استفاقت مدينة مراكش يوم السبت على وقع صدمة الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب ليل الجمعة السبت مسفرا عن سقوط ما لا يقل عن 1037 قتيلا وملحقا أضرارا مادية جسيمة.
ويغطي الركام أزقة حي الملاح اليهودي القديم في وسط مراكش بعدما انهارت أبنية قديمة وتحطمت أسقف خشبية.
وتقول حفيظة صحراوية من القاطنين في هذا الحي لوكالة فرانس برس "المشهد أشبه بانفجار قنبلة".
وتضيف هذه المرأة البالغة 50 عاما والتي هرعت مع عائلتها للاحتماء في ساحة كبيرة عند مدخل الحي الذي تسكنه "كنا نعد العشاء عندما سمعنا شيئا يشبه دوي انفجار. خرجت مذعورة مع أطفالي. لقد انهار منزلنا للأسف".
وتتابع "لا نعرف إلى أين نذهب. لقد خسرنا كل شيء".
ومثلها، تروي مباركة الغبار إحدى جاراتها، أن منزلها "دمّر" بالهزات الأرضية الارتدادية.
وتقول "كنا نائمين عندما وقع الزلزال، انهار جزء من السقف ووجدنا أنفسنا عالقين في الداخل لكننا تمكنا أنا وزوجي من الفرار"، مضيفة أنها "عاشت كابوسا".
- "أموت وحيدة" -
وإذا كانت مباركة وحفيظة محظوظتين بعدم فقدان أي فرد من أفراد عائلتيهما، خسرت فتيحة أبو الشواق قريبا يبلغ أربع سنوات.
وتؤكد هذه المرأة الثلاثينية التي كانت ويبدو عليها الإرهاق "ليس لدي القوة على التحدث".
وهذا أقوى زلزال يضرب المملكة.
وذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومقره الرباط أن قوة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريشتر وأن مركزه يقع في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش التي تعتبر مقصدا سياحيا كبيرا.
وفي هذه المدينة التي وقع فيها 13 قتيلا بحسب حصيلة أولية، لجأ مئات السياح وسكان أحياء متجاورة إلى ساحة جامع الفنا.
ونام الكثير منهم على الأرض، بعضهم من بدون أغطية.
وثمة آخرون عجزوا عن النوم، مثل الثمانينية غنو نجم التي وصلت إلى مراكش من الدار البيضاء قبل ساعات قليلة من وقوع الزلزال.
وتروي نجم "أتيت لزيارة المدينة مع ابنتي وحفيدتي. في المساء، خرجتا وبقيت أنا في الفندق. كنت أستعد للخلود إلى الفراش عندما سمعت صوت الأبواب والدرف تطقطق. خرجت مذعورة، اعتقدت أنني سأموت وحيدة".
- تجربة "صادمة" -
على مسافة قصيرة، تقول رباب رئيس، إن الزلزال "خلف الصدمة الأكبر في حياتي".
وتؤكّد هذه الشابة البالغة 26 عاما وهي من سكان مراكش "رأيت الناس يركضون في كل مكان، كان هناك الكثير من الغبار بسبب انهيارات (المباني). كنت مرعوبة".
وتضيف "إنها محنة مؤلمة، قلبي مع عائلات الضحايا".
وبالإضافة إلى مراكش، شعر بالزلزال العنيف سكان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة.
وخرج عدد كبير من الأشخاص إلى شوارع هذه المدن خشية انهيار منازلهم، بحسب صور نشرت على الشبكات الاجتماعية.