فشلٌ إسرائيليٌّ مُجلجِلٌ بإطلاق الجنود !

 الاختطاف كوسيلةٍ إستراتيجيّةٍ لحماس لتحرير الأسرى وتخوّفٌ من عمليّةٍ نوعيّةٍ للمُقاومة..

هل يجرؤ الكيان على اختطافاتٍ مُضادّةٍ تُشعِل المُواجهة؟ حزب الله سيأسر جنودًا!

منذ قيام حركة (حماس) بأسر الجنديّ الإسرائيليّ غلعاد شاليط في عمليةٍ نوعيّةٍ صيف العام 2006، يعيش كيان الاحتلال حالةً من الهلع والفزع والخوف خشية تكرار السيناريو الذي أجبرها على إبرام صفقة تبادلٍ تمّ خلالها إطلاق سراح أكثر من ألف أسيرٍ فلسطينيٍّ مُقابِل إعادة الجنديّ الأسير.

 وتتفاقم هذه الحالة المُستعصيّة مع فشل دولة الاحتلال في إعادة أربعة جنود ومواطنين تقوم (حماس) باحتجازهم منذ العام 2014، الأمر الذي أثار وما زال حملةً من الغضب العارِم تجّاه الحكومات المتعاقبة، والتي فشِلت في إطلاق سراحهم، والأخطر من ذلك أنّ المسؤول عن شؤون الأسرى والمفقودين في إسرائيل، يارون بلوم، استقال من منصبه قبل حوالي النصف سنة على وقع إخفاقه، وحتى اللحظة لم تتمكّن حكومة بنيامين نتنياهو السادسة من تعيين خليفةً له، وهو الأمر الذي يؤكِّد بالدليل القاطِع أنّ الفشل بانتظار البديل.

 بالإضافة إلى ذلك، فلا تستبعِد المنظومة الأمنيّة في تل أبيب أنْ يقوم (حزب الله) اللبنانيّ بتكرار سيناريو الأسر وخطف جنودٍ وضُبّاط من على الحدود كما فعل في السابق، وهو السيناريو الذي يقُضّ مضاجع الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا.

 وفي ظلّ هذه المعادلة والرقم الصعب، الذي تُشكّله (حماس) زعم الجنرال السابق نيف صوفير الذي خدم في وحدة تحديد مكان المفقودين، لموقع (إسرائيل ديفينس)، المُختَّص بالشؤون الأمنيّة، زعم أنّ "الاحتلال مطالب بأنْ يستولي على أصول مهمة من حماس لغرض المفاوضات المستقبلية معها، لأنّ استمرار احتجازها لأسرانا منذ 9 سنوات اضطرنا لإجراء مفاوضات معها عبر قنوات اتصال غير مباشرة عبر وسطاء، وفي ظل ظروف قاسية، وفي غياب قواعد اللعبة انتهت الصفقة الأخيرة في 2011، وحين شعرت حماس أنّ ثمن الجندي غلعاد شاليط يزيد على الألف أسير، فقد أصبح الخطف وسيلة فعالة للإفراج بالجملة عن الأسرى في السجون"، على حدّ قوله.

وأشار إلى أنّ "التفاوض على صفقة أسرى مع حماس يؤكّد أنّه لا يوجد خيار عسكريّ إسرائيليّ لإنقاذ الجنود لديها، فالأمر يتعلق بالثمن، ونوعية المخطوف مقابل قيمة الأسرى المفرج عنهم، وبتشجيع من الثمن الذي دفعته إسرائيل في صفقة شاليط تطالب حماس بصفقة كبيرة لإطلاق سراح 1111 أسيرا، فيما ترفض أي مطلب لإطلاق سراح الأسرى (الملطخة أيديهم بالدماء) الذين يقضون عقوبة بالسجن المؤبد، وما زالت المفاوضات عالقة"، طبقًا لأقواله.

وأوضح أنّ "قادة حماس يؤكّدون أنّهم لن يصبروا فترة أطول لبقاء الأسرى في سجون الاحتلال، وإنّ كتائب القسام ستنفذ صفقة جديدة لتبادل الأسرى الأربعة، وإذا لم يكن هذا كافيًا لصفقة تبادل، فستختطف المزيد، ما يؤكّد أنّ حماس تتعرض لضغوط من الجمود في المفاوضات، ورغبتها بإنجاز الصفقة، والضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات عبر وسائل الإعلام وعائلات الأسرى الإسرائيليين، أمام ضغوط حماس وعائلات الأسرى في سجون الاحتلال"، كما قال.

علاوةً على ذلك، ادعى أنّ "عمليات الاختطاف المعلنة تعني أنّ اليد الطويلة لدولة الاحتلال تعمل في الخفاء، مع أنّه في بعض الأحيان قد يستغرق الأمر وقتًا قبل أنْ تعترف بأنها تمتلك بطاقة مساومة تمّ إحضارها لإسرائيل، دون تقديم تفاصيل عن الطريقة التي تم بها إحضارها، ومتى، وبواسطة من، ومن أين، مثل اللبنانيين مصطفى الديراني وعبد الكريم عبيد، وحسن عقيل"، وفقًا لمزاعمه.

 ونقل عن المحامي أوري سالونيم المستشار السابق لوزير الأمن لشؤون الأسرى والمفقودين، وتوسط في عدة صفقات تبادل، أنّ "الأمر لا يتعلق بعدد من تبادلهم، بل بجودتهم ونوعيتهم، بزعم أنّ استخدام أوراق المساومة النوعية التي تنشط أدوات الضغط قد تُحسِّن مجال المناورة في الاتصالات وتخلق الردع، في ضوء ما وصلت إليه مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس، إلى نقطة الركود"، على حدّ تعبيره.

وتابع أنّ "تعثر صفقة التبادل مع حماس يستدعي من جميع الأطراف العمل على تحسين شروطها، وطالما أنّ حماس تستخدم الاختطاف كوسيلةٍ إستراتيجيّةٍ لإجبار إسرائيل على إطلاق سراح المعتقلين والأسرى من سجونها، فإنّ الأخيرة تعتبر عودة الجنود قيمة عليا، وقد تستخدم الاختطاف كوسيلةٍ تكتيكيّةٍ لإجراءات مضادة، وجمع المعلومات الاستخبارية، وكورقة مساومة للإفراج عن الأسرى والمفقودين".

وخلُص المحامي إلى القول إنّ "كلّ ذلك يستدعي من إسرائيل الذهاب إلى استراتيجية (خطف ضد الاختطاف)، للعمل على منع وإحباط خطف الجنود، بما فيه الخطف المضاد، إمّا لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية، أو كأوراق مساومة لإطلاق سراحهم"، طبقًا لأقواله.

ولكن ما لا تأخذه دولة الاحتلال بالحسبان هو قيام حزب الله اللبنانيّ أيضًا بأسر جنودٍ، تضامنًا مع المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، والأمر الثاني، أنّ إقدام الكيان على خطف قياداتٍ من (حماس) سيؤدي حتمًا لإشعال جولة عنفٍ خطيرةٍ للغاية.

وما يزيد الأمور تعقيدًا أنّ إسرائيل تخشى من قيام (حماس) بتنفيذ عمليةٍ نوعيّةٍ لأسر جنود إسرائيليين يخدمون على الحدود مع غزّة، وهو الأمر الذي سيؤدّي لتفاقم المشكلة، المتفاقمة أصلاً، ويُساهِم إلى حدٍّ كبيرٍ في إحراج الحكومة الحاليّة، التي وبعد مرور نصف عامٍ على تشكيلها ما زالت حكومة فضائح، دون أيّ إنجازٍ يُذكَر.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الناصرة-"رأي اليوم"- من زهير أندراوس: