أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا) عن استئناف تقديم خدماتها الجمعة للاجئي فلسطين في الضفة الغربية، بعد تعطل بسبب نزاع عمل مع اتحاد موظفي الضفة الغربية والإضراب عن العمل الذي بدأ في 4 آذار.
وأعلن اتحاد العاملين العرب في الوكالة، تعليق الإضراب عن العمل الذي استمر لمدة أربعة أشهر متواصلة، بدءا من يوم الجمعة، وقال الاتحاد في بيان مساء الخميس، إن تعليق الإضراب سيكون لمدة ثلاثة أشهر بدءا من يوم الجمعة.
وقالت مديرة التواصل والإعلام في الوكالة الأممية جولييت توما لقناة "المملكة" الأردنية، إن العودة للدراسة في مدارس الضفة الغربية سيكون بأسرع وقت ممكن خلال الأسبوع المقبل، وذلك بعد تنظيف المدارس وتجهيزها.
وستقدم الوكالة دفعة مسبقة للعاملين في الوكالة في الضفة الغربية المحتلة، عن أيام العمل لشهر حزيران، وفق توما التي رأت أن الناس واللاجئين تحملوا خسائر نتيجة الإضراب، والخاسر الأكبر هم الأطفال بسبب الفاقد التعليمي.
ورحب المفوض العام لأونروا فيليب لازاريني باستئناف تقديم الخدمات لمجتمعات اللاجئين في أرجاء الضفة الغربية، وقال إن لاجئي فلسطين تأثروا بشدة من جراء الإضراب.
واعتبارا من صباح الجمعة، تقوم فرق أونروا في أرجاء الضفة الغربية بتجهيز كل مرافق الوكالة ومنشآتها للعودة إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن الأسبوع المقبل، مع إعطاء الأولوية للخدمات التعليمية والصحية.
وتشمل الجهود تنظيف النفايات الصلبة والتخلص منها، وصيانة مباني الوكالة لاستقبال الموظفين واللاجئين، ووضع تدابير أمنية والتخزين المسبق للإمدادات بما في ذلك الأدوية ومواد الصرف الصحي.
وستكون مرافق أونروا مفتوحة للخدمات حالما تكتمل الاستعدادات، وبعضها في أقرب وقت السبت.
وأضاف لازاريني: "تتمثل أولويتنا القصوى الآن في إعادة فتح 90 مدرسة تابعة لأونروا حتى يتمكن أكثر من 40 ألف طفل كانوا على وشك خسارة عام دراسي كامل ومعرضين لخطر التسرب من تعويض خسائر التعليم والانتقال إلى الصفوف اللاحقة".
ويأتي استئناف الخدمات بعد مناقشات مطولة مع عدة أطراف جرت على مدار الأشهر الماضية، وفق أونروا.
وأضاف الاتحاد أن القرار "جاء لتغليب المصلحة العامة، وتقديرا لمعاناة العاملين وأبنائهم وعموم اللاجئين في المخيمات وخارجها، وتلبية لطلب اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمكتب التنفيذي للجان الشعبية، ودائرة شؤون اللاجئين، وحرصا على متابعة اللجنة التنفيذية لجميع التعهدات التي اتفق عليها بينها وبين وكالة الغوث وأبلغت اللجنة التنفيذية الاتحاد بها والتي تم تحديدها من قبل اللجنة التنفيذية في 12 حزيران بما فيها الرسالة المرسلة للجنة التنفيذية 15 حزيران من المكتب التنفيذي لأونروا".
وتعهد الاتحاد "باستمرار العمل على تحقيق مطالبه خلال فترة تعليق الإضراب، وبالتعاون الكامل مع اللجان الشعبية وبرعاية ومتابعة دائرة شؤون اللاجئين لمنظمة التحرير الفلسطينية".
واختتم لازاريني بالقول: "أود أن أشيد بجميع أولئك الذين ساعدونا ودعمونا للتوصل إلى حل للوضع. وعلى وجه الخصوص، أود أن أنوّه بالمساهمة الاستثنائية لفريق الأونروا في الضفة الغربية بقيادة آدم بولوكوس، مدير شؤون أونروا في الضفة الغربية، والموظفين المحليين الذين لم يضربوا عن العمل والموظفين الدوليين الذين ساعدوا في إدارة الأزمة. وأظهر زملائي التزاما استثنائيا تجاه أونروا وتجاه لاجئي فلسطين طوال فترة الإضراب. كما أود أن أشكر السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي جاء دورها الإيجابي من أعلى المستويات، متمثلة بالرئيس عباس الذي تدخل شخصيا في لحظات حاسمة".
وقالت الوكالة إن النزاع العمالي في الضفة الغربية والإضراب الذي تلاه أثرا "تأثيرا شديدا" على عملية تقديم الخدمات لحوالي 900 ألف لاجئ من فلسطين في المنطقة، بمن فيهم أكثر من 45 ألف طفل لم يذهبوا إلى المدرسة لأكثر من 3 أشهر.