الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثة رهينة في غزة

رويترز

القسام تعلن "إجهاز" مقاتليها على 14 جنديا إسرائيليا جنوبي قطاع غزة

 قالت إسرائيل يوم السبت إن القوات الخاصة استعادت جثة أحد الرهائن والذي قتل بينما كان محتجزا في غزة، فيما كبدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) قوات الاحتلال الإسرائيلي 14 قتيلا وعدة إصابات في عمليات نوعية نفذتها اليوم السبت في محور خان يونس بقطاع غزة.

وخلال ما يقرب من ستة أشهر منذ اندلاع الحرب، واجهت إسرائيل احتجاجات في الداخل تطالب بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح العدد المتناقص من الرهائن الأحياء الذين احتجزتهم حركة حماس خلال هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وفي غضون ذلك، عبرت دول غربية عن غضبها إزاء العدد الكبير من القتلى المدنيين الفلسطينيين والأزمة الإنسانية في القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات الخاصة عثرت على جثة إلعاد كتسير، وهو مزارع يبلغ من العمر 47 عاما، مدفونة في مدينة خان يونس بجنوب غزة يوم الجمعة. وأضاف، نقلا عن معلومات مخابراتية أحجم عن الخوض في تفاصيلها، أن خاطفيه من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية قتلوه ودفنوه هناك في منتصف يناير كانون الثاني.

ولم يصدر تعليق بعد من حركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع حماس.

كان كتسير من بين 253 شخصا اقتيدوا إلى غزة خلال الهجوم الذي شنه مسلحون فلسطينيون بقيادة حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقتلوا خلاله نحو 1200 شخص وفقا للإحصائيات الإسرائيلية، وهو ما أشعل فتيل هجوم يقول مسؤولو الصحة في غزة إنه تسبب في مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني.

وكان والد كتسير، أفراهام، قد قتل في تجمع نير عوز السكني حيث كانا يعيشان، بينما احتُجزت والدته حنا أيضا قبل إطلاق سراحها في نوفمبر تشرين الثاني بموجب اتفاق هدنة.

ويحاول الوسطاء القطريون والمصريون إبرام هدنة أخرى قد تعيد بعض الرهائن المتبقين البالغ عددهم 129.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة يوم السبت مقتل 46 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية. وهذا أحد أدنى معدلات الوفيات اليومية منذ اندلاع الحرب قبل نحو ستة أشهر.

وقالت كتائب القسام في بيان إن مقاتليها قتلوا 9 جنودا إسرائيليين، وأصابوا آخرين، في منطقة الزنة شرقي خان يونس، موضحة أنها استهدفت 4 دبابات ميركافا بقذائف "الياسين 105″، مشيرة إلى أنه فور تقدم قوات الإنقاذ إلى المكان ووصولها إلى وسط حقل ألغام أُعد مسبقا، استُهدفت بتفجير 3 عبوات مضادة للأفراد.

وأوضح بيان القسام أن المواجهات لا تزال مستمرة في منطقة الزنة، شرقي خان يونس.

كما أعلنت كتائب القسام قتل 5 جنود إسرائيليين من مسافة صفر وإصابة آخرين وتدمير ناقلة جند بمنطقة حي الأمل غرب خان يونس، فضلا عن استهداف دبابة إسرائيلية أخرى بقذيفة الياسين 105 وقوة راجلة بعبوة وإيقاعها بين قتيل وجريح في خان يونس.

وأفاد مراسل قناة الجزيرة بهبوط 3 طائرات مروحية للجيش الإسرائيلي لنقل جرحى من جنود الاحتلال شرقي خان يونس.

من جهتها، أفادت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بتفجير دبابة من نوع "ميركافا 4" بعبوة برميلية من طراز "ثاقب" شرق دير البلح وسط قطاع غزة.

وفي تطور آخر، أعلنت "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" أنها استهدفت قوات إسرائيلية متوغلة في منطقة المطاحن، شرقي مدينة خان يونس، بقذائف الهاون، وقالت إن ذلك يأتي ردا على جرائم الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني.

كما قالت "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" إنها استهدفت مستوطنة كيسوفيم برشقة صاروخية.

عمليات الاحتلال

وفي المقابل، أقر الجيش الإسرائيلي بإصابة 4 جنود باشتعال قذيفة داخل دبابتهم جنوب مدينة غزة، كما أقر بإصابة جنديين من اللواء 401 بجروح خطيرة في معارك وسط قطاع غزة صباح اليوم.

كما أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن لواء "غفعاتي" يواصل عملياته العسكرية في حي الأمل، بخان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأضاف أن قوات اللواء تقوم بعمليات دهم وتفتيش لمبان إرهابية، حسب تعبيره، وأنها عثرت خلال ذلك على 40 عبوة ناسفة، ونحو طن من المواد المتفجرة.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن جنود لواء "غفعاتي" يخوضون قتالا وجها لوجه مع مسلحين فلسطينيين، وأنهم قضوا على 4 منهم.

في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت المناطق الغربية الجنوبية من قطاع غزة وسط إطلاق نار كثيف.

وفي وسط القطاع، أشار المراسل إلى أن القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي استهدف شرق البريج وشمال النصيرات، ولا سيما مناطق المغراقة والزهراء وشمالي مخيم النصيرات، كما واصلت المقاتلات استهداف مدينة خان يونس جنوبا.

ووصف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي العملية العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في منطقة الزنة شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بأنها "نوعية متميزة"، وتؤشر على أن المقاومة ما تزال تملك قدرات عسكرية.

وأوضح الفلاحي أن اللواء السابع الإسرائيلي التابع للفرقة 36 والذي يعمل في منطقة الزنة دفع بمجموعة من الدبابات تم تدمير اثنين منها، وحاولت القيادات العسكرية الإسرائيلية إرسال تعزيزات لإجلاء الجرحى والقتلى الذين سقطوا في المعركة، إلّا أنها وقعت في حقل ألغام وضعته المقاومة الفلسطينية في هذه المناطق. وقال إن تفجير الألغام أدى لخسائر أخرى في صفوف قوات الاحتلال.

وقال إن العمليات العسكرية التي انطلقت في ديسمبر/كانون الأول الماضي باتجاه خان يونس ما تزال مستمرة، وخاصة في المناطق الشرقية مثل خزاعة وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة والزنة والقرارة، وهي مناطق القشرة بالنسبة لدفاع كتائب عز الدين القسام وفصائل المقاومة عندما بدأ التوغل الإسرائيلي.

وأضاف الخبير العسكري -الذي كان يتحدث ضمن الوقفة التحليلية العسكرية على قناة الجزيرة- أن جيش الاحتلال حاول عندما بدأت المعركة عدم الدخول في معارك استنزاف في هذه المناطق، واندفع إلى المناطق الوسطى والغربية والمعرضة للقصف وبعض العمليات العسكرية المحدودة.

وبعد انتهاء العمليات والمناورات العسكرية الكبرى في المناطق الغربية، بدأ جيش الاحتلال في "عمليات تطهير" في المناطق الشرقية التي لم تدخل في اشتباكات حاسمة مع قوات الاحتلال في الفترة الماضية.

وعن إعلان الاحتلال استعادة جثة المحتجز إلعاد كتسير، قال كريم الفلاحي إن الاحتلال قد يسترد أسراه قتلى، مبرزا أن مسألة استرداد الأسرى لا يمكن أن تكون باستخدام القوة، وهو خيار فاشل وغير صحيح.

ولم يستبعد أن يصعّد موضوع هذا المحتجز الحراك الداخلي ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، إصابة 4 جنود بينهم اثنان "بجراح خطيرة" في معارك وسط قطاع غزة، ما يرفع إجمالي المصابين في صفوفه إلى 3 آلاف و193 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

جاء ذلك في منشور للجيش الإسرائيلي على حسابه بمنصة "إكس" اطلع عليه مراسل الأناضول.

وقال الجيش: "أصيب جنديان من الجيش من الكتيبة 46 في اللواء 401، صباح اليوم (السبت) بجروح خطيرة في معارك وسط قطاع غزة، كما أصيب اثنان آخران بجروح طفيفة".

وأضاف: "تم إجلاء المقاتلين لتلقي العلاج الطبي في مستشفى (لم يحدده)".

ولم يذكر الجيش تفاصيل المنطقة التي أصيب فيها الجنديين.

وكان آخر تحديث للجيش الإسرائيلي حول عدد المصابين السبت، ذكر أنه منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي، أصيب 3 آلاف و193 جنديًا إسرائيليًا، من بينهم ألف و552 أصيبوا منذ بداية الحرب البرية في الـ27 من الشهر ذاته.

كما قتل منذ بداية الأحداث، وفق الجيش، 600 جندي، من بينهم 256 منذ بداية المعارك البرية، وفق إحصائيات رسمية للجيش الإسرائيلي.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفل ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، الاثنين، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات