تظاهر عشرات الفلسطينيين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مساء الثلاثاء، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية.
وجاب المتظاهرون الغاضبون شوارع مخيم جباليا، وأطلقوا هتافات تطالب بوقف الحرب وإدخال المساعدات للقطاع، منها "بدنا ناكل"، و "بدنا نعيش"، و "الشعب يريد كيس طحين".
كما قرع الفلسطينيون أواني وطناجر فارغة، في إشارة إلى شحّ الطعام والمياه في القطاع، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقال الشاب يونس أبو وردة: "الناس بدها تعيش هان لا غذاء ولا مياه، محاصرين ولا يوجد خبز".
وأضاف: "الناس بتأكل أكل الحيوانات، بدها طعام مثل غيرها من دول العالم".
فيما قال محمود يونس (41 عاما) لوكالة الأناضول: "نريد الطعام، ما هو ذنب الأطفال الذين يحرمون من الغذاء والتعليم؟ لا نريد حروبًا، نريد أن نربي أطفالنا ونعيش بحرية وسلام".
وأضاف: "نريد أن ينام أطفالنا ليلة واحدة براحة، نريد أن يأكلوا بشبع، لا نريد حروبًا".
وتابع: "ما ذنب ابني أن يموت ومنزلنا يُدمر، وأطفالي يتشردون في الشوارع؟ لقد مر عليّ أربعة أشهر ولم ألتقي والدتي ".
وطالب المتظاهرون بضرورة رفع الحصار عن المناطق الشمالية لقطاع غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي، والذي خلف معاناة إنسانية دفعهم لتناول طعام الحيوانات.
ومنتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن جميع سكان القطاع يعانون من "انعدام الأمن الغذائي"، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشير النتائج الأخيرة لفحوص سوء التغذية التي أجرتها المنظمات الشريكة في مجموعة التغذية، إلى زيادة كبيرة في معدل سوء التغذية الحاد العام بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهرا.
ووصل سوء التغذية الحاد العام بالقطاع إلى 16.2 بالمئة، وهو معدل يتخطى العتبة الحرجة التي تحددها منظمة الصحة العالمية عند 15 بالمئة.
وفي 17 نوفمبر 2023، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن السكان في شمال قطاع غزة أصبحوا "على حافة المجاعة".
وأشارت الأونروا عبر منشور لحسابها في منصة "إكس"، إلى مواصلة الجيش الإسرائيلي "الهجمات المكثفة على مدينة خانيونس جنوبي القطاع".
ولفتت إلى فرار آلاف سكان غزة من المناطق الشمالية باتجاه مدينة رفح جنوبي القطاع، التي تأوي 1.4 مليون شخص.
وحذرت الوكالة الأممية، من أن سكان المناطق الشمالية من قطاع غزة على "حافة المجاعة" ولا ملاذ يأوون إليه.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".