كشفت تقارير اعلامية عن آخر المعطيات المتوفرة عن قرب التوصل لاتفاق صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل.
وتزايدت في الأيام الأخيرة الأحاديث عن اقتراب حركة حماس وإسرائيل من إبرام صفقة تبادل أسرى، تشمل أمورا أخرى مثل وقف مؤقت لإطلاق النار وإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، لكن لا إعلانا رسميا حتى الآن بهذا الشأن.
أقوى إشارة
قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم الاثنين، إنه يعتقد أن التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس بات قريبا. ونقلت رويترز عن الرئيس الأميركي جو بايدن قوله "أعتقد بأن التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة بات قريبا".
التسريبات الصحفية
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مصادر مطلعة أن إسرائيل والولايات المتحدة وحركة حماس توصلت لاتفاق مبدئي لإطلاق سراح عشرات النساء والأطفال من المحتجزين في قطاع غزة مقابل وقف القتال لمدة خمسة أيام.
وقالت إنه جرى الاتفاق على إطلاق سراح 50 محتجزا.
وأوضحت الصحيفة أن مراقبة جوية ستتابع الحركة على الأرض للمساعدة في تطبيق الهدنة والتي تهدف أيضا إلى السماح بدخول كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية.
ونفى البيت الأبيض التوصل إلى اتفاق.
أما شبكة "سي أن أن" الأميركية فقد نقلت عن مصادر لم تكشفها أبرز بنود الصفقة التي قالت إنها "محتملة" حتى الآن.
وقالت إن البنود هي:
- وقف مؤقت للقتال لمدة 4 إلى 5 أيام.
- يجري إطلاق سراح 50 أسيرا بشكل تدريجي على مدار الـ 5 أيام، وهو مطلب أساسي لحماس.
- المساعدات لا تزال تمثل معضلة فحماس تريد 500 شاحنة يوميا، أي نفس كمية الإمدادات قبل الحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل.
- هناك اقتراح بإدخال 200 شاحنة يوميا، بحسب المعلومات المتوفرة من جهات مطلعة على التفاوض.
يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي يقلص حجم قوات الاحتياط
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن الجيش الإسرائيلي يقلّص حجم قوات الاحتياط، مؤكدة أنه تم تسريح الآلاف منهم دون إشعار رسمي.
وأمس الأحد قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الحكومة تدرس تقليص عدد أفراد الاحتياط بالجيش الذين تم استدعاؤهم للحرب على قطاع غزة، وذلك بسبب التكلفة الاقتصادية المرتفعة.
وكانت إسرائيل أعلنت في بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي استدعاء 360 ألف جندي من جيش الاحتياط.
إنشاء كتيبة مدرعة جديدة من دبابات "ميركافا-V3" من الطراز القديم باسم "طائر الفينيق" (عوف هحول)، حيث تعتمد الكتيبة على قوات الاحتياط.
بداية القصة
بدأت المفاوضات المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بعد أسابيع قليلة على اندلاع الحرب، وفقا ما تم نشره علنيا، لكن تلك المفاوضات كانت تستثني العسكريين الإسرائيليين.
وكانت حركة حماس شنت هجوما مباغت وغير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وأسرت خلال أكثر من 200 إسرائيلي، كما أسرت فصائل فلسطينية عددا آخر من الإسرائيليين.
ومع اندلاع الحرب، قالت حركة حماس إن نحو 60 أسيرا إسرائيليا قتلوا في الغارات الجوية على قطاع غزة المحاصر والفقير.
لكن في الأيام الأخيرة، بدأت تظهر ملامح صفقة تبادل بين الطرفين، تركز على إطلاح سراح أسرى إسرائيليين مدنيين، من النساء والأطفال، مقابل إفراج إسرائيل عن نساء وأطفال فلسطينيين، تحتجز بعضهم منذ سنوات طويلة.
وفوق ذلك كله، هناك حديث عن هدنة من 3 إلى 5 أيام، وفق التسريبات الصحفية، إلى جانب إدخال عدد كبير من شاحنات المساعدات إلى غزة.
ماذا يقول الوسيط؟
قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد إن أهم النقاط العالقة التي تعرقل التوصل لاتفاق لإطلاق سراح عشرات من المحتجزين لدى حركة حماس أصبحت الآن "بسيطة للغاية".
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز" أن هذه الأمور في الأساس هي "عملية ولوجستية".
ماذا تقول حماس؟
لم تقل حماس رسميا إلى أين وصلت المفاوضات بشأن تبادل الأسرى.
في المقابل، إنها تتحدث في الأيام الأخيرة عن عرقلة إسرائيلية للاتفاق.
وفجر الاثنين، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، في بيان: "لا صحة لما ذكرته وسائل إعلام منسوباً لمصادر في حماس بالتوصل لصفقة تبادل تبدأ اليوم".
وقال الرشق لاحقا :"في كل مرة نقترب من إنجاز صفقة الأسرى تبرز مشاكل وتوقفها(..)الطرف الصهيوني و خصوصا نتنياهو هو من يعطل التوصل لصفقة تبادل الأسرى".
في مؤتمر صحفي عقده في بيروت مساء الأحد، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو الذي يعطل أي اتفاق خاص بإطلاق سراح الأسرى.
وقبل ذلك بأيام، قال مسؤول ملف الأسرى في حركة حماس، زاهر جبارين إن لدى حركته شروط واضحة بخصوص صفقة التبادل، لكنه نتنياهو هو الذي يعرقل كل شيء.
الموقف الإسرائيلي.. وخلافات
خرج نتنياهو في مؤتمر صحفي، مساء السبت، قال فيه إنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن تبادل الأسرى، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
وتفيد صحيفة "هآرتس"، بأن حكومة الحرب الإسرائيلية تشهد خلافا بشأن الصفقة مع حركة حماس.
وذكرت أن هناك مؤيدين لإجراء الصفقة، مثل بيني غانتس، في حين يعارضها ممثلو اليمين المتطرف مثل وزير الأمن القومي الموغل في التطرف، إيتمار بن غفير.
وهناك فريق ثالث، يرفض الصفقة في الوقت الراهن، من أجل الضغط على رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، بغية دفعه نحو التنازل في مطالبه.
ويتملك الخوف نتنياهو من أن يؤدي رفض ممثلي اليمين المتطرف للصفقة إلى تهديد مستقبل حكومته.