روحي فتوح في مقابلة مع "الأناضول":
- نشارك في مراسم تنصيب الرئيس أردوغان تعبيرا عن عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين
- نعتمد على الرئيس أردوغان في تحريك الأجواء السياسية نحو آفاق أرحب للقضية الفلسطينية على المستويات كافة
- نهنئ الشعب التركي على نجاح تجربته الديمقراطية المميزة
- حكومة نتنياهو تحاول ضرب كل أمل بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية
- تصفير الخلافات العربية سينعكس إيجابا على القضية الفلسطينية
- واشنطن تتعامل بازدواجية معايير مع المشاكل الفلسطينية ولا نثق بالإدارة الأمريكية
- إكمال المصالحة الفلسطينية يقتضي الابتعاد عن دائرة الاتهامات والاتهامات المضادة بين الفصائل
قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن بلاده تراهن على استمرار دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تعميق العلاقات الثنائية والمساهمة في تحقيق المصالحة الفلسطينية.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة "الأناضول" مع فتوح، على هامش مشاركته في مراسم تولي الرئيس أردوغان فترة حكمه الرئاسية الجديدة، بعد فوزه بالجولة الثانية من الانتخابات التي جرت في 28 مايو/ أيار 2023.
وعن مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس أردوغان، قال فتوح: "أوفدني الرئيس محمود عباس للمشاركة في مراسم تنصيب فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان وأعبر عن عمق العلاقات الأخوية ما بين الرئيسين عباس وأردوغان".
وأضاف: "وبنفس الوقت نعبر عن اعتزازنا وفخرنا بالعملية الانتخابية التي جرت في تركيا بشكل نزيه وحر دون أي مشاكل، فكانت تجربة ديمقراطية ناجحة بامتياز".
وتابع: "نعبر عن فرحتنا بنجاح الرئيس أردوغان، نظرا للعلاقة الأخوية بين رئيسينا وشعبينا، والدور الهام الذي يقوم به في دعم الفلسطينيين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وهذا مشهود له في كل المواقف السياسية الخاصة بالقضية الفلسطينية".
وقال فتوح إن "التجربة الماضية تدفعنا للاعتماد على الرئيس أردوغان في تحريك الأجواء السياسية نحو آفاق أرحب للقضية الفلسطينية على المستويات كافة العربية والإسلامية والدولية".
وأردف: "نعاني من انقسام فلسطيني ونراهن على نفس الدور الإيجابي الذي لعبه الرئيس أردوغان في السابق، واستمرار المساهمة في تحقيق المصالحة الوطنية".
وأشار إلى أن "التطور" أضحى عنوانا لمسار العلاقات التركية العربية في ظل رئاسة أردوغان، معبرا عن فخره بهذا الدور، وموضحا أن "المنطقة تستشرف أدوارا أكبر في ولايته الثانية وستشهد مواقف ظاهرة وبارزة في المستقبل".
ديمقراطية تركية ناجحة
ووجه فتوح رسالته للشعب التركي بالقول: "نهنئ الشعب التركي على هذه التجربة الديمقراطية التي نجحت بامتياز وتفوقت على كل أدعياء الديمقراطية وخاصة في العالم الغربي".
وزاد: "كان نجاحا كبيرا في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وما زال الشعب الفلسطيني يكن كل الاحترام والمحبة لتركيا التي تحتضن القضية والشعب الفلسطيني".
وتابع: "نتمنى التطور والازدهار لتركيا فهي الشقيقة الكبرى في العالم الإسلامي، ونعتز بالعلاقة معها، وتحياتنا لكل مواطن تركي، ونشكرهم لمواقفهم وتأييدهم لكفاح الشعب الفلسطيني، ونتمنى أن نراكم في القدس ونصلي معا فيها".
المصالحة الفلسطينية
وبشأن توقف ملف المصالحة الوطنية بين الفلسطينيين، قال فتوح: "على مدى سنوات الانقسام البغيض وحتى الآن، جرت عدة محاولات لإنهاء الانقسام ولعبت مصر دورا كبيرا وتوصلنا إلى عدة تفاهمات وللأسف فشلنا في التنفيذ".
وأضاف: "بعدها انتقلنا لمرحلة أخرى وأجرينا في قنصلية فلسطين بإسطنبول حوارا مع الإخوة في حركة حماس، وتوصلنا لتفاهمات صيغت في آلية عمل جديدة اقترحت الذهاب لانتخابات تشريعية ورئاسية وإنهاء الانقسام عمليا بتشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن للأسف فشلنا مجددا".
