كشفت وسائل إعلام عبرية، عن الخطوط العريضة لصفقة جديدة مقترحة لتبادل الأسرى مع حركة "حماس" عُرضت على مجلس الحرب الإسرائيلي خلال اجتماعه، أمس الخميس، وتشمل وقف الحرب على قطاع غزة لعدة أسابيع.
قال مسؤول مطلع على تفاصيل المفاوضات، إن المقترح الحالي لصفقة المخطوفين يتضمن إطلاق سراح 33 شخصا منهم، بينهم نساء وجنود ومسنون وجرحى. وحسب المصدر فإن مدة وقف إطلاق النار ضمن الاتفاق ستعتمد على عدد المخطوفين الذين سيتم إطلاق سراحهم.
في غضون ذلك يصل اليوم إلى إسرائيل وفد مصري بهدف تجديد الاتصالات بشأن صفقة تبادل المخطوفين. ونتيجة لذلك، قدم الفريق الإسرائيلي الذي يدير المفاوضات، مساء امس، إلى مجلس الوزراء الذي يعني بشؤون الحرب مقترحات جديدة لإبداء المرونة من الجانب الإسرائيلي.حسب موقع هيئة البث الإسرائيلي "مكان".
وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي يعنى بشؤون الحرب، أن يجتمع فريق التفاوض الإسرائيلي مع الوفد المصري الذي سيصل إلى تل أبيب يوم الجمعة، وذلك لتجديد الاتصالات بشأن الصفقة. وقد قدم الفريق المهني الذي يدير المفاوضات من الجانب الإسرائيلي إلى كابينت الحرب مقترحات جديدة تتطلب التحلي بالمرونة من الجانب الإسرائيلي.
وسيضم الوفد المصري إلى تل أبيب ممثلين عن المستوى المهني وليس المستوى الرفيع وسيجتمع مع كبار المسؤولين في جهاز الشاباك والمؤسسة الأمنية، لعرض تفاصيل اقتراحه المجديد، ويستمع إلى تصريحات الجانب الإسرائيلي.حسب موقع هيئة البث الإسرائيلي "مكان"
وأفاد تقرير سعودي بأن مصر قدمت اقتراحا جديدا لإسرائيل لتجميد العملية في رفح مقابل بدء المفاوضات. وورد أيضًا أن مصر قدمت إلى إسرائيل اقتراحًا نيابة عن حماس يتم بموجبه إعلان وقف كامل لإطلاق النار لمدة عام مقابل وقف الهجمات ضد إسرائيل.
وقالت القناة 13 العبرية إنه "في ذروة عيد الفصح اليهودي (الذي بدأ الثلاثاء ويستمر أسبوعًا) اجتمع أعضاء مجلس الحرب الخميس لساعات طويلة للدفع نحو مبادرة جديدة لإطلاق سراح المختطفين".
وأضافت: "قدم فريق التفاوض الإسرائيلي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزراء في مجلس الحرب مخططًا جديدًا سيتم طرحه (على حماس) من قبل الوسطاء (مصر وقطر)، ويتضمن قدرًا من المرونة من جانب إسرائيل"، على حد وصف القناة.
وبحسب القناة "تتضمن المبادرة الجديدة (التي لم يصدر إعلان رسمي عنها بعد) مطالبة إسرائيل حماس بالإفراج عن أكثر من 20 مختطفًا (أسيرًا إسرائيليًا) لديها، تشمل كبار السن والنساء والمجندات والمرضى".
وأضافت: "هناك تفاهم على أنه ليس من المؤكد أن تشمل الصفقة 40 مختطفًا كما أرادت إسرائيل في الأسابيع الماضية".
وتابعت القناة: "بالإضافة إلى ذلك، ستشمل الصفقة وقف إطلاق النار لعدة أسابيع، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من غزة خلال هذه الفترة، بما في ذلك من ممر نتساريم (أقامته إسرائيل قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه)، وهو أمر رفضت إسرائيل القيام به حتى الآن".
وزادت: "مع ذلك، لن تضطر إسرائيل (وفق المبادرة الجديدة) إلى الالتزام بعدم استئناف القتال في مرحلة لاحقة، ولن تكون هناك حاجة إلى ضمانات دولية في هذا الشأن".
وأوضحت أنه في المقابل سيتم لاحقا تحديد نسب التبادل أو ما يعرف بـ"مفتاح" الصفقة أي عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي بالقطاع.
وزعمت القناة أن "مصر تستعد للدفع نحو الصفقة؛ حيث سيصل وفق مصري إلى إسرائيل الجمعة لبحث التفاصيل"، فيما لم يصدر إعلان من القاهرة بالخصوص حتى الساعة 19: 40 (ت.غ).
من جانبها، قالت القناة 12 العبرية ، إن المبادرة الإسرائيلية تتضمن "إطلاق سراح 20 محتجزا إسرائيليا من النساء والمجندات وكبار السن والمرضى بوضع خطير، مع السماح بعودة النازحين من سكان شمال القطاع، وعدم التزام إسرائيل بوقف دائم للحرب".
وتابعت: "إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تجري إسرائيل المفاوضات بشكل مختلف عما كانت عليه حتى الآن؛ حيث تعطي وزناً أكبر للوسطاء المصريين، بسبب خيبة الأمل من قطر" على حد تعبيرها، دون مزيد من التفاصيل.
وقالت: "سيتعين على وزراء مجلس الحرب أن يتخذوا قرارا دراماتيكيا في المستقبل القريب، سواء الذهاب إلى العملية البرية في مدينة رفح (جنوب قطاع غزة)، أو مواصلة الجهود للتوصل إلى صفقة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين)".
وزعمت القناة أن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك (الأمن العام) رونين بار، اللذين زارا القاهرة الأربعاء "بحثا مع المسؤولين المصريين قضيتين ملحتين هما: الاقتراح المصري بإطلاق سراح الأسرى وتنسيق عملية عسكرية في رفح".
كانت مصر نفت بشدة، مساء الثلاثاء، صحة تقرير صحفي أمريكي عن تداولها خططا عسكرية مع إسرائيل بشأن رفح، مؤكدة رفضها التام لاحتمال اجتياح المدينة.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
ولم تسفر المفاوضات بشكل نهائي عن بلورة اتفاق بسبب رفض إسرائيل مطلب حماس بإنهاء الحرب وسحب قواتها من قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت نحو 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".