فائق المبحوح.. لواء شرطة في غزة اغتالته إسرائيل

فايق المبحوح مسؤول عمليات الشرطة في غزة من صفحة وزارة الداخلية الفلسطينية على الفيسبوك.webp

المولد والنشأة

ولد فائق عبد الرؤوف المبحوح يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 1968، وعاش طفولته في مخيم جباليا بقطاع غزة، إذ هاجر والده عام 1948 من بلدة بيت طيما القريبة من عسقلان إلى المخيم واستقر فيه.

وهو شقيق الشهيد محمود المبحوح القيادي في حركة حماس الذي اغتاله جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) في الإمارات العربية المتحدة سنة 2010.

تزوج فائق بعد خروجه من السجن، ورزق بولدين هما عز الدين ومحمود وبنتين هما يارا وجوري.

الدراسة والتكوين العلمي

درس المبحوح المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في غزة، أما المرحلة الثانوية فأكملها في مدرسة الفالوجة بالقطاع.

المقاومة

حين بدأت الانتفاضة الأولى كان فائق المبحوح في المرحلة الثانوية، فشارك في المظاهرات مع طلاب المدارس، وانضم إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بداية عام 1988 مع بدء تأسيسها.

وكان العمل مقسما حينها بين لجان مختلفة تقوم بمهمات مثل كتابة الشعارات على الجدران، والمشاركة في المواجهات مع قوات الاحتلال، سواء بالحجارة أو بالزجاجات الحارقة.

في السنة التالية انتظم المبحوح في مجموعة رسمية يشبه عملها عمل شرطة الآداب، إذ كانت مسؤولة عن قمع العملاء والمشبوهين وتجار المخدرات، ثم انتظم عام 1991 في أول وحدة عسكرية في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

وقد عمل مع الشهيد عماد عقل في الجهاز العسكري للحركة، وشارك في تنفيذ عمليات عسكرية ضد جيش الاحتلال، ومن أشهر العمليات التي نفذها بالتعاون مع عقل عملية معبر كارني.


الاعتقال

في عام 1991 اعتقلت قوات الاحتلال 3 من المقاومين من مدينة رام الله عملوا مع الشهيد عماد عقل، وفور علم بقية أعضاء الخلايا بذلك اختفوا عن الأنظار لمدة 18 يوما.

وبعد أن هدأت الأجواء عاد المبحوح إلى بيته، لكن قوات الاحتلال باغتته بمداهمة منزله وكان وحيدا أعزل، فاعتقلته واقتادته إلى سجن غزة المركزي، وأصبح يسمى في ما بعد "سجن السرايا".

وهناك تعرض للتحقيق والتعذيب بالضرب والخنق والحرمان من النوم والراحة والإهمال الطبي، ووجهت إليه اتهامات بإطلاق نار على مركز قوات الاحتلال في مخيم جباليا وملاحقة العملاء.

نقل بعد ذلك إلى سجن النقب، حيث قضى سنتين من المحاكمة والتأجيل إلى أن صدر أواخر سنة 1994 حكم بسجنه 15 عاما، فرُحِّل إلى سجن عسقلان وقضى فيه 3 سنوات، ثم سجن نفحة الذي قضى فيه 7 سنوات، وحبس انفراديا في سجن إيشيل لمدة شهر ونصف، قبل أن ينقل إلى سجن السبع حيث قضى 3 سنوات.

وفي السجن التقى بعدد من القادة في المقاومة، منهم إسماعيل أبو شنب والشيخ صلاح شحادة والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والشيخ صالح العاروري ومحيي الدين الشريف وفوزي أبو القرع وإياد البيك ويحيى السنوار وروحي مشتهى وتوفيق أبو نعيم وحسن المقادمة، أفرج عنه عام 2007 وكان عمره آنذاك 38 عاما تقريبا.

الوظائف والمسؤوليات

بعد خروجه من السجن التحق المبحوح بجهاز الشرطة في قطاع غزة، وتدرج في المناصب إلى أن حمل رتبة لواء، وأصبح القائد العام للشرطة في غزة، ثم المدير العام للعمليات المركزية في وزارة الداخلية والأمن الوطني بالقطاع.

تأمين الغذاء خلال حرب غزة

خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة عقب عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عمل المبحوح على التنسيق مع العشائر والأونروا لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال غزة.

استطاع المبحوح تأمين دخول 15 شاحنة مساعدات إلى محافظتي الشمال وغزة في منتصف مارس/آذار 2024 بعد انقطاع المساعدات عنهما.

الاغتيال

فجر يوم 18 مارس/آذار 2024 اقتحمت فرقة عسكرية من قوات الاحتلال المبنى الذي يقطن فيه فائق المبحوح بالتزامن مع اقتحام مستشفى الشفاء الذي يقع على بعد نحو 700 متر.

حين وصلت القوة العسكرية إلى شقته لم يكن موجودا، فانتقمت من أفراد عائلته بطردهم من المنزل، وخرجت زوجته وأطفاله إلى إحدى مدارس اللجوء.

وكان فائق وأخوه نافذ وعدد من أبناء أخيه قرب مستشفى الشفاء، وهناك هاجمتهم قوات الاحتلال وطلبت منهم تسليم أنفسهم، فسلم نافذ نفسه، فيما رفض فائق تسليم نفسه، واشتبك مع قوات الاحتلال بسلاحه الشخصي إلى أن استشهد.

وأعلنت قوات الاحتلال عن اغتيال فائق المبحوح، فيما أصدرت حركة المقاومة الإسلامية بيانا تستنكر فيه عملية الاغتيال، وتؤكد "أن الهدف من العملية هو نشر الفوضى ومنع وصول المساعدات إلى محافظتي الشمال وغزة".

وأضاف البيان أن "الاغتيال أتى بعد يومين من نجاح جهود إدخال 15 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة".

مغردون: لهذه الأسباب اغتال الاحتلال العميد فايق المبحوح في غزة

وتفاعل جمهور منصات التواصل في فلسطين والعالم العربي مع خبر قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤول عمليات الشرطة في غزة فائق المبحوح الاثنين الماضي، في عملية استهدفت مستشفى الشفاء.

وأعلن حساب إسرائيل بالعربية التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس مقتل المبحوح، ووصفه بأنه "رئيس مديرية العمليات التابعة لجهاز الأمن الداخلي في منظمة حماس الإرهابية".

ومع الإعلان الإسرائيلي عن قتل المبحوح سارع رواد العالم الافتراضي بتكذيب رواية جيش الاحتلال، فقال الناشط أدهم أبو سلمية عبر تدوينة عبر حسابه على منصة إكس "هذه رواية غير صحيحة.. العميد فايق المبحوح "أبو العز" هو مسؤول عمليات الشرطة المدنية، وهو صاحب باع طويل في الحفاظ على الأمن والسلم المجتمعي خلال الحرب وقبلها".

ووصف أدهم الاغتيال بأنه "جريمة حرب إسرائيلية هدفها النيل من منظومة قيادة الجبهة الداخلية".

وأشار المغرد فايد أبو شمالة إلى أن الجريمة التي ارتكبها المبحوح ليتم قتله عليها هو أنه كان مسؤولا عن تأمين المساعدات إلى شمال قطاع غزة، وأضاف "مرت الشاحنات خلال اليومين الماضيين بسلام دون فوضى ولا مجازر ولا تدافع ولا جرحى ولا شهداء، ولكن الاحتلال المجرم لا يروقه ذلك فقام بمحاصرته وارتقى شهيدا بطلا".

ولفت يوسف الدموكي إلى إن خطة المبحوح في توزيع المساعدات أفسدت على إسرائيل خطتها بشأن إسقاط المساعدات جوا، وقال إن إسرائيل تفضل الإسقاط الجوي، لأنه يمنحها الصورة الأخلاقية التي تريدها، وأكد أن "أبو العز" نجح في الإشراف على دخول 13 شاحنة من المساعدات لأهالي شمال غزة لأول مرة منذ 4 أشهر، دون تسجيل إصابة واحدة، وتوزيعها بالعدل بين الناس.

وعلق مدونون بالقول إن اغتيال ضابط أو قائد هو خسارة، ولكنه لا يشكل اضطرابا أو فوضى أو حتى تغيرا في شكل النظام في غزة، وإسرائيل تعلم ذلك جيدا، ولكنها تروج لخبر الاغتيال للجمهور الإسرائيلي ضمن حربها ضد المقاومة في غزة.

وأضافوا أن الأمر الأهم هو فشل خطة الاحتلال الإسرائيلي في استبدال الشرطة في غزة بالعشائر لتوزيع المساعدات وبسط القانون.

وقال بعض المتابعين إن غزة معتادة على تلك الاغتيالات، وأكدوا أن نائب العميد فايق المبحوح تسلم مسؤولياته بعد استشهاد قائده العسكري مباشرة.

واستنكر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان عملية الاغتيال، وقال "ارتكب جيش الاحتلال اليوم جريمة جديدة عندما اغتال جنوده العميد فائق المبحوح الذي يشغل عملية التنسيق مع العشائر والأونروا لإدخال وتأمين المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة".

وأضاف البيان أن المبحوح "كان يمارس عملا مدنيا إنسانيا بحتا، وكان يتوجب حمايته وعدم التعرض له بموجب القانون الدولي".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة - الجزيرة