الورد والآس الأخضر على مثوى والدي ووالدتي

بقلم: علي بدوان

الورد والآس الأخضر.jpg

بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

صباح يوم عيد الأضحى المبارك، وبعد الصلاة...

باقة الأزهار رسالة طيّبة من الأحياء إلى الأحياء قبل أن تكون إلى الرّاحلين.

نحمل الورود والآس الأخضر، صبيحة يوم العيد لوضعها على أضرحة أحبائنا الراحلين، ونعلم أن مصيرها الجفاف واليباس بعد أيام قليلة...!!!

الهدف ليس الورد والورق النباتي الأخضر، في ذاتِه، فمن يحمله يُدرك جيّداً، أن من يسكن الضريح لن يَشعُرَ به، ولكن الأمر لفتة مَحبة، ودمعة لمن اسعدونا على حساب سعادتهم، وتسديد دين لمن رحل ولم نستطع أن نفيَه حقّه عندما كان على قيد الحياة.

هي لأحد الوالدين أو لكليهما، أو لصديقٍ، أو لقريب لم نستطع أن نكافئه في حياته، لم نقدّم له ما يستحق من احترام ومحبة وتقدير.

 نحمل باقة الورود والآس الأخضر، كي نقول أننا لم ننسى من رحل، وقد تكون اعتذارًا منّا على تقصير تجاهه/م.

أتينا صباح العيد، الى حيث يرقدون، لنشكر أولئك الذين سبقونا وقدّموا أقصى ما يستطيعون من أجلنا، أولئك الذين عرفوا الشقاء في حياتهم، وواصلوا الليل بالنهار، بالكد والعمل، وربما جاعوا وتحمّلوا من أجلنا... وصبروا على ما لا يرضيهم، كي ننعم من بعدهم بحياة أفضل وأجمل مما عرفوا هم، وكي تكون معاناتنا أقل من معاناتهم، أولئك الذين رحلوا وأعينهم تودّعنا، وما زالت قلقة على مصيرنا ومستقبلنا، يخشون علينا إن فقدنا الحيلة قادم أيامنا بعد رحيلهم.

نحمل باقات الورود، والآس الأخضر، لنقول لهم إنّ فرحتنا في العيد، منقوصة ما لم تكن أرواحهم حاضرة معنا، ترفرف فوق رؤوسنا، نستحضرهم بهذه اللفتة الروحية صبيحة العيد، كي نتفرّغ بعد هذا إلى لحظات فرح تمنوها لنا على الدوام.

والدي ووالدتي، الحج ابو العبد (سعيد عبد الرحمن بدوان)، والحجة أم العبد (لطفية قاسم عابدي)، المنكوبين اصلاً في نكبتنا الكبرى والخروج القسري من بلادنا فلسطين، لكما رحمه الله، واليكما الذكرى الطيبة والعطرة، ودموعي تسيل، وتترقرق، في لحظاتٍ اعيشها معكم في ذاكرتي، وذاكرة ابنائنا واحفادنا.

 

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت