ارتفعت، يوم الأحد، حصيلة الاشتباكات المسلحة بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان إلى 6 قتلى وأكثر من 30 جريحا.
ومنذ أمس السبت، تدور في المخيم اشتباكات بين مجموعات إسلامية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني التابعة لحركة "فتح،" وفقا لوكالة الإعلام اللبنانية الرسمية.
وقالت الوكالة إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وجرح أكثر من 30 شخصا منذ اندلاعها مساء السبت، وتستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.
وقبل أن تتجدد حصيلة القتلى لاحقا، ذكرت الوكالة، الأحد، أن الاشتباكات أدت لمقتل 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين.
وأصيب عدد من عناصر الجيش اللبناني بجروح، مساء الأحد، بعد تعرضه لنيران، جراء اشتباكات وقعت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في مدينة صيدا جنوبي لبنان.
وتوعد الجيش اللبناني، في بيان، بالرد على مصادر النيران، محذرا من مغبة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر "مهما كانت الأسباب".
وقالت قيادة الجيش، في بيان، مساء اليوم، إنه "على أثر وقوع اشتباكات داخل المخيم، سقطت قذيفة في أحد المراكز العسكرية كما تعرضت مراكز ونقاط مراقبة تابعة للجيش لإطلاق نار، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين بجروح".
وأضاف البيان: "تحذّر قيادة الجيش من مغبة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر مهما كانت الأسباب، وتؤكد أن الجيش سيرد على مصادر النيران بالمثل".
وفي وقت سابق السبت، طلب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من الأجهزة الأمنية والجيش ضبط الوضع في المخيم، واصفا توقيت الاشتباكات بأنه "مشبوه ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية".
وذكر ميقاتي في بيان، أن "هذه الاشتباكات تتزامن مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية، وهي في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها".
والسبت، اندلعت اشتباكات بالمخيم في أعقاب إطلاق نار استهدف الناشط الإسلامي محمود أبو قتادة، ما أدى إلى جرحه، وفقا لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية
وأدت الاشتباكات إلى مقتل القيادي في "فتح" أبو أشرف العرموشي و3 من مرافقيه إثر تعرضهم لكمين مسلح في حي البساتين داخل المخيم، وفقا للوكالة.
ومن وقت إلى آخر تتكرر اشتباكات مماثلة في عين الحلوة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيما تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية.
الرئاسة الفلسطينية: ما حدث بعين الحلوة تجاوز للخطوط الحمراء
وقالت الرئاسة الفلسطينية، إن اغتيال عناصر من قوات الأمن الوطني التابعة لحركة "فتح" في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، هو "تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعبث بالأمن اللبناني".
وذكرت الرئاسة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن "ما حدث مجزرة بشعة واغتيال غادر وإرهابي لمناضلين من قوات الأمن الوطني أثناء أدائهم واجباتهم الوطنية في الحفاظ على صون الأمن والأمان لشعبنا في مخيم عين الحلوة، والسهر على أمن الجوار اللبناني".
وأفادت بأن "الاغتيال تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعبث بالأمن اللبناني وأمن المخيم"، مؤكدة أن "هذا الأمر غير مسموح به، ولن يمر دون محاسبة مرتكبي هذه المجزرة".
وشددت الرئاسة على "دعمها لما تقوم به الحكومة اللبنانية من أجل فرض النظام والقانون، ونؤكد حرصنا الشديد على سيادة لبنان، بما يشمل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والحفاظ على الأمن والقانون".
وأضافت: "عملنا طوال السنوات الماضية وبجهد كبير للحفاظ على استتباب الأمن والاستقرار وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية، وسنبقى على هذا الطريق للحفاظ على أمن وسيادة لبنان وحماية أبناء شعبنا في المخيمات وتحت سيادة القانون والأمن اللبنانيين".