أجمع محللون تحدثوا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" عبر قناة الجزيرة على أن العرض الذي قدمته حركة (حماس) للوسطاء خطوة مهمة وقفزة إلى الأمام، وأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة أمر لا مفر منه.
وفي إطار مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، قدمت حركة حماس عرضا يشتمل في أبرز بنوده -بحسب مصادر تحدثت للجزيرة- وقف إطلاق النار على 3 مراحل، مدة كل منها 42 يوما، تنسحب قوات الاحتلال في نهاية أولاها من شارعي الرشيد وصلاح الدين، لتسهيل عودة النازحين ومرور المساعدات.
وقال الكاتب والباحث السياسي، ساري عرابي، إن حركة حماس قدمت عرضا تفصيليا بالكامل وخاصة ما يتعلق بحيثيات المرحلة الأولى، من بينها حركة قوات الاحتلال والأماكن التي ينبغي أن تبتعد عنها، ومن حيث حجم المساعدات التي ينبغي أن تدخل للفلسطينيين، والترتيبات المتعلقة بالإفراج عن الأسرى.
وأوضح أن المرحلة الأولى لا تتعلق بالإفراج عن كل الأسرى، لأن الأسرى الجوهريين لدى حركة حماس مرجؤون للمرحلة الثانية.
وقال إن حركة حماس قدمت مطالب إنسانية كاملة، وإن مطالبها بمباحثات وقف إطلاق النار أو إتمام التفاهم على وقف إطلاق النار مرجأ للمرحلة الثانية ومقدمة لإتمام صفقة تبادل الأسرى الكبرى بين الحركة وبين الاحتلال، ثم تكون المرحلة الثالثة المتعلقة بتبادل الجثامين والبدء بعملية إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن القضية الجوهرية بالنسبة لحركة حماس هي وقف إطلاق دائم للنار ورفع الحصار عن غزة والبدء بإعادة الإعمار، وبالتالي هي لا تريد هدنة مؤقتة ولا هدنة مشروطة كما يريد الاحتلال وحليفه الأميركي.
وبرأي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس، زياد ماجد فقد استبق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الجولة الجديدة من المفاوضات وأعلن عن خطته العسكرية لاقتحام رفح جنوبي قطاع غزة، مشيرا إلى أن نتنياهو يريد التصعيد، ولكنه ملزم بالتفاوض نتيجة ضغوط داخلية وخارجية.
وأضاف أن حركة حماس تحول المقترحات المقدمة إليها والرؤى الإطارية إلى أرضية للتفاوض بناء على ملاحظاتها، وهي خطوة مهمة جدا وقفزة إلى الأمام، منّوها إلى أن الإستراتيجية التي تستخدمها تقوم على كسر عدم التكافؤ في الآلية التفاوضية، لكن الاحتلال الإسرائيلي يراهن على قوته النارية ويعتقد أن كل ما تقدمه حماس غير منطقي.
وقال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس إن مشكلة إسرائيل ليس فقط في وقف دائم لإطلاق النار، بل هي غير معنية بالمرحلة الأولى التفصيلية التي قدمتها حماس التي تهدف إلى التخفيف الكبير من الكارثة الإنسانية التي فرضها الاحتلال على الفلسطينيين.
غير أن وقف إطلاق النار في غزة هو أمر لا مفر منه، رغم أن نتنياهو يحاول تأجيله قدر الإمكان، كما قال ماجد.
وعلى مستوى الموقف الإسرائيلي من مطالب حركة حماس، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، محمود يزبك، إن الإسرائيليين يعتبرونها غير منطقية، لكنه أشار إلى وجود تعتيم كبير في الصحافة الإسرائيلية على البنود التي قدمتها حماس، مؤكدا أن المطلب الوحيد غير المنطقي بالنسبة لنتنياهو هو وقف الحرب. غير أنه على المستوى الشعبي هناك تأييد كبير لاستمرار صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية، وخاصة من طرف عائلات الأسرى.