شيعت جماهير فلسطينية في محافظة نابلس، يوم الأربعاء، جثمان الشهيد محمد عبد الحكيم نعيم ندى (23 عاما) إلى مثواه الأخير في مخيم العين غربي المدينة.
وانطلق موكب تشييع الشهيد من أمام مستشفى رفيديا الحكومي بمراسم عسكرية، ومشاركة الفعاليات الرسمية والشعبية كافة، وصولا إلى دوار الشهداء وسط المدينة، ومنه إلى مخيم العين حيث تمت مواراته الثرى في مقبرة المخيم.
وحمل المشاركون جثمان الشهيد على الأكتاف، وقد لُف بالعلم الفلسطيني، وجابوا به شوارع نابلس ومخيم العين، حيث عمت حالة من الغضب والحزن على ارتقاء الشهيد ندى، مرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت قوات إسرائيلية خاصة قد اقتحمت مخيم العين في نابلس، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي، أسفرت عن إصابة محمد ندى في منطقة الصدر، نُقل على إثرها إلى المستشفى لتعلن وزارة الصحة عن استشهاده، كما جرى اعتقال نور البسوني بعد محاصرة منزله.
و نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، باستشهاد ندى، وقالت إنها "جريمة إعدام بشعة، وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تضاف لجرائم القتل خارج القانون التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد أبناء شعبنا".وحمّلت الخارجية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة.
وقالت "على المجتمع الدولي أن يخجل من صمته ولا مبالاته تجاه دماء الفلسطينيين ومعاناتهم والظلم التاريخي المتواصل الذي وقع عليهم".
في السياق، أدانت فصائل فلسطينية، في بيانات منفصلة، استشهاد ندى في نابلس برصاص إسرائيلي.
وقال المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم، في بيان: "العدو يرتكب حريمة جديدة بقتله فلسطيني في نابلس، ضمن حربه التي تستهدف الوجود الفلسطيني، في تزامن مع تصعيد حربه الدينية على المسجد الأقصى".
وأضاف: "هذا العدوان المتصاعد يضع الجميع تحت مسؤولية الاتفاق على خطة وطنية موحدة كأحد مخرجات لقاء الأمناء العامين للفصائل في القاهرة المزمع عقده في 30 يوليو الجاري، لمواجهة إرهاب حكومة المستوطنين".
وفي بيان آخر، قالت "حماس": "استمرار العدوان على شعبنا وجرائم القتل والاعتقال والهدم والتشريد والإبعاد، خاصة في الضفة والقدس، لن تكسر مقاومة الشعب وعزمه على استعادة حقوقه وتحرير أرضه وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس".
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إن هذه "الجريمة تعكس رغبة العدو وحكومته في استمرار جرائمه الإرهابية بحق أبناء شعبنا".
وأضافت أن هذا السلوك من شأنه أن "يصعد من جذوة المقاومة في كل الساحات".
من جانبها، قالت لجان المقاومة في فلسطين إن "استمرار العدوان والهجمة الإسرائيلية على شعبنا لن تزيده إلا إرادة وتصميما على مواصلة المقاومة".
ونعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، الشهيد محمد عبد الحكيم نعيم ندى وأكَّدت في بيان لها " أنّ أبطال شعبنا في كافة مخيمات ومدن الضفة المحتلة سيواصلون الاشتباك والرد على جرائم الاحتلال المتواصلة كما جرى اليوم في مخيم العين."
ودعت الجبهة المستوى الرسمي الفلسطيني لتحمّل" مسؤوليّاته وواجباته، بالعمل على الاستجابة للإرادة الوطنية من خلال اتخاذ خطوات عمليّة وعاجلة لمواجهة العدوان، وحشد الموارد الوطنية كافة لتعزيز صمود شعبنا."
وطالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، بتشكيل لجنة تحقيق دولية في عمليات الإعدام والاغتيالات اليومية التي يرتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي، وآخرها عملية إعدام الشاب محمد عبد الحكيم ندى (23 عاما) من مخيم العين في مدينة نابلس.
واتهم فتوح في بيان، حكومة اليمين الاستيطانية، بتشكيل فرق موت واغتيالات من عناصر جيش الاحتلال، يتولى مسؤولياتها وتوجيهها الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، بهدف ارتكاب المجازر وقتل أكبر عدد من المواطنين والشبان الفلسطينيين، والترويع والانتقام وإجبار شعبنا على ترك أرضه.
وتشهد الضفة الغربية منذ بداية العام 2023 توترا شديدا، إثر تكرار الجيش الإسرائيلي اقتحاماته للمدن الفلسطينية، لاعتقال وتصفية من يصفهم بالمطلوبين، يضاف إليها هجمات متكررة ينفذها مستوطنون إسرائيليون على قرى وبلدات فلسطينية.