، أعادته إلى موقعه الذي يستحقه في المجتمع الدولي، عبر مقعدها في المنظمة الدولية للأمم المتحدة، وفي النظام العربي الرسمي، في جامعة الدول العربية، والأهم أن شعبنا وبقيادة م. ت. ف. وبرنامجها الوطني (المرحلي)، بات يشكل رمزاً لحركات التحرر العالمية في مواجهة كل أشكال الاحتلال والاستعمار، والاستبداد والظلم والقهر والعدوان والتمييز العنصري والتطهير العرقي.

وأضافت الجبهة الديمقراطية: إن الإنجاز التاريخي الذي حققه شعبنا بنضاله الشاق، في تأسيس م. ت. ف. لتحتل موقعها ممثلاً شرعياً ووحيداً له، يعيد له كيانيته السياسية والوطنية، يتطلب من الجميع صون هذا الإنجاز، والدفاع عنه، وتطويره، وحمايته من كل محاولات التشكيك والطعن، ومناورات بناء البدائل، وقد أثبت التاريخ فشلها فشلاً ذريعاً.

وأكدت الجبهة الديمقراطية في هذا السياق أن صون الموقع النضالي القانوني والتمثيلي والسياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، يتطلب مواصلة النضال من أجل إنجاز برنامج الإصلاح الديمقراطي، عبر إعادة بناء مؤسساتها على أسس ديمقراطية، بالانتخابات الحرة والديمقراطية، النزيهة والشفافة، وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، من أدنى (أي في كافة مؤسساتها النقابية واتحاداتها الشعبية ومؤسساتها الأهلية) إلى أعلى وصولاً إلى المجلس الوطني ولجنته التنفيذية ولجانه البرلمانية، تكريساً لقيم الائتلاف والشراكة الوطنية، وإعلاء لقيم حركات التحرر الوطني، بعيداً عن كل أشكال التقاسم، والهيمنة والاستفراد، وتهميش الآخرين، والتلاعب بالأنظمة واللوائح، وانتهاك القوانين.

وقالت الجبهة الديمقراطية: إن إعادة بناء مؤسسات م. ت. ف. وفق الآلية الديمقراطية هو السبيل إلى إنهاء الانقسام بين السلطة في رام الله وسلطة الأمر الواقع في غزة، وفق رؤية عبرت عنها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في مبادرتها لإنهاء الانقسام، والتي ما زالت مطروحة على الطاولة، لما فيها من توازن وتوازي في الحلول بعيداً عن سياسات المغالبة.

وأكدت الجبهة الديمقراطية أن الإصلاح المؤسساتي في م. ت. ف. يجب أن يترافق مع الإصلاح السياسي، أي إعلاء قرارات الإجماع الوطني في المجلس الوطني والمجلس المركزي، خاصة بوقف العمل بالمرحلة الانتقالية لـ«اتفاق أوسلو»، بما يعني سحب الاعتراف بدولة الاحتلال، ووقف كل أشكال التنسيق معها خاصة الأمني منه، بما في ذلك التحلل من تفاهمات «العقبة – شرم الشيخ»، والانفكاك عن الاقتصاد الإسرائيلي، بما في ذلك الخروج من الغلاف الجمركي الموحد مع دولة الاحتلال، ووقف الرهانات على السيناريوهات والوعود الأميركي، بما فيها ما يسمى «أفق سياسي للحل» أو ما يسمى «حل الدولتين»، وقد تحولت هذه الوعود إلى مهزلة توفر الغطاء السياسي لدولة الاحتلال لتمارس كل أشكال القهر والعدوان والاستبداد ضد شعبنا، والعمل بالمقابل على تشكيل القيادة الوطنية للمقاومة الشعبية والمسلحة، وتسليحها وتأطيرها وتطوير نضالها.

وختمت الجبهة الديمقراطية بتقديم تحية الإكبار والإجلال، لكل الذين ناضلوا وضحوا واستشهدوا من أجل تأسيس م. ت. ف. القادة منهم والمناضلون، كما تمنت الشفاء للجرحى، والوقوف الثابت إلى جانب الأسرى في سجون الاحتلال .

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله