اعرب أحد قادة الجيش الإسرائيلي عن قلق تل أبيب من خطر وصول اسلحة تلقتها اوكرانيا من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى الى ايران.
واشار الضابط الاسرائيلي الرفيع في في تقرير نشرته مجلة "نيوزْويك" الأمريكية الى امكانية قيام الروس بنقل الاسلحة التي تم اغتنامها خلال المعارك الى النظام الإيراني، ضمن العلاقات العسكرية الوثيقة بين موسكو وطهران.
وقال الضابط الكبير "يمكن أن يمثل الموقف فصلًا آخر من تحويل شحنات الأسلحة الأمريكية، وتمكين خصوم كل من إسرائيل والولايات المتحدة في منطقة مضطربة أخرى"، بينما ينصب تركيز الحكومات الغربية على الصراع المتقلب خارج أوروبا الشرقية.
وقال القائد الإسرائيلي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، إن" تحويل الأسلحة، مثل نظام الصواريخ المضادة للدبابات جافلين والذي يُطلق من الكتف، تتم مراقبته من قبل القوات شبه العسكرية العاملة على مراقبة الحرب الروسية الأوكرانية."
إسرائيل تعتزم بيع أكثر من 200 دبابة "ميركفا" لدولتين إحداهما أوروبية
وتعتزم إسرائيل بيع دباباتها القديمة من طراز "ميركفا"، لجيشين أجنبيين، أحدهما تابع لدولة أوروبية، على أن تستمر هذه الدبابات في الخدمة على الرغم من مرور أكثر من 40 عامًا على تصنيعها في إسرائيل.
جاء ذلك بحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية، يوم الخميس، نقلا عن مسؤولين في وزارة الجيش، وذلك في ظل سباق التسلح في الدول الغربية، في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأوضح الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" - "وانيت"، أن الحديث عن دبابات "ميركفا" من الجيلين الثاني والثالث، صُنّعت في الثمانينات والتسعينات وخرجت من الخدمة في الجيش الإسرائيلي في السنوات الماضية.
ويتم حاليا تصنيع الجيل الرابع من الدبابة ميركفا، التي أُنتجت لأول مرة بعد أن تكبدت قوات المدرعات الإسرائيلية خسائر فادحة في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 مع مصر وسورية، وبهدف تقليل الاعتماد على إمدادات الأسلحة الأجنبية.
وأشارت التقارير إلى أنه هذه ستكون أول مرة تبيع فيها إسرائيل دبابات من طيراز "ميركفا" إلى دولة أوروبية، وأوضحت أن الصفقة لن تتم قبل الموافقة الأميركية عليها.
وبحسب "واينت" فإن هذه التحركات تأتي على ضوء "إعادة اكتشاف أدوات الحرب المدرعة الكلاسيكية"، إثر حرب أوكرانيا، وأوضحت أن "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها بيع دبابات ميركفا إلى دولة أوروبية".
وأكد مسؤول في وزارة الجيش، في تصريحات لوسائل إعلام عبرية، إن إسرائيل تجري محادثات لبيع دبابات "ميركفا" لدولتين، إحداهما أوروبية، في أول اتفاق من نوعه لتصدير "الميركفا" الإسرائيلية.
وقال مدير إدارة تنسيق الصادرات بوزارة الجيش الإسرائيلية، يائير كولاس، إن الطلب القياسي على المنتجات الإسرائيلية يرجع لأسباب منها رغبة الدول في تجديد ترساناتها بعد تزويد أوكرانيا بالأسلحة في حربها مع روسيا.
وصرح المسؤول لصحيفة "كالكاليست" بأنه نتيجة لذلك، تُصدر إسرائيل أنظمة فائضة لم تبعها من قبل في الخارج وتشمل الجيل السابق من "ميركفا".
وأضاف "أن هناك دولتين محتملتين نجري معهما مفاوضات متقدمة (بشأن بيع الدبابة)... لا أستطيع الكشف عنهما، لكن إحداهما في القارة الأوروبية".
وبحسب "واينت"، فإن الصفقة ستشمل بيع أكثر 200 دبابة، وأكدت أن الصفقة "التوقيع النهائي على وشك أن يتم" ورجحت التقارير أن تتقدم المساعي لإتمام الصفقة بسرعة، وأن يتم التوقيع عليها "في غضون ثلاثة أشهر تقريبًا".
وأوضح مسؤولون في وزارة الجيش الإسرائيلية أنه "نظرًا لأن بعض الأجزاء الميكانيكية في هذه الدبابات هي أميركية الصنع، وخاصة المحرك، فإن موافقة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مطلوبة لتنفيذ الصفقة".
وبحسب التقديرات، فإن قيمة الصفقة ستصل إلى عشرات ملايين الدولارات، وذكر "واينت" أن "المبلغ قد يحويل مباشرة إلى المؤسسة الأمنية".
وأفاد "واينت" بأنه "قبل 10 سنوات، عرضت وزارة الأمن الإسرائيلية على جيش أجنبي شراء دبابات ميركفا من الجيل الرابع، مقابل ما يقرب من أربعة ملايين دولار لكل دبابة".
صفقتان منفصلتان
وبحسب التفاصيل الواردة، فإن الحديث عن صفقتين منفصلتين، تشمل الأولى دبابات "ميركفا 2" والأخرى "ميركفا 3" التي دخلت الخدمة في التسعينات وخدمت بشكل أساسي مقاتلي اللواء المدرع 188.
وباتت جميع ألوية المدرعات التابعة للجيش الإسرائيلي (108 و401 و7)، مزودة بـ"ميركفا 4" المتطورة والمجهزة بنظام دفاع فعّال ("معطف الريح") ضد الصواريخ المضادة للدبابات، وأنظمة قيادة وتحكم محوسبة.
وكانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية متشائمة بشأن إمكانية قيام جيش أجنبي بشراء أكثر من 200 دبابة ميركفا خارج الخدمة، وبحث المسؤولون في وزارة الأمن إمكانية بيعها لمقاولي إعادة تدوير الحديد.
وفي ظل الحرب الروسية في أوكرانيا، تغيرت الاحتياجات الأمنية للدول الأوروبية، وأبدت دول أوروبية اهتماما بالدبابات الإسرائيلية المستعملة، في منتصف العام الماضي، بحسب "واينت".
وقامت وزارة الديش الإسرائيلية بالتحقق من حالة الدبابات القديمة، ووجدت أنها "صالحة للاستخدام بما يكفي لبيعها".
ونقل "واينت" عن مصادر أمنية قولها إن "أوروبا تخوض سباق تسلح لم تشهد له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية".
وأشار إلى مضاعفة وزارة الدفاع الألمانية ميزانيتها الدفاعية ثلاث مرات بسبب التوترات مع روسيا، وتحرك السويد وفنلندا للانضمام إلى الناتو.
وكانت وزارة الجيش الإسرائيلية قد كشفت، أمس، أن حجم الصادرات العسكريّة والأمنية للصناعات الإسرائيلية إلى دول العالم، بلغ نحو 12.5 مليار دولار في عام 2022 في رقم قياسيّ.
وأوضحت أن الصادرات العسكرية زادت أكثر من الضعف منذ عام 2014، كما ارتفعت بمقدار 50% في السنوات الثلاث الماضية، بحسب ما أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية، اليوم الأربعاء.