ارتفعت، يوم الإثنين، حصيلة الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان إلى 9 قتلى و40 جريحا.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت مساء السبت الماضي في عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأكثرها كثافة سكانية، اسفرت عن اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في مخيمات صيدا، وعدد من رفاقه المناضلين بمخيم عين الحلوة.
وأوضحت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، ظهر اليوم، أن اشتباكات عنيفة داخل مخيم عين الحلوة تدور في هذه الأثناء، على محور جبل الحليب حي حطين، وتُستخدم فيها الرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية، ما أدى إلى إجلاء مرضى مستشفى محاذية للمخيم إلى مستشفيات أخرى في صيدا، التي أغلق عدد من المحال فيها أبوابه خشية التصعيد.
ويقطن في مخيم عين الحلوة أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.
وذكرت وكالة "الأونروا" بأن الأحداث الجارية في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان أجبرت أكثر من 2000 شخص على الفرار، مشيرة إلى تعرض مدرستين تابعتين للوكالة لأضرار نتيجة الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة.
وقالت الرئاسة الفلسطينية إن "ما حدث من مجزرة بشعة واغتيال غادر وإرهابي لمناضلين من قوات الأمن الوطني أثناء أدائهم واجباتهم الوطنية في الحفاظ على صون الأمن والأمان لشعبنا في مخيم عين الحلوة، والسهر على أمن الجوار اللبناني، هي تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعبث بالأمن اللبناني وأمن المخيم من قبل مجموعات إرهابية متطرفة دأبت منذ سنوات العمل على إدخال المخيم في تنفيذ أجندات هدفها النيل من الاستقرار الذي يشهده المخيم، إن هذا الأمر غير مسموح به ولن يمر دون محاسبة مرتكبي هذه المجزرة".
وأكدت أن أمن المخيمات خط أحمر ومن غير المسموح لأي كان ترويع أبناء شعبنا والعبث بأمنهم، مؤكدة دعم ما تقوم به الحكومة اللبنانية من أجل فرض النظام والقانون، وحرصها الشديد على سيادة لبنان، بما يشمل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والحفاظ على الأمن والقانون".
حماس: نرفض الاقتتال الداخلي في مخيم عين الحلوة وندعو إلى تغليب الحوار
وقالت حركة "حماس" إنها" تابعت بمسؤولية وطنية، وقلق بالغ التدهور الأمني الخطير الحاصل في مخيم عين الحلوة في لبنان، وما نتج عنه من ضحايا وجرحى وترهيب لأهلنا اللاجئين وتشريد الكثير من العائلات خارج منازلها نتيجة الاشتباكات، مؤكدةً موقفها الثابت برفض الاحتكام للسلاح في حل الإشكالات والخلافات، لما له من تداعيات خطيرة على السلم الأهلي في المخيمات وفي لبنان الشقيق. "
وأضافت حركة "حماس" في تصريح صحفي، "إن قيادة الحركة السياسية في لبنان قامت على الفور بالتواصل والتنسيق مع كل القوى والفصائل الفلسطينية، ومع هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك، ومع الجهات اللبنانية الرسمية والحزبية والفعاليات لتطويق الأحداث ومنعها من التصاعد والانتشار".
وأضافت "أنها شاركت بقوة في إطلاق مبادرات وطنية لوقف الاشتباكات في المخيم منذ أمس، والدعوة لتشكيل لجنة تحقيق للنظر في مسببات الأحداث، ولوضع النقاط على الحروف بتحديد المسؤوليات والمحاسبة، حقناً للدماء وحفاظاً على شعبنا في المخيمات، ولحماية السلم الأهلي الفلسطيني واللبناني".
وأكدت الحركة "استمرارها وبالتعاون مع كل القوى والفصائل الفلسطينية والجهات المعنية في الدولة اللبنانية، بالعمل على وقف الاشتباكات وتطويق الأزمة الجارية في مخيم عين الحلوة، لتفويت الفرصة على المتربصين بالوجود الفلسطيني المؤقّت في لبنان، وللحفاظ على بوصلتنا الوطنية نحو فلسطين التي نتطلع إلى العودة إليها بعيداً عن أي أجندات مشبوهة، وذلك بتغليب لغة الحوار لتقوية جبهتنا الداخلية، ولتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني في لبنان حتى تحقيق العودة إلى أرض الوطن فلسطين."
القوى الإسلامية في عين الحلوة: مستمرون في سعينا لتهدئة الوضع ووقف إطلاق النار
ودعت القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة بلبنان، لتشكيل لجنة تحقيق تكشف المتورّطين في كل ما حصل وتسلِّمهم للسلطات الرسمية المختصّة.
وأكدت القوى في بيان لها اليوم، حرصها على أمن واستقرار المخيم والجوار ونرفض الإضرار بأشقائنا في صيدا.
كما شددت على أنها مستمرة في سعيها لتهدئة الوضع ووقف إطلاق النار.
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، الشيخ ماهر حمود، في حديث لقناة "الميادين"، إنّ "ما حصل في مخيم عين الحلوة كان مفاجئاً جداً لنا".
أما النائب في البرلمان اللبناني عن مدينة صيدا، عبد الرحمن البزري، فرأى في حديثه للقناة أنّ "عناصر الاشتباك في مخيم عين الحلوة معقدة"، مؤكداً ضرورة الضغط "لإيجاد تسوية أمنية لما يجري حالياً، ثم تأمين صيغة مستدامة لتأمين المخيم".
وقال البزري إنّ "القوى النيابية والجيش اللبناني يعملون جاهدين لتأمين تسوية سريعة لما يجري"، مشيراً إلى أنّ "الأزمة ناجمة عن تراكمات عديدة، ولذلك، فإنّ الأرضية هناك جاهزة للخلافات".
كذلك، تمنى النائب اللبناني عبر الميادين، "ألا يراهن البعض على أزمة تتعدى حدود مخيم عين الحلوة".
بدوره، عبّر الأمين العام للحزب الديمقراطي الشعبي، محمد حشيشو، عبر "الميادين"، عن أسفه لما يجري في مخيم عين الحلوة، "بينما تتصاعد المقاومة في الضفة الغربية".
وفي وقت سابق، اتهم قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، اللواء صبحي أبو عرب، تنظيم جند الشام بـ"اغتيال العميد أبو أشرف العرموشي ومرافقيه"، وذلك في حديث للميادين.
وأفادت قناة "الميادين" بأنّ حركة فتح استقدمت عشرات المقاتلين من مخيمات قريبة، إلى مخيم عين الحلوة.
وقال مسؤول شارك في مفاوضات وقف اطلاق النار لوكالة فرانس برس "هناك ضغوط لمنع التصعيد تماماً ويفترض أن تعود الأمور لطبيعتها قريباً".
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس صباح الإثنين العشرات غالبيتهم نساء وأطفال يحملون أمتعة خفيفة يغادرون المخيم عبر حواجز الجيش اللبناني. وقد لجأ العشرات خلال اليومين الماضيين إلى مسجد قريب.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت في المخيّم، بعد عملية اغتيال استهدفت مسؤولاً في إحدى التنظيمات، يدعى "أبو قتادة"، بعد إصابته بإطلاق نار مباشر.
وتجدّدت الاشتباكات في المخيّم، أمس الأحد، مسفرةً عن اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا، أبو أشرف العرموشي، و4 من مرافقيه.
ولاحقاً، توصلت الفصائل الفلسطينية إلى وقف فوري لإطلاق النار، بين جميع الأطراف في المخيّم عين الحلوة، وذلك بعد اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك في مقر حركة أمل في حارة صيدا، إلا أنّ الاشتباكات استمرت على الرغم من الاتفاق.
من جهته، أعلن الجيش اللبناني إصابة عدد من العسكريين اللبنانيين، في إثر تعرّض مراكز ونقاط مراقبة تابعة له لإطلاق نار، مؤكّداً أنّه سيرد على مصادر النيران بالمثل.