في مقابلة غير عادية، كشف ضابط في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يُعرف بالاسم الرمزي "ت"، عن تفاصيل غير مسبوقة حول الإخفاقات الأمنية خلال هجوم السابع من أكتوبر الماضي، وأشار إلى وجود ثغرات في العقيدة الأمنية الإسرائيلية التي ساهمت في هذه الإخفاقات. تحدث الضابط، الذي لديه اطلاع واسع على الملفات الاستخباراتية المتعلقة بلبنان وغزة، خلال مقابلة مع قناة I24NEWS، عن فشل الاستخبارات الإسرائيلية وعن الجهود المبذولة لاغتيال القيادات الرئيسية في حماس مثل محمد الضيف ويحيى السنوار.
تحمل المسؤولية عن إخفاق السابع من أكتوبر
تطرق الضابط "ت" في بداية المقابلة إلى الانتقادات الموجهة للاستخبارات بعد الهجوم الكبير الذي وقع في السابع من أكتوبر. وأشار إلى أنه رغم وجود إخفاقات، فإن حجم الفشل يتم تضخيمه بشكل مبالغ فيه. وأكد "ت" أن الاستخبارات كانت تنقل التحذيرات بشكل مستمر، لكن العقيدة الراسخة التي ترى أن حماس مردوعة كانت هي السبب الرئيسي في عدم التحرك. ولفت إلى أن المعلومات حول تدريبات حماس كانت معروفة، لكن التصور الأمني الإسرائيلي لم يتعامل معها بجدية، ما أدى إلى خدر في التعامل مع التهديدات.
إخفاق الاستخبارات.. أم سوء تقدير القيادة؟
أشار "ت" إلى أن اللوم المتكرر على وحدة الاستخبارات العسكرية غير عادل، موضحًا أن المشكلة تكمن في العقيدة الراسخة التي تجاهلت التهديدات المباشرة. وأضاف أن قيادات عليا في الجيش كانت على علم بالنشاطات العسكرية لحماس، وأن الاجتماعات الأمنية التي عقدت في الليلة بين 6 و7 أكتوبر شهدت تحذيرات واضحة حول تطورات غير عادية. وأوضح أن الفشل الاستخباراتي لم يكن بالدرجة التي يُصوَّر بها، بل تم تضخيمه.
استهداف محمد الضيف وملاحقة السنوار
كشف "ت" تفاصيل مثيرة حول محاولات استهداف محمد الضيف، القائد العسكري لحماس، مشيرًا إلى أن الضيف كان يدرك تمامًا أنه ملاحق من قبل الاستخبارات الإسرائيلية. وأكد الضابط أن الضيف لم يكن عرضة لعامل المفاجأة، حيث كان مختبئًا طوال الوقت. كما أكد أن الجهود الاستخباراتية المبذولة في ملاحقة يحيى السنوار غير عادية، وأن هناك استثمارات كبيرة لتحديد موقعه واستهدافه.
استخبارات 8200 في مرمى النقد
دافع الضابط عن وحدة 8200 وقائدها يوسي سرئيل، الذي يُحمّل مسؤولية كبيرة عن الإخفاق، مشددًا على أن الوحدة نجحت في إحباط العديد من العمليات. وأكد "ت" أن مهمة الوحدة تقتصر على تقديم المعلومات، وليس اتخاذ القرارات العسكرية، مضيفًا أن المعلومات الاستخباراتية حول حماس وحزب الله كانت متوفرة منذ عام 2018.
نظرة مستقبلية للتغيير
اختتم الضابط حديثه بالإشارة إلى أن أكبر خطأ كان في تعامل إسرائيل مع غزة كأنها "دولة"، موضحًا أن هذا التصور يجب تