أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا بأن سيتم التحقيق مع قائد مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية بشأن الترتيب لتمرد مسلح.
وقالت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب إن قائد "فاغنر" يفغيني بريغوجين يواجه عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى ٢٠ عاما، فيما قال نائب قائد العملية العسكرية الروسية الخاصة: أدعو قوات فاغنر للتوقف والعودة إلى مواقع التمركز المحددة، حسب ما رد في تقارير روسية.
وقال نائب قائد القوات الروسية في أوكرانيا:" لايجوز اللعب لصالح العدو في هذا الوقت والعدو ينتظر توتر الوضع الداخلي".
وأضاف نائب قائد القوات الروسية بأوكرانيا:" يمكن حل المشاكل بالطرق السلمية وتحت قيادة القائد العام للقوات الرئيس بوتين".
ذكرت وكالة تاس الروسية نقلا عن جهاز أمني أنه تم تشديد إجراءات الأمن مساء الجمعة في المقرات الحكومية ومنشآت النقل وغيرها من الأماكن الهامة في العاصمة الروسية موسكو.
ودعا قائد مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية مساء الجمعة إلى انتفاضة على قيادة الجيش بعدما اتّهمها بقتل عدد "هائل" من عناصره في قصف استهدف مواقع خلفية لهم في أوكرانيا، في اتّهام نفته موسكو، مؤكّدة ملاحقة يفغيني بريغوجين بتهمة "الدعوة إلى تمرّد مسلّح".
وبنبرة ملؤها الغضب، قال بريغوجين في رسالة صوتية نشرها مكتبه "لقد شنّوا ضربات، ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية. لقد قُتل عدد هائل من مقاتلينا".
وتوعّد بريغوجين بـ"الردّ" على هذا القصف الذي أكّد أنّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هو الذي أصدر الأمر بتنفيذه.
وأضاف أنّ "هيئة قيادة مجموعة فاغنر قرّرت أنّه ينبغي إيقاف أولئك الذين يتحمّلون المسؤولية العسكرية في البلاد"، مؤكّداً أنّ وزير الدفاع سيتمّ "إيقافه".
كما دعا بريغوجين الجيش إلى عدم "مقاومة" قواته.
وأكّد أنّ عديد مقاتليه يبلغ 25 ألف عنصر، داعياً الروس، ولا سيّما عناصر الجيش، للانضمام إلى صفوف مقاتليه.
وقال "هناك 25 ألف منّا وسوف نحدّد سبب انتشار الفوضى في البلاد ... احتياطنا الاستراتيجي هو الجيش بأسره والبلد بأسره"، مبدياً ترحيبه "بكلّ من يريد الانضمام إلينا" من أجل "إنهاء الفوضى".
ونفى قائد "فاغنر" أن يكون بصدد تنفيذ "انقلاب عسكري"، مؤكّداً أنّه يريد قيادة "مسيرة من أجل العدالة".
وقال "هذا ليس انقلاباً عسكرياً، بل مسيرة لتحقيق العدالة. ما نفعله لا يعيق القوات المسلّحة".
لكنّ ردّ موسكو لم يتأخّر إذ سارعت وزارة الدفاع إلى نفي اتّهامات بريغوجين، في حين أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب فتح تحقيق ضدّ قائد فاغنر بتهمة "الدعوة إلى تمرّد مسلّح".
وقالت وزارة الدفاع لروسية في بيان إنّ "الرسائل ومقاطع الفيديو التي نشرها ي. بريغوجين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ضربات مفترضة +شنّتها وزارة الدفاع الروسية على قواعد خلفية لمجموعة فاغنر+ شبه العسكرية، لا تتّفق مع الواقع وتشكّل استفزازاً".
بدورها، قالت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية إنّ "المزاعم التي بُثّت باسم يفغيني بريغوجين ليس لها أيّ أساس. لقد فتح جهاز الأمن الفدرالي تحقيقاً بتهمة الدعوة إلى تمرّد مسلّح".
أما الكرملين فقال على لسان المتحدّث باسمه ديمتري بيسكوف إنّ الرئيس فلاديمير بوتين "أحيط علماً بكلّ الأحداث المتعلّقة ببريغوجين. يجري حالياً اتّخاذ الإجراءات اللازمة".
وتأتي هذه القنبلة التي فجّرها قائد بريغوجين في وجه القيادة العسكرية الروسية لتخرج إلى العلن التوتّرات العميقة التي تعاني منها قوات الكرملين في أوكرانيا.