وتعاني الساحة الفلسطينية منذ صيف 2007، من انقسام سياسي وجغرافي لم تفلح وساطات عديدة في إنهائه، حيث تسيطر حركة "حماس" على قطاع غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومة شكلتها حركة "فتح" بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ومشيرا إلى مبادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لتوحيد الفصائل الفلسطينية، قال فتوح: "مبادرة تبون أسفرت عن وثيقة لم الشمل بالجزائر ووقعت عليها منظمة التحرير الفلسطينية مع بقية الفصائل، وما زلنا نطالب بالتنفيذ الدقيق والسريع لكافة بنودها".
وفي 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وقّعت فصائل فلسطينية وثيقة "إعلان الجزائر" في ختام أعمال مؤتمر "لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية" الذي استضافته الجزائر.
ووفق فتوح "استندت وثيقة لم الشمل بالجزائر إلى ضرورة اعتراف جميع الفصائل بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين بغية تحقيق الوحدة الوطنية".
وأضاف: "من هنا أتمنى من الرئيس أردوغان أن يدعم الجهود الجزائرية والجهود المصرية وأن تكون هناك جهود تركية أيضا في هذا المجال لإنهاء الانقسام الذي ينعكس سلبا على القضية الفلسطينية".
وبخصوص الحوار مع حركة "حماس" والمرحلة اللاحقة قال فتوح: "كان هناك اتفاق أن نلتقي مع حماس للاستمرار في تقريب وجهات النظر حول كيفية تنفيذ وثيقة لم الشمل، بجانب الاتفاقيات السابقة التي تشكل مرجعيات لنا جميعا ولكن للأسف تسميم الأجواء حال دون استمرار الحوار".
وأردف: "إذا أردنا أن نتوصل إلى مصالحة، يجب أن نخرج عن دائرة الاتهامات والاتهامات المضادة، يجب أن نتوقف عن تسميم الأجواء".
الدور الأمريكي الراهن
وانتقد فتوح الدور الأمريكي في حل القضية الفلسطينية، واعتبر أن "الولايات المتحدة هي من ترفض حل الدولتين".
وأشار إلى أن "الإدارة الأمريكية تستطيع أن تجبر إسرائيل على الانسحاب من الضفة الغربية وإنهاء حصار قطاع غزة وإقامة الدولة الفلسطينية إذا أرادت ذلك، لأن إسرائيل دورها وظيفي لخدمة المصالح الأمريكية ليس أكثر".
وبناء على ذلك، أوضح فتوح أن "الإدارة الأمريكية هي التي تضع العراقيل أمام الحل، والتصريحات كثيرة في هذا الجانب، نقول للولايات المتحدة تفضلي واضغطي على إسرائيل ومارسي حقك كدولة كبرى".
وواصفا مواقف واشنطن حيال القضية الفلسطينية بأنها "متناقضة" إزاء قضايا أخرى، تساءل فتوح: "لماذا ازدواجية المعايير، لدى واشنطن موقف في فلسطين يختلف عن الموقف في أوكرانيا؟ وبالتالي هناك ازدواجية معايير ولا نثق بالإدارة الأمريكية".
أوضاع الأراضي الفلسطينية
وحول الهجمات الإسرائيلية التي ازدادت في الآونة الأخيرة بالضفة الغربية، قال فتوح إن "إسرائيل لم تتوقف منذ عام 1948 وحتى الآن عن استباحة الدم الفلسطيني".
وتحدث عن "شراسة إسرائيلية متصاعدة في ظل تغول المستوطنين وجيش الاحتلال في نابلس وجنين ورام الله وسلفيت والخليل وأريحا، بجانب عدوانهم المتكرر على قطاع غزة".
وأردف: "لم تكن هناك حكومة معتدلة في إسرائيل ولكن الحالية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو ومن معه من غلاة المتطرفين، هي الأكثر شراسة تجاه الشعب الفلسطيني".
"في ظل الصمت الدولي عن إسرائيل للتوقف عن عدوانها، نجد الحكومة الحالية تحاول ضرب كل أمل بحل الدولتين، ولكن أخطر المعارك تلك التي تحدث في القدس ومحاولة تهويدها والسيطرة على الأماكن المقدسة"، أضاف فتوح.
وتطرق رئيس المجلس الوطني الفلسطيني إلى الدور العربي، قائلا: "عندما يكون هناك موقف عربي دون صراعات بينية بالتأكيد سيكون اهتمامه بالقضية الفلسطينية أكبر وتأثيره على المجتمع الدولي أوضح، ونشير هنا إلى تأكيد قمة جدة بالسعودية وقبلها قمة الجزائر على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية جمعاء".
وتابع فتوح: "تصفير خلافاتنا العربية وإنهاؤها سينعكسان إيجابا على القضية الفلسطينية وعلى علاقاتنا الإقليمية وسيكون ذلك لمصلحة الفلسطينيين".