الولايات المتحدة تطلب توضيحا بشأن إغلاق ملف التحقيق في استشهاد المسن عمر أسعد

المسن عمر أسعد.jpg

 طالبت الولايات المتحدة، توضيحا من إسرائيل، بشأن إغلاق ملفّ التحقيق مع الجنود الإسرائيليين الضالعين في جريمة التنكيل التي تعرض لها المسن عمر أسعد (80 عاما)، وأسفرت عن استشهاده، العام الماضي؛ وذلك من دون توجيه لوائح اتهام، بحقّ أيّ منهم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، يوم الأربعاء، في تصريحات أدلى بها لصحافيين، إن "الولايات المتحدة بصدد طلب مزيد من المعلومات من الحكومة الإسرائيلية بشأن قرارها عدم اتخاذ أي إجراء تأديبي مع جنود قتلوا مواطنا أميركيا من أصول فلسطينية".

وأضاف: "لقد كنّا واضحين بشأن قلقنا العميق حول الظروف المحيطة بوفاة عمر أسعد والحاجة إلى مثل هذه المساءلة".

وقرّرت نيابة الاحتلال العسكرية، الثلاثاء، إغلاق ملفّ التحقيق في الجريمة التي أسفرت عن استشهاد أسعد، مدعية أنه "لم يتم العثور على علاقة سببية بين الإخفاقات في سلوك المتورطين وموته (استشهاد المسنّ أسعد)".

وقال محامي العائلة حسن الخطيب، الأربعاء، إنه سيقدم استئنافا ضد قرار إغلاق ملفّ التحقيق مع جنود الاحتلال مرتكبي جريمة قتل المسن أسعد 2022 دون توجيه لوائح اتهام.

وأضاف الخطيب في تصريح، أنه في حال رفضت نيابة الاحتلال قبول الاستئناف، فإنه سيتم تقديم التماس إلى محكمة الاحتلال العليا.

ولفت إلى أن نيابة الاحتلال كانت قد أعلنت في شهر كانون الثاني/يناير العام الجاري، أنها ستقدم لائحة اتهام بحق الجنود مرتكبي الجريمة، إلا أنه بعد وصول حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة أُجهض القرار بأوامر سياسية.

وأشار الخطيب إلى أن قضية قتل الشهيد أسعد تسير في مسارين: الأول جنائي عند نيابة الاحتلال، والثاني حقوقي عند المحكمة المركزية الإسرائيلية، التي عرضت في شهر تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي تعويضات مالية مقابل إسقاط حقها في القضية المرفوعة، إلا أن العائلة رفضت ذلك.

وشدد على أنه سيتم الاستمرار في الإجراءات القانونية حتى يأخذ القانون مجراه وتتحقق العدالة لروح المسن الذي قُتل وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين.

واستشهد أسعد من قرية جلجليا شمال رام الله، والذي يحمل الجنسية الأميركية، في 12 كانون الثاني/يناير 2022، إثر احتجازه وتكبيله وتعصيب عينيه والاعتداء عليه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عودته في ساعة متأخرة من زيارة لأقاربه في القرية.

وكشف تقرير تشريح جثمان الشهيد أسعد، الذي أجراه ثلاثة أطباء فلسطينيون، إلى أن سبب الوفاة هو توقف مفاجئ لعضلة القلب بسبب التوتر النفسي جراء عنف خارجي تعرض له، وأظهر وجود كدمات على رأسه، واحمرارا على معصميه من التقييد، ونزيفا في جفنيه نتيجة تعصيب عينيه بإحكام.

"الخارجية": إغلاق ملف إعدام الشهيد أسعد جريمة وتطالب الإدارة الاميركية بالتحقيق فيها

 وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، قرار نيابة الاحتلال بإغلاق ملف التحقيق في جريمة إعدام المسن الفلسطيني الاميركي عمر عبد المجيد أسعد من قرية جلجليا شمال رام الله والاكتفاء ببعض الإجراءات التأديبية والتوبيخ الشكلي بحق القتلة والمجرمين.

واعتبرت الخارجية في بيان صحفي اليوم، أن إغلاق ملف هذه الجريمة امتداد لسياسة اسرائيلية رسمية تتبعها النيابة والمحاكم الإسرائيلية ولجان التحقيق التي تشكلها دولة الاحتلال أحياناً لتضليل الدول والمجتمع الدولي والرأي العام العالمي لإعطاء الانطباع بوجود تحقيقات إسرائيلية في الجرائم المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال، وهي غالباً تنتهي بتبرئة الجناة وإخفاء الأدلة وتوفير أبواب هروب للمسؤولين السياسيين والعسكريين أيضا الذين يعطون التعليمات لتسهيل قتل الفلسطينيين.

وأضافت أن هذا الأمر يثبت من جديد أن ما تسمى بمنظومة القضاء والنيابة والمحاكم في اسرائيل هي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال نفسه، علماً بأن غالبية الجرائم يتم تجاهلها ولا تجري أية تحقيقات بملابساتها.

وطالبت الخارجية، الإدارة الاميركية بالتحقيق في هذه الجريمة باعتبار أن الشهيد المسن أسعد هو مواطن أميركي، مؤكدة أن دولة فلسطين على استعداد تام للتعاون مع أية تحقيقات أميركية للكشف عن القتلة ومحاسبتهم، كما طالبت الجنائية الدولية بسرعة الانتهاء من تحقيقاتها بجرائم الاحتلال وصولا لمحاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين ومن يقف خلفهم.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات