كشفت صحيفة "هآرتس" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدف إلى تحقيق احتلال دائم لقطاع غزة، وهو الهدف الاستراتيجي الرئيسي الذي يسعى لتحقيقه من الحرب الحالية، وليس مجرد إطلاق سراح المخطوفين كما يروج إعلامياً. في بيانه الأخير حول فشل المفاوضات مع حماس بخصوص وقف إطلاق النار، أشار نتنياهو إلى أهمية "الثروة الأمنية والاستراتيجية لإسرائيل"، والمتمثلة في السيطرة على محور فيلادلفيا وممر نتساريم. هذه المواقع تسمح لإسرائيل بتطويق غزة من ثلاث جهات برية وعزلها عن مصر.
وفقاً للمقال، فإن المخطوفين ومصيرهم يُستخدمون كأداة إعلامية في يد نتنياهو لمواجهة خصومه السياسيين، بينما يركز فعلياً على استراتيجية طويلة الأمد تشمل ضم زاحف لقطاع غزة، وتثبيت سيطرة إسرائيلية دائمة على المناطق الشمالية من القطاع. من خلال السيطرة على ممر نتساريم، سيُقسم القطاع فعلياً إلى شمال دمرته الحرب وبناه التحتية، وجنوب مكتظ بالنازحين.
المقال يستشهد برؤية الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، الذي اقترح تجويع سكان غزة كوسيلة لإخضاع حماس، ويمثل جزءًا من التوجه اليميني الذي يرى في شمال غزة منطقة محتملة للاستيطان اليهودي، حيث يعتبرونها ذات إمكانيات عقارية ضخمة بسبب موقعها الجغرافي المميز على ساحل البحر وقربها من غوش دان.
في المقابل، ستُترك حماس لإدارة جنوب القطاع المحاصر، حيث سيتعين عليها التعامل مع ملايين النازحين الذين يعانون من نقص حاد في الموارد والخدمات. ويرى نتنياهو أن المجتمع الدولي سيتوقف عن الاهتمام بغزة مع مرور الوقت، خاصة بعد الانتخابات الأمريكية المقبلة، سواء فازت كمالا هاريس أو عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي قد يدعم نتنياهو في تحقيق أهدافه في غزة.
المقال يخلص إلى أن الهدف الأساسي لنتنياهو من الحرب هو احتلال طويل الأمد وضم زاحف لقطاع غزة، حتى وإن كان ذلك على حساب حياة المخطوفين أو تحت تهديد نشوب حرب إقليمية. دعمه السياسي من قبل شركائه اليمينيين في الحكومة، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، يعتمد على استمراره في السعي لتحقيق هذا الهدف دون التراجع، حتى في ظل الضغط الدولي أو مطالبات المجتمع الإسرائيلي بإعادة المخطوفين.