قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إن "كل الخيارات مفتوحة" وذلك في تعليقه على عملية إطلاق النار التي نفذها الشهيدان مهند شحادة وخالد صباح شمال رام الله، وأسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة 4 آخرين.
وتأتي تصريحات نتنياهو في ظل دعوات المسؤولين الإسرائيليين لشن "عملية عسكرية واسعة" تستهدف المقاومين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية في ظل تصاعد العمليات التي تستهدف الاحتلال ومستوطنيه في الضفة المحتلة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن "عملية عسكرية واسعة في شمالي الضفة قد تتطور (إلى معارك) على جبهات أخرى".
ووصف نتنياهو عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "عيلي"، شمال رام الله وسط الضفة ، في بيان مصور، بأنها "إجرامية وصادمة"، وأضاف "قواتنا تعمل الآن في الميدان للتعامل مع القتلة"، على حد تعبيره.
وتابع "لقد أثبتنا في الأشهر الماضية أننا سنتعامل مع القتلة دون استثناء. كل من يؤذينا، إما في القبر أو في السجن"، وشدد على أن "أريد أن أقول لكل أولئك الذين يستهدفون أرواحنا؛ كل الخيارات مفتوحة".
وختم بالادعاء أنه "سنواصل محاربة الإرهاب بكل قوتنا وسنهزمه".
وعززت قوات الاحتلال قواتها في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب تقييم ميداني للأوضاع الأمنية أجراه رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، وأصدر تعليمات بتوسيع حملة الاعتقالات وهدم منازل منفذي العمليات في الضفة.
وعقد نتنياهو جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية في أعقاب العملية، وأفاد بيان صدر عن مكتبه بأنه يتلقى تقارير ميدانية حول تفاصيل العملية التي وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بـ"الصعبة".
كما أعلن وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، عقد جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية، مساء اليوم، بمشاركة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية.
من جانبه، وصل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى موقع العملية وطالب بشن عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية المحتلة، تشمل اغتيالات من الجو، كما دعا المستوطنين إلى حمل السلاح لمواجهة الفلسطينيين.
وقال بن غفير "أدعو رئيس الحكومة ووزير الأمن لشن عملية عسكرية في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة المحتلة)". ودعا إلى العودة إلى "الاغتيالات من الجو وهدم المباني وإقامة الحواجز وطرد المخربين".
كما شدد على ضرورة "إصدار قانون عقوبة الإعدام بحق المخربين في القراءة الثانية والثالثة"، وادعى أن "الحواجز أزيلت في يهودا والسامرة، للسماح بنسيج حياة وحرية تنقل (للفلسطينيين)".
وأضاف "حرية التنقل ليست أهم من حقنا، نحن المستوطنون، في الحياة".
ولم يشارك بن غفير والوزير في وزارة الجيش، بتسلئيل سموتريتش، في جلسة تقييم الأوضاع الأمنية التي عقدها نتنياهو بهيئة مقلصة، فينا شارك وزيرا الأمن، غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، إلى جانب القيادات الأمنية.
وبحسب التقارير العبرية، فإن عدد العمليات التي نفذها فلسطينيون منذ مطلع العام استهدفوا من خلالها أهدافا إسرائيلية، بلغ 147 عملية، من بينها 120 عملية إطلاق نار، وأسفرت مجتمعة عن مقتل 28 إسرائيليا منذ مطلع العام.
وأطلق مستوطنون دعوات انتقامية للاعتداء على الفلسطينيين في ساعات مساء اليوم وخلال الليل.
وقتل 4 مستوطنين، مساء الثلاثاء، بعد أن أطلق مقاومون النار تجاه محطة وقود قرب مستوطنة "عيلي" شمال رام الله، فيما استشهد منفذي العملية.
وبحسب نجمة داود الحمراء، فإنه تحدد مقتل المستوطنين الأربعة في مكان عملية إطلاق النار.
وأشارت إلى أنه تم نقل 3 مصابين إلى مستشفى بيلنسون لتلقي العلاج.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن مركبة فلسطينية وصلت للمكان، وخرج منها مسلحين، وفتحا النار تجاه محطة الوقود، قبل أن يتم تحييد أحدهما ويفر الآخر من المكان، مشيرًا إلى أنه تجري عملية واسعة لملاحقته.
ووفقًا للتحقيقات الأولية، فإن مسلحين على الأقل وصلا إلى المكان بمركبة وفتحا النار أمام مطعم لبيع الحمص، قبل أن يصلا لمنطقة محطة الوقود ويطلقان النار، حيث استشهد أحدهما، وتمكن الآخر فيما يبدو مع آخرين بالفرار بمركبة مستوطن تم الاستيلاء عليها.
ولاحقًا أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نجح باغتيال المنفذ الثاني.
وعلم أن الشهيدين ، مهند فالح شحادة، وخالد صباح، من سكان عوريف في نابلس، وهما من نشطاء حركة حماس.
أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، مساء اليوم ، بتكثيف عمليات قواته في الضفة الغربية في أعقاب مقتل 4 مستوطنين قرب مستوطنة عيلي القريبة من رام الله.
وبحسب متحدث عسكري إسرائيلي، فإن هاليفي أوعز بتكثيف عمليات الاعتقال حسب الحاجة في مناطق الضفة الغربية.
كما أمر في أعقاب جلسة تقييم بتعزيز القوات العسكرية خاصة في مناطق شمال الضفة الغربية.