نقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن مصدر مطلع على المفاوضات بشأن صفقة تبادل محتملة قوله: "إن حماس تتجه إلى الموافقة على المقترح المصري، بعد حصولها على توضيحات وضمانات حول المرحلتين الأولى والثانية منه".
وينص المقترح على الإفراج عن 20 الى 40 مخطوفا اسرائيليا مقابل وقف اطلاق النار في غزة لمدة يوم أو أكثر قليلا مقابل كل مختطف يطلق سراحه. ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوصل الى اتفاق شامل يتم بموجبه اطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين.حسب موقع هيئة البث الإسرائيلي
من جهة أخرى، قال مصدر أردني مطلع لنفس الصحيفة: "إن تصريحات قادة حماس عن احتمال عودتهم الى عمّان هي استفزازية". وأكد المصدر أن الأردن لن يقبل بأي حال من الأحوال بوجود قادة الحركة على أراضيه.
هذا وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن الليلة الماضية هاتفيا مع كل من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن المقترح المطروح للتوصل الى صفقة تبادل بين اسرائيل وحماس. وجاء من البيت الأبيض أن بايدن دعا الزعيمين الى ممارسة الضغوط على حماس ليفرج عن المخطوفين، وأكد أن هذا الأمر بقي العقبة الأخيرة أمام التوصل الى اتفاق. وشدد بايدن خلال مكالمته مع الرئيس المصري على ضرورة ضمان عدم تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو أي مكان اخر خارج قطاع غزة. كما تم بحث موضوع زيادة المساعدات الانسانية التي تُدخل الى القطاع.
نتنياهو يراهن على رفض حماس للصفقة المطروحة
وقررت إسرائيل إيفاد فريق مهني للمشاركة في المحادثات التي يعقدها الوسطاء في العاصمة المصرية، القاهرة، والإبقاء على كبار المفاوضين في تل أبيب، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام العبرية، مساء الإثنين، وسط تقارير عن معارضة بنيامين نتنياهو، للمقترح الذي يناقشه الوسطاء ويراهن على رفض حركة حماس للصفقة المطروحة.
ومن المقرر أن يغادر الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة يوم الثلاثاء أو الأربعاء من الأسبوع الجاري، وذلك يعتمد على رد حماس، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، ونقلت عن مصادر مطلعة أن الوفد سيتكون من المستوى المهني وليس من كبار المفاوضين (رئيسي الموساد، دافيد برنياع، والشاباك، رونين بار، وممثل الجيش، نيتسان ألون).
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن حماس طالبت عبر الوسطاء بالحصول على ضمانات بأن الاتفاق سيؤدي في نهاية المطاف إلى وقف كامل للحرب؛ ونقلت "كان 11" عن مصادر مطلعة أن المقترح المطروح يتضمن هدنة مؤقتة وتبادل الأسرى، ومن ثم مواصلة المحادثات بشأن إطلاق سراح بقية الرهائن الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب.
ووفقا للتقرير، سيتم تحديد مدة وقف إطلاق النار وفقا لعدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم في إطار الصفقة المحتملة؛ من جانبها، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن إسرائيل تطالب بالإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا في إطار الصفقة، في حين تقول حركة حماس إنها مستعدة لإطلاق سراح 20 أسيرا من النساء وكبار السن والمرضى.
ووفقا للقناة 13، فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن رد قيادة حماس في غزة متمثلة برئيس الحركة، يحيى السنوار، سيسلم إلى الوسطاء في الأيام القليلة المقبلة، علما بأن وفدا من حماس وصل إلى القاهرة، الإثنين، للاجتماع بممثلي مصر وقطر، ومناقشة المقترح الذي تم التفاوض عليه بين إسرائيل ومصر، بعد أشهر من المفاوضات غير المثمرة.
وغادر وفد حماس القاهرة و"سيعود" إليها بـ"ردّ مكتوب" بشأن مقترح الهدنة الأخير، وفق ما أفاد موقع قناة "القاهرة الإخباريّة" القريب من الاستخبارات المصريّة، نقلا عن "مصادر مصريّة"، بيعد انتصاف ليل الإثنين - الثلاثاء.
وأكد مصدر في الحركة تحدث لوكالة "فرانس برس" أن وفد حماس غادر مصر وعاد إلى قطر " للتشاور بالأفكار والمطروح على المقاومة"، وشدد على أن الحركة "معنية بالرد بأسرع وقت ممكن".
وأكدت القناة 13 العبرية أن الوفد الإسرائيلي الذي قالت إنه سيصل إلى القاهرة، الثلاثاء، سيتشكل من المستوى المهني وسيضم ممثلين عن الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي. وذكرت أنه "لم يتم تحديد بعد إلى متى سيستمر وقف إطلاق النار، فالأمر يعتمد على عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب الصفقة المحتملة".
"المقترح المصري"
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المقترح المصري يقضي بعدم وجود الجيش الإسرائيلي في المنطقة التي تفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه؛ وبحسب القناة، فإن المقترح ينص على أنه "سيتم تفتيش النازحين الذين يعودون إلى شمالي القطاع من قبل قوات مصرية وأخرى (لم يتم تحديدها)، وستتعقبهم إسرائيل بوسائل أخرى".
وادعت القناة في التقرير الذي أوردته مساء الإثنين، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية وافقت على سحب قواتها في منطقة (ممر) "نتساريم"، وسط قطاع غزة، وقالت إن ذلك يأتي في إطار "مزيد من المرونة التي يبديها الجانب الإسرائيلي في المفاوضات"، وأكدت أن وفد المخابرات المصرية الذي كان قد وصل إلى إسرائيل منذ أيام، عاد إلى القاهرة.
وادعت أن "إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لا تزال تفرض ‘فيتو‘ على دخول إسرائيل إلى رفح"، في إشارة إلى رفض أميركي لاجتياح رفح في هذه المرحلة، علما بأن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، كرر معارضة بلاده لهجوم إسرائيلي على مدينة رفح التي باتت مخيما للاجئين يؤوي ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني في ظروف صحية كارثية.
نتنياهو يرفض المقترح
وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" عبر موقعها الإلكتروني، أن تقديرات الأوساط المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، تعتقد أنه "على الرغم من التنازلات الكبيرة التي قدمتها إسرائيل، فإن حماس سترفض الاقتراح المصري بشأن صفقة تبادل جديدة"، وذلك في ظل رفض إسرائيل الالتزام بإنهاء الحرب على غزة.
وأشارت الصحيفة إلى "محادثات مغلقة" قالت فيها جهات مقربة من نتنياهو إنه "بما أن إسرائيل لا توافق على مطلب حماس بإنهاء الحرب، فإن الحركة لن تتبنى في نهاية المطاف المقترح الجديد"، ونقلت الصحيفة عن أحد "المقربين من نتنياهو" أن الأخير هو الوحيد من بين القيادة الإسرائيلية الذي "يرفض المقترح. لكنه في هذه المرحلة ينتظر رد حماس".
وفيما انتعشت الآمال في التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل أسرى في قطاع غزة بعد نحو سبعة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كامرون، الإثنين، إن هناك "عرضا سخيا للغاية يتضمّن وقف إطلاق نار لمدة 40 يوما والإفراج المحتمل عن آلاف السجناء الفلسطينيين، مقابل إطلاق سراح هؤلاء الرهائن" الإسرائيليين.
بدوره، قال بلينكن في الرياض "أمام حماس اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل"، مضيفا "عليهم أن يقرروا، وعليهم أن يقرروا بسرعة. آمل أن يتخذوا القرار الصحيح". ومن المتوقع أن يصل بلينكن إلى إسرائيل، الثلاثاء، في إطار جولة جديدة في الشرق الأوسط تهدف إلى الحث على التوصل لهدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر والغارق في أزمة إنسانية كبيرة.