قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يجب هزيمة حماس في رفح. ستكون هناك حاجة إلى نوع من الإدارة المدنية في غزة، ربما بمساعدة الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى تريد الاستقرار في منطقة".
جاء ذلك خلال حديث نتنياهو، الليلة الماضية، عبر البرنامج الحواري التلفزيوني الأمريكي الذي يقدمه فيل ماكجرو.
وذكرت وكالة رويترز أن نتنياهو تطرق إلى إعلان الولايات المتحدة بشأن وقف شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، على خلفية عملية رفح وقال: "آمل أن نتمكن أنا وبايدن من التغلب على تباين الآراء بيننا، لكننا سنفعل ما هو ضروري لضمان أمن إسرائيل".
وأضاف نتنياهو أنه تم تدمير 20 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس خلال الحرب في غزة. وأشار أيضًا إلى اليوم التالي لانتهاء الحرب: "يجب هزيمة حماس في رفح. ستكون هناك حاجة إلى نوع من الإدارة المدنية في غزة، ربما بمساعدة الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى تريد الاستقرار في منطقة".
وكان مسؤول أميركي رفيع المستوى، قد أكد أن الولايات المتحدة أخرت شحن الأسلحة إلى إسرائيل خشية استخدامها في رفح. وفي الأسبوع الماضي، أوقفت الإدارة الأمريكية شحنة ذخيرة مكونة من 3500 قذيفة إلى إسرائيل بسبب مخاوف إنسانية تتعلق بعملية الجيش الإسرائيلي في رفح.
وقال نتنياهو يوم الخميس إن الإسرائيليين مستعدون للقتال “بأظافرهم” في رفض مستتر لتحذير بايدن من احتمال حجب إمدادات الأسلحة بسبب العملية في مدينة رفح في غزة.
وبدأت إسرائيل هذا الأسبوع التحرك الذي تهدد به منذ فترة طويلة ضد رفح بإجلاء بعض المدنيين والقيام بتوغلات محدودة بعد ذلك، وتقول إن الآلاف من مقاتلي حركة حماس وربما عشرات الرهائن الذين احتجزتهم الحركة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، موجودون بين أكثر من مليون فلسطيني نزحوا بسبب الحرب.حسب زعمها
وتقول إدارة بايدن إنها لا يمكنها تأييد غزو كبير لرفح في غياب ما تصفها بخطة ذات مصداقية لحماية المدنيين. وتقول إسرائيل إن تحقيق النصر في الصراع المستمر منذ سبعة أشهر مستحيل دون السيطرة على رفح.حسب الإعلام العبري
والتزمت حكومة نتنياهو الصمت إزاء تقارير تفيد بأن واشنطن تمنع شحنة من القنابل التي تسقطها الطائرات حتى أعلن بايدن يوم الأربعاء عن هذا الإجراء، قائلا إنه يأتي في إطار تحذير أمريكي للإسرائيليين من “الذهاب إلى رفح”.
وقال نتنياهو دون أن يشير على وجه التحديد إلى الإعلان الأمريكي “إذا كان علينا أن نقف وحدنا، فسنفعل”.
وأضاف في بيان مصور “إذا كان لا بد من ذلك، فسنقاتل بأظافرنا.. ولكن لدينا ما هو أكثر بكثير من أظافرنا، فبهذه القوة الروحية، وبعون الرب، سننتصر معا”.
لكن نتنياهو عبر في مقابلة مع التلفزيون الأمريكي عن أمله في أن يتمكن هو وبايدن من تجاوز خلافاتهما إزاء الحرب في غزة.
وقال نتنياهو خلال مقابلة مع برنامج (دكتور فيل برايم تايم) “كثيرا ما كنا متفقين ولكن كانت بيننا خلافات أيضا. وكنا نتمكن من التغلب عليها”.
وأضاف “آمل أن نتمكن من تجاوزها الآن، لكننا سنفعل ما يجب علينا فعله لحماية بلدنا”.
وردد عضوان آخران يتمتعان بحق التصويت في حكومة الحرب التعليقات نفسها، وهما وزير الجيش يوآف غالانت وسلفه المنتمي لتيار الوسط بيني غانتس، لكن لم يذكر أي منهما صراحة أن أمرا سيصدر باجتياح أعمق لرفح.
وقال غالانت بحسب ما جاء في نص خطاب نشره مكتبه “أتحدث إلى أعداء إسرائيل وكذلك إلى أصدقائنا المقربين. لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل… سنتمسك بموقفنا، سنحقق أهدافنا، سنضرب حماس، سنضرب حزب الله، وسنحقق الأمن”.
وعبر غانتس عن تقديره لما وصفه الجيش الإسرائيلي بالدعم والإمدادات الأمريكية غير المسبوقة في الحرب.
وكتب على تطبيق إكس “على إسرائيل واجب، فيما يتعلق بالأمن القومي والأخلاق، أن تواصل القتال من أجل إعادة رهائننا وإنهاء تهديد حماس لجنوب إسرائيل”.
وأضاف “على الولايات المتحدة واجب أخلاقي واستراتيجي بأن تمد إسرائيل بالأدوات الضرورية لهذه المهمة”.
وفي موازاة مع هذا الخلاف العلني، تحاول الولايات المتحدة رعاية محادثات، بوساطة مصرية وقطرية، بين إسرائيل وحماس والتي من شأنها أن تؤدي لإطلاق سراح بعض الرهائن.
وتتعثر المحادثات بسبب مطلب حماس إنهاء الحرب في غزة بينما تريد إسرائيل فقط هدنة مؤقتة. وغادر المفاوضون يوم الخميس أحدث اجتماعاتهم في القاهرة دون التوصل لاتفاق، وقالت إسرائيل إنها ستمضي قدما في عملية رفح المزمعة.
وأكد كبير المتحدثين العسكريين الإسرائيليين الأميرال دانيال هاجاري في مؤتمر صحفي أن القوات المسلحة لديها ذخائر كافية لرفح “والعمليات المزمعة الأخرى”.