قال فهمي شاهين عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، أن تعزيز وحدة كل مكونات وقوى شعبنا الفلسطيني، كشرط وقانون للانتصار على الاحتلال ومخططاته الاستعمارية وممارساته الفاشية، يتطلب حماية وحدة تمثيله السياسي من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لمضمونها ومكانتها كجبهة وطنية عريضة ضد الاحتلال وقائدة نضال شعبنا من أجل تحرره الوطني.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية اقيمت في مدينة بيت لحم بدعوة من المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية وبالتعاون والشراكة مع جمعية المنتدى الاستشاري (تكامل)، وذلك تحت عنوان "الواقع الراهن لمنظمة التحرير الفلسطينية والمستقبل المأمول منها"، حيث أدار الندوة التي تخللها نقاس موسع، ناشطي المركز الفلسطيني ثائر حنايشة وعائشة عبيد الله.
وقال شاهين خلال ندوته، إن جوهر المشروع التصفوي الصهيوني يقوم على تجزأه وتفتيت الشعب الفلسطيني وعلى إنكار حقوقه الوطنية المشروعة واجهاض منجزاته التي أقرتها الشرعية الدولية، وهو ايضا في التخلص من كيانيته المعنوية وضرب وحدة تمثيله السياسي، وهو مشروع ما زالت تسعى دولة الاحتلال لتحقيقه كمدخل وشرط استباقي لتصفية الهوية والحقوق الوطنية لشعبنا، مؤكداَ إن الموقف التاريخي من منظمة التحرير بني على اساس مفهومنا لدورها في النضال ضد الاحتلال ومن أجل التحرر الوطني، خاصة وانها مثلت في مرحلة تأسيسها البيت المعنوي البديل للشعب الفلسطيني عن عملية تشتيته وإنكار هويته الوطنية وحقوقه التي سحقتها النكبة، وهي القضية التي تحققت بدم وعرق شعبنا ووفرت له الاساس اللاحق للمطالبة بحقوقه ورفض محاولات الحركة الصهيونية إنكار وجود الشعب الفلسطيني.
وأوضح يقول: إن شعبنا خلال العقود الثلاث الماضية واجه أزمات مختلفة نتيجة السياسات الخاطئة وأساليب عمل قيادة منظمة التحرير، وحزبنا انتقد ورفض بوضوح هذه السياسات والممارسات الخاطئة في العديد من المحطات والقضايا والاحداث قبل وبعد نشوء السلطة الوطنية وحتى اليوم، آخذا بالاعتبار التفريق بين حدود وأدوات رفض ومواجهة ذلك، وبين الحفاظ على وحدة ومضمون المنظمة التمثيلي لشعبنا. وأضاف: واليوم من غير المقبول استمرار الحالة الراهنة لمنظمة التحرير، هذه الحالة المتمثلة في اختزالها وتهميشها لصالح سياسات وأولويات السلطة الفلسطينية، وتراجع مكانتها كقائدة لمرحلة التحرر الوطني، وتآكل دورها على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، وفي تدني مستوى الشراكة الوطنية وآلية اتخاذ القرارات، واستمرار محاولات تكريس صيغة (الحزب القائد) وسياسة التفرد وغيرها.
وأكد شاهين أنه وأمام المخاطر الكبيرة على قضية شعبنا ووحدته وحقوق الوطنية، والتحديات الماثلة أمام واقعه ومستقبلة، بات من الضروري ودون مماطلة أو التباس، سرعة استعادة مكانة منظمة التحرير الفلسطينية وتطوير وتفعيل دورها، بما في ذلك توسيعها وفقا لاتفاقات المصالحة وعلى قاعدة صريحة بإنهاء الانقسام، والالتزام في الثوابت السياسية والرؤية الاجتماعية والديمقراطية التي تضمنها إعلان الاستقلال، وكذلك الالتزام بمتطلبات الشراكة الوطنية وأسسها على قاعدة العمل الجبهوي، وتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي، وإلى العودة لممارسة الدور المركزي في قيادة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال ونحو التحرر والاستقلال، وهو الدور غير المحصور في المفاوضات وفي النضال الدبلوماسي على أهمية ذلك، بل انه يتعداه في إطار تجنيد كل واستنهاض طاقات الشعب الفلسطيني، وابداع آليات مساهماتها وصولاَ لأهدافنا الوطنية.
وختم شاهين، يقول: إن ذلك يتطلب بالضرورة إزالة الفجوات الراهنة مع جماهير شعبنا الفلسطيني ونخبه في مختلف أماكن تواجده، وتعميق مضمون المنظمة الشعبي والديموقراطي مع شعبنا، وإلى سرعة إنهاء (تبعية) منظمة التحرير للسلطة الفلسطينية، والزامها في الأولويات الوطنية شعبنا المقاوم والرازح تحت الاحتلال، لتعزز كل عوامل ومتطلبات صموده ولتكون رافعة لنضالاته ضد الاحتلال، وفق وعبر سياسات اجتماعية اقتصادية تقلص الفجوات الطبقية وتوفر ولو الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية، وتعزز المقاومة الشعبية وأطر ضد الاحتلال، وتحمي وتكرس حقوق وكرامة المواطنين والحريات الديمقراطية القائمة على التعددية والحق في الرأي والتعبير والاحتجاج والمساواة وفصل السلطات إلى آخره من الحقوق التي تضمنها إعلان الاستقلال والقانون الأساسي الفلسطيني.