حقائق سياسية قبل قمة العلمين الثلاثية

بقلم: معتز خليل

  • معتز خليل

يجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن والعاهل الأردني الملك عبد الله ، وهو اجتماع يأتي في ضوء تطورات دقيقة علي رأسها:
1-    تصاعد الحديث عن قرب الاتفاق السعودي الإسرائيلي بشأن التطبيع بين الجانبين
2-    وجود تقارب في الرؤى والأفكار المصرية الأردنية الفلسطينية بشأن بعض القضايا، وهو ما تتابعه إسرائيل وفريق الأمير محمد بن سلمان عن كثب.  
3-    وجود ما يمكن تسميته بأجواء من عدم الارتياح بين بعض الفصائل الفلسطينية ومصر ، وتحديدا حركة الجهاد الإسلامي بسبب بعض من المواقف المقعدة والتي رفضت الحركة الحضور لقمة الأمناء العاميين في مصر بسببها.
4-    استمرار تعقد الأزمات الأمنية بصورة لافتة مع تواصل العمليات الاستشهادية في فلسطين
5-    تدشين السعودية ولأول مرة مقرا دبلوماسيا لها في القدس ، لتكون السعودية هي والأردن الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان لهما تواجد دبلوماسي في قلب القدس ، وهو أمر ذات دلالة استراتيجية كبيرة
6-    ورقة بحثيه أصدرها مركز بحثي إسرائيلي أشار إلى أن التعاون بين الدول العربية بالقدس كان يسير بثبات ، خاصة بين مصر والأردن ، حيث لم تستغل القاهرة مثلا مكانة الأزهر في التأثير على الوجود الأردني بالقدس وتحديدا المسجد الأقصى أو قبة الصخرة ، رغم عراقة الأزهر ، وهو موقف تحترم فيه الأردن مصر ، ولكن كيف سيكون الوضع الآن مع السعودية ؟ وهل ستحترم الرياض الخصوصية الدينية الأردنية في التعاطي مع القدس ؟
7-    عدد من المطالب التي تقدمت بها السعودية مشترطة السلام مع إسرائيل تم تلبيته والموافقة عليه ، مثل الحديث عن دعم الدولة الفلسطينية ، ومناقشة امتلاك السعودية لمفاعل نووي من الممكن أن يتطور من التقنية السلمية للقدرة العسكرية ، تلبيه الاحتياجات العسكرية للرياض في هذا الإطار
8-    العمل الأميركي الإسرائيلي المشترك من أجل دعم معسكر الشيخ محمد بن سلمان داخليا في السعودية في مواجهة معسكرات أمنية وسياسية في قلب الرياض تعارض بعض من سياسته ، حتى أن هناك وثائق ومعلومات مهمة منحتها واشنطن للأمير الشاب ساعدته في التغلب على بعض من معارضيه ، وهي وثائق كانت بعلم إسرائيل.
9-    كان هناك حديث إسرائيلي يتمثل في دراسة شخصية محمد بن سلمان والتعاطي معه في ضوء هذا الأمر ، ويتم التعاطي معه بناء على وحده دراسات نفسيه خاصة موجوده في إحدى المقرات الأمنية الإسرائيلية ، وللعلم فإن هذه الوحدة تعطي الكثير من التوصيات السياسية والاستراتيجية لقيادات العملية التفاوضية سواء السياسية أو الدبلوماسية للتعامل مع حاكم معين وما هي الطريقة الأمثل للتعامل معه ، وهو ما يعرف بالعامية المصرية مثلا ب"الدخلة" الأولى للقاء.
10-    للعلم هناك معلومة استراتيجية تتمثل في التعامل مثلا مع الرئيس المصري تحديدا بناء على توصيات من هذه الوحدة، وتقديم ما يحتاجه الرئيس في ضوء إرضاءه نفسيا واستراتيجيا.
11-    يبدو أن المصريين ، أو جهاز أمني رفيع في القاهرة، لديه علم بما تقوم به هذه الوحدة ، ولكن لا يعرفون الكثير عنها .
12-    عموما عمل هذه الوحدة يندرج تحت أطار التعاطي النفسي مع الحاكم الجديد التي ترغب إسرائيل في التعاون معه ، وهو أمر معروف ولكن عمل هذه الوحدة تعاظم تحديدا مع تولي دودي برنيع مسؤوليه جهاز الموساد.
13-     صحيفة هآرتس  نقلت عن مصدر فلسطيني قوله: أن القادة في القمة الثلاثية سيناقشون الجهود الأمريكية للتوصل إلى اتفاق مع السعودية و"إسرائيل" ومطالب الفلسطينيين في إطار مثل هذا الاتفاق، كما سيناقشون سبل التعامل مع رفض "إسرائيل" تقديم تنازلات للفلسطينيين، وتصعيد عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
14-    بحسب المصدر، يسعى الرئيس عباس للتنسيق مع الأردن ومصر بموقف موحد، سيتم نقله إلى الرياض وواشنطن، وبموجبه يجب أن يتضمن أي تقدم في الاتصالات بين "إسرائيل" والسعودية خطوات مهمة للفلسطينيين، وعلى حد قوله، يطالب عباس بتجنب منح “مكافأة” لحكومة “نتنياهو” على شكل اتفاقية ذات دلالات استراتيجية، دون اتخاذ خطوة سياسية مهمة على الساحة الفلسطيني.
15-    بحسب المصدر، فإن هذه الرسائل ستصل إلى البيت الأبيض عبر الملك عبد الله الذي يتوقع أن يزور واشنطن قريباً.
ما الذي يجري؟
بالعودة للظروف التي تصاحب قمة العالمين الثلاثية هناك حاليا في إسرائيل توجه لدعم اتفاق السلام مع السعودية ، وهناك تعليمات في هذا الصدد للمسؤولين بالحديث عن أهمية هذه الخطوة.
التعليمات نفذها اليوم وزير الخارجية إيلي كوهين الذي تحدث في لقاء أذاعي في إسرائيل عما أسماه بأهمية تدشين حلف دفاعي بين بعض من دول المنطقة والولايات المتحدة ، وهو الحلف الذي سيدفع عملية السلام الى الامام.
وفي هذا الإطار يمكن تلخيص تصريحات كوهين في النقاط التالية:
1-    ضرورة انشاء هذا الحلف الدفاعي بين دول الشرق الأوسط مع الولايات المتحدة الذي سيكون موجها للتصدي للتهديد الإيراني ، وهو الحلف الذي سيتكون العام المقبل ، بحسب تقديرات إسرائيلية
2-    كوهين كشف عن شكل هذا الحلف معتبرا إنه سيكون مثل المظلة الدفاعية التي تمنحها الولايات المتحدة لكوريا الجنوبية بوجه التهديد النووي من جارتها الشمالية .
3-    قال كوهين إن المسالة الفلسطينية لم تعد المسالة الرئيسية في محادثات السلام وانه تم من خلال اتفاقيات السلام الإبراهيمي الاثبات ان هذه المسألة لا تشكل عائقا امام السلام وانه من الممكن التوصل الى تفاهمات بهذا الشأن.
بالتالي فأن الواقع السياسي الآن يشير إلى :
أ‌-    السعي الإسرائيلي للقول بأن القضية الفلسطينية لا تعرقل مسيرة التطبيع العربي معها.
ب‌-    لا تتوقف إسرائيل عن السعي لتدشين حلف ناتو عربي ، وهو الحلف الذي تعتبر الإمارات وإسرائيل حتى الآن أحد أبرز مكوناته.
ج- الحلف سيسير ويعمل وفقا للنموذج الأميركي في التعاطي مع كوريا الجنوبية والدفاع عنها ، وهو ما يمكن استنباطه بسهولة مع رؤية التطورات الاستراتيجية لتدشين هذا الحلف الآن.
د- ورقة تقدير موقف أمني إسرائيلية صدرت خلال الفترة الماضية ، الورقة تحذر من تعاظم المخاطر الناجمة عن غضب وإضراب العسكريين في بعض من الأسلحة الاستراتيجية ، ومنها سلاح الطيران، الورقة قالت نصا:
1-    هناك خطورة من الأقدام على أي خطوة عسكرية استراتيجية كبرى بما فيها تدشين تحالفات بسبب الاضطرابات في الجيش
2-    الورقة قالت إن أي ضربات متوقعة ضد أهداف في سوريا أو لبنان أو إيران ستكون مهدده سبب الوضع داخل بعض من الأسلحة الاستراتيجية في الجيش .
3-    ورقة تقدير الموقف سببت جدالا واسعا في هيئة الأمن القومي ومكتب رئيس الوزراء ، وهو ما دفع برئيس أركان الجيش ورئيسا الموساد والشاباك لدراسة توجيه خطابات علنية للحديث عن الأزمة داخل الأجهزة الأمنية في ضوء هذا التقدير والتطورات الحاصلة على الساحة.
تقدير استراتيجي
عموما بات من الواضح إن المنطقة تخوض غمار تغيرات استراتيجية ، وهي التغيرات التي تتواصل في ضوء مشاكل داخلية عميقة تقودها أكثر من دولة ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد القادم بالمنطقة بصورة واضحة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت