- المحامي علي ابوحبله
تصريحات رئيس جهاز (الشاباك) رونين بار عن إحباط أكثر من 200 عملية للمقاومة الفلسطينية، وإعلانه عن مقتل تسعة عشر إسرائيليا وإصابة مائتي إسرائيلي بجروح منذ مطلع العام 2023 وحتى أيار/ مايو الجاري، في مقابل ذلك ومنذ العام الحالي 2023 وحتى 15 أيار/مايو، استشهد على أيدي قوات الاحتلال والمستوطنين 108 فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وفي قطاع غزه حيث استشهد مايزيد عن 30 فلسطيني وعشرات الجرحى في العدوان الأخير على القطاع ، وهو عدد يزيد عن ضعف من استهدفتهم قوات الاحتلال خلال الفترة نفسها من العام 2022.
وهذا له تحليلات ومضامين مهمة ومن دلالته أن جيش الاحتلال الصهيوني مهما حاول إظهار نفسه أنه القوي والمُسيطر لردع الشباب والأطفال عن المشاركة في الفعاليات والأنشطة الرافضة لاستمرار الاحتلال وسياسة الاستيطان غير الشرعي فلن يتمكن من إطفاء جذوة النضال لدى الشباب الفلسطيني لتحقيق الاستقلال وحق تقرير المصير .
إن الفشل في تحقيق الأمن والاستقرار هو بسبب السياسات الاسرائيليه الهادفة لتهويد الأرض الفلسطينية والتنكر للحقوق الوطنية والتاريخية للحق الفلسطيني في أرضه فلسطين ، وإذا كانت انتفاضة الحجارة شكَّلت ضربة للاحتلال، وهو ما دفعه للبحث عن وسائل سياسية ودبلوماسية لإنهاء الانتفاضة، عبر توقيع اتفاقيات تسوية، و أن انتفاضة الحجارة شكَّلت في تلك المرحلة النضالية "النقطة المضيئة في تاريخ الشعب الفلسطيني". و أن "رابين" جنرال عسكري وله تاريخ في الجريمة، وحاول قمع الانتفاضة، حتى يُسجل لـ(إسرائيل) إنجازًا أنه استطاع قمع الشعب الفلسطيني، "وهو ما فشل فيه"، و"كان أحد المفاوضين لإنهاء الانتفاضة". وها هو الشعب الفلسطيني وبعد قرون من سنوات الانتفاضة يؤكد من جديد أن القضية الفلسطينية عصية على التصفية وأن سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي واستباحة الدم الفلسطيني دافع لإشعال جذوة النضال في مواجهة الاحتلال
أن "الرهان الإسرائيلي " على أن مقاومة الشعب الفلسطيني لن تطول وستكون عبارة عن هبة سريعة وخاطفة عبر استخدام القوة الأمنية والعسكرية، لكن المفاجأة أن الفلسطينيين كسروا كل هذه الرهانات". والشعب الفلسطيني يؤكد من جديد انه عصي على الكسر ولن يخضع ويستسلم لكل عناصر القوه الغاشمة الاسرائيليه ولن يقبل بسياسة التوسع الاستيطاني
ويرى بن درور يميني ، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "الديمقراطية الإسرائيلية ستنتصر، ولن يكون هناك انقلاب قضائي، لكن هناك أمراً واحداً لا يقلّ أهمية؛ إسرائيل في حالة هزيمة". ويعلل المعلق الإسرائيلي ذلك بالإشارة للجشع الاستيطاني، ويقول إن البؤرة الاستيطانية حومش انتقلت، يوم الاثنين الماضي، إلى موقعها الجديد، ليس بعيداً عن القديم.
وعلى غرار مراقبين إسرائيليين آخرين، يعتقد بن درور يميني أنه لا يزال من الممكن وقف هذا المسار الخطِر الذي سيضع حداً للدولة اليهودية و"الديمقراطية"، لكننا لا نملك الكثير من الوقت، فخلال عشرات الأعوام الأخيرة، كانت الحكومات الإسرائيلية، جميعها، مسئولة عن حماقة بناء المزيد والمزيد من المستوطنات؛ وتجاهُل المزيد والمزيد من البؤر؛ والعديد العديد من خرق الالتزامات الواضحة من طرف إسرائيل لإخلاء هذه البؤر".
إن سلوك حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة في دعم اعتداءات المستوطنين والت غول في استباحة الدم الفلسطيني وإمساك الفاشيين الجدد بمقاليد الحكم والسيطرة تدفع إلى تفجير الأوضاع وعلى كافة الصعد وعلى أكثر من جبهة وبتنا نشهد الاحتجاج على هذه السياسة العدوانية ومخططات التوسع الاستيطاني لدى عدد من أخلص أصدقاء " إسرائيل " وهناك تخوف وخشيه من حلفاء الكيان الصهيوني أن تنزلق المنطقة لحرب مفتوحة بسبب سياسات ليس لها من هدف سوى إرضاء المجموعات الأكثر تطرفاً وعنصرية وفاشية داخل مكونات الائتلاف الحاكم وهدفها ترسيخ الاستيطان ، والذي من المرجح ألا يكون سوى مقدمة لأمثلة أخرى مقبلة، هو حصول المستوطنين على ترخيص من وزيري الجيش والمالية لتدشين مدرسة دينية في بؤرة حومش الاستيطانية التي تمّ إخلاؤها بموجب خطة فك الارتباط عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية سنة 2005.
سلوك ونهج حكومة الائتلاف اليمين الفاشي يثير احتجاجاً علنياً رسمياً في واشنطن وباريس، وهناك انتقادات دوليه للسياسات الاستيطانية الإسرائيلية وقد بات أمراً محفوفاً بالمخاطر والحرج وهناك في العواصم الأوروبية من يبدي رفضه لهذه السياسات وتشهد على انحطاط دولة الاحتلال لجهة عدم احترام المواثيق والتعهدات الدولية، وأن السماح بعودة المستوطنين إلى بؤرة حومش وسواها لم يصدر عن وزيرين أو ثلاثة، بل بموجب قانون أقرّه الكنيست تحديداً.
وكي يتبلور المزيد من مقومات دولة الأبارتيد العنصرية الإسرائيلية هذه، لا يتردد وزير القضاء الإسرائيلي في تبرير عودة المستوطنين إلى بؤر استيطانية سبق إخلاؤها، من زاوية أنها تبرر تمرير التعديلات القضائية التي سوف تتيح تعيين قضاة يتمسكون بمنع فلسطينيي الداخل من السكن والتملك في " مدن وبلدات يهودية "
حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة باتت في حرب مفتوحة يخوضها احتلال هو الأكثر بربرية وعنصرية وعسكرة وانفلاتاً من المساءلة على مدار التاريخ الحديث. ولا عجب أن جبهاتها لا تتعدد وتتوسع وتترسخ فقط، بل أنها تستدعي شتى أشكال المقاومة .
العالم أجمع بات يدرك أن المنطقة وشعوبها لن تنعم بالأمن والاستقرار طالما أن الاحتلال ممعن في إجراءاته القمعية وسياسة التهويد والاستيطان والقتل والتشريد واقصر الطرق لتحقيق الأمن والاستقرار ما خلص إليه اسحق رابين بضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وباستقلاله وسيادته على أرضه وفق ما نصت عليه القرارات الدولية وجميعها أقرت بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس «القبة الحديدية البحرية».
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت