- د. طلال الشريف
إسرائيل ترد على فريدمان: إعادة "تقييم العلاقة" مع أمريكا ليست ظاهرة جديدة، هكذا اوردت صحيفة اسرائيل اليوم رد مسؤول سياسي إسرائيلي على مقال توماس فريدمان حين دافع عن نتنياهو قائلا بان العلاقات مع الولايات المتحدة رغم الخلافات وصلت لأعلى مستويات التعاون في فترات حكم نتنياهو ..
بماذا سيرد توماس فريدمان إن كان أخلاقيا يتحدث وبوصلة العدالة صوب عينيه بأن تقييم العلاقة مع اسرائيل يجب ان ترتكز على أن دولة اسرائيل هي دولة احتلال وتتغاضى معها الولايات المتحدة عن ذلك الذي تنساه أو تتناساه وتتصرف وكأن العالم لا يعرف أنها دولة احتلال وتسقط من وعيها عمدا هذ الصفة ولا تتذكر بأنها احتلت الأرض في حربي ٤٨ و ٦٧، والذي لا يدركه فريدمان ليذكر به أيضا بأن اسرائيل باتت في حالة نقص التربية والثقافة بانها دولة محتلة ويحتاج المجتمع الاسرائيلي لمن يذكره بذلك كي لا يصدق نفسه ويفقد ذاكرته لأن فقدان جزئية أنه يحتل أرض وشعب آخر قد يفقده جزءا آخرا من ذاكرة اضطهاده سابقا.
وعندما لا يتذكر المسؤول الاسرائيلي الذي يدافع عن نتنياهو بأنه صاحب أعلى مستوى من العلاقة الامنية مع الولايات المتحدة فهذا المسؤول يفقد جزءا آخر من الذاكرة بأن نتنياهو هو من أفشل عملية السلام ومنع ومازال يمنع قيام الدولة الفلسطينية ويؤزم المنطقة والعالم ويعيده للمربع الاول من الصراع، وهذا المسؤول الاسرائيلي يريد من فريدمان والولايات المتحدة أن تفقد جزء من ذاكرتها أيضا "بأن اسرائيل تحتل أرض وشعب آخر" كلف ذلك ثمنا كبيرا وممتدا تاريخيا نتيجة مناوئة شعوب كثيرة للولايات المتحدة بسبب تبنيها لإسرائيل وحماية سلوكياتها ونهبها الحقوق الفلسطينية ومنع تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية منذ العام ١٩٤٨.
الأغرب، ماذا يريد فريدمان بعد طريقة رد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على تصريحات بايدن على شبكة "CNN"، وقال له: "لا تتدخل، إسرائيل ليست نجمة أخرى في العلم الأمريكي" ما يؤكد فقدان الذاكرة الاسرائيلية تماما لما حدث ويحدث وينكر دور الولايات المتحدة التي لولاها لما عرف أحد بوجود بن غفير وغيره من فاقدي الذاكرة... نعم إن إسرائيل تفقد الذاكرة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت