اقتحم مئات المستوطنين، يوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد شهود عيان، بأن 789 مستوطنا اقتحموا باحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، وأدَّوا طقوسا تلمودية في باحاته، في رابع أيام عيد "العُرش" اليهودي.
وتجولت مجموعات كبيرة من المستوطنين في أزقة البلدة القديمة من القدس المحتلة، وأدت طقوسا تلمودية عند أبواب الأقصى، وتحديدا عند بابي السلسلة والقطانين.
يشار إلى أن 1941 مستوطنا اقتحموا أمس الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، وأدَّوا طقوسا تلمودية حاملين "قرابين نباتية" من سعف النخيل، بعد نجاحهم في إدخالها، فيما ارتدى آخرون "لباس الكهنة" الديني.
وفرضت سلطات الاحتلال بالتزامن مع عيد "العُرش" اليهودي، قيودا على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس وأراضي الـ48، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.
وتستمر أيام عيد "العُرش" حتى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وكثفت "منظمات الهيكل" المزعوم هذه الفترة دعواتها لزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى.
وعيد "العُرش" هو المناسبة الثالثة ضمن موسم الأعياد اليهودية هذا العام، ويأتي بعد رأس السنة العبرية الجديدة، و"يوم الغفران".
ويستغل الاحتلال الأعياد اليهودية للتنغيص على أبناء شعبنا، بالتزامن مع انتهاكات كبيرة تمارسها قوات الاحتلال من فرض الحصار، وتشديد الإجراءات العسكرية على الحواجز، وإعاقة وصول المواطنين إلى الأماكن المقدسة، حيث دعت جماعات يمينية يهودية إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد لمناسبة تلك الأعياد.
زعارير: الأقصى عنوان عزة الأمة وشعبنا يدفع الدماء دفاعاً عنه
أكد النائب باسم زعارير أن المسجد الأقصى المبارك عنوان عزة الأمة، وعلى الأمة جمعاء الوقوف لنصرته وحمايته، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن شعبنا الفلسطيني يدفع الدماء دفاعاً عنه.
ولفت زعارير إلى أن المستوطنين يستغلون الأعياد في زيادة اقتحام الأقصى، ويسيرون قوافل ضمن مخططاتهم الحثيثة للسيطرة الكاملة عليه، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وأوضح أن المستوطنين يقومون بتعبئة فكرية حول قدسية هذا الموقع بالنسبة لليهود، ويمارسون طقوساً غريبة في ساحاته، ضمن الحملة المسعورة المدعومة من حكومتهم المتطرفة وجيشهم الذي يقمع المرابطين والمرابطات، سعياً لإفراغ المسجد وإفساح المجال للمستوطنين لتدنيسه.
ونوه إلى أن كل ذلك يجري في ظل صمت مطبق من العرب والمسلمين، مشدداً في الوقت ذاته على أن شعبنا لا يزال يدفع الدماء دفاعاً عن قبلة المسلمين الأولى وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
وتابع قائلاً: "هذا المسجد هو عنوان عزة هذه الأمة ومعيار شرفها وكرامتها وله رب يحميه ويرد كيد الكائدين عنه، لكن شرف عظيم لنا نحن في فلسطين أن نكون من يحميه الله بهم وأن نقف دفاعاً عن مقدسات الأمة وشرفها في وقت الخذلان".
ووجه زعارير التحية للمربطين والمرابطات الذين يتعرضون لصنوف العذاب على يد اليهود والإبعاد عن المسجد، لتنفيذ الاحتلال لخططه المشؤومة، مؤكداً أن أحلام الاحتلال ستتحطم على أبواب الأقصى وسيحفظ التاريخ لشعبنا صموده ودفاعه عن الأقصى.
حمد: التغول الشديد على الأقصى والمرابطين يستوجب رص الصفوف لمجابهة مخططات الاحتلال
أكدت الناشطة السياسية سمر حمد على أن موجة الاقتحامات والاعتداءات الشديدة على المسجد الأقصى والمرابطين والمرابطات، يستوجب رص الصفوف لرد كيد الاحتلال ومواجهة مخططاته.
وقالت حمد إن استشراس الاحتلال للقضاء على كل ما هو فلسطيني وطمسه، ما هو إلا ايذان بحرب دينية لا خطوط حمراء فيها في عرف هذا المحتل المجرم.
وأضافت: "بتنا نرى قطعان المستوطنين يعيثون فسادا، وهذا المحتل وقواته المدججة بالعتاد والسلاح ينتهكون كل حرماتنا وكل مقدساتنا فيعتدون على حرائرنا الراسخات في الرباط ومسجدنا وكل ما يمثل هويتنا، رغم أننا أصحاب الحق والديار".
وأشارت إلى أن مخططات الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة واضحة وخرجت إلى حيز التنفيذ، مشددة على ضرورة رص الصفوف والوحدة والتكاتف لرد كيد هذا المحتل وكنسه من أراضينا.
وتساءلت: "تلك الحرائر التي تستباح كرامتها على أبواب المسجد الأقصى وتضرب وتُلقى أرضا ويُعتدى عليها، من لها؟ من يدفع هذا التغول عليهن وهذا التجبر بهن؟".
وأردفت: "إن لم نقف كلنا في وجه هذا المحتل يدا واحدة ندفع عن أسرانا ومسرانا ومرابطاتنا وقضايانا وهويتنا ووجودنا فلا طاب لنا عيش ولا مُقام".
هيئة مقدسية تحذر من مخاطر إفراغ الاحتلال للبلدة القديمة واستهداف المرابطين
حذر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، من مخاطر تفريغ سلطات الاحتلال للبلدة القديمة والمناطق المحيطة بالمسجد الأقصى، تزامناً مع تصعيد استهداف المرابطين والمرابطات والاعتداء عليهم.
وقال الهدمي إن "الاحتلال يسعى لتفريغ أسواق البلدة القديمة من سكانها والقادمين إليها"، موضحاً أن الاحتلال يستهدف سوق القطانين من خلال السماح للمستوطنين تأدية الطقوس التلمودية، وإجبار المحلات على الإغلاق قي أوقات مبكرة.
وذكر أن "الاحتلال يستهدف التجار في مدينة القدس باعتبارهم جزء مهم من اقتصاد المدينة، ومن الضروري دعمهم".
وتابع قائلاً: "يجب على أهالي الداخل الفلسطيني المحتل الرباط في المسجد الأقصى، وتشجيع الحركة التجارية في أسواق القدس لتعزيز صمود المقدسيين".
المرابطون في القدس.. إرادة ثابتة تكسر غطرسة الاحتلال في الأقصى
يواصل المرابطون في مدينة القدس المحتلة، تصديهم لاعتداءات الاحتلال واقتحامات المستوطنين المستمرة للمسجد الأقصى، رغم المضايقات الكبيرة والبطش الذي يمارسه جيش الاحتلال بحقهم.
وقال المرابط المقدسي أبو بكر الشيمي إننا "لن نترك المسجد الأقصى المبارك، ورباطنا فيه مستمر، ومعركتنا مع الاحتلال مستمرة".
وأضاف الشيمي أن "الأقصى لن ولن نتركه أمام انتهاكات المستوطنين"، مطالباً بالتواجد في المسجد المبارك وعلى أبوابه لصد اقتحامات المستوطنين.
وتابع قائلاً: "ملاحقات الاحتلال لن تثنينا على الرباط والتواجد على أبواب الأقصى"، داعياً إلى تأدية صلاة الفجر في الأقصى واستمرار الرباط فيه للتصدي لاقتحامات المستوطنين.
وكانت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني قد قالت قبل اعتقالها الأخير: “لن نبرح مكاننا وسنبقى مدافعين عن المسجد الأقصى”، داعية الدول العربية لمواصلة الدعم والدفاع عن الأقصى
من جانبها، أوضحت المرابطة عايدة الصيداوي أنه تم الاعتداء عليها ودفعها، مؤكدة “لكن سأبقى شوكة في حلق المستوطنين”.
وأضافت الصيداوي: “الاحتلال لن يثنينا عن مواصلة الرباط والدفاع عن المسجد الأقصى، فالأقصى لنا ومن حقنا، ويجب أن نرابط ونعتكف ونتواجد في المسجد”.
قاسم: منع المصلين من الوصول للأقصى تصعيد للحرب الدينية على مقدساتنا
أكد الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم أن منع الاحتلال للمصلين من الوصول للمسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي في الخليل، تصعيد جديد وخطير للحرب الدينية على مقدساتنا في كل مكان.
وقال قاسم،: "إن هذا السلوك العدواني من الاحتلال، انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية، واستهتار بمشاعر كل العرب والمسلمين".
وأشار إلى أن شعبنا الفلسطيني المرابط في كل الساحات سيواصل نضاله ضد السياسة التهويدية، ولن يسمح بتمرير مخططات الاحتلال، داعيًا الشباب المقاوم إلى تصعيد ضرباته رداً على عدوان الاحتلال على مقدساتنا وأهلنا في القدس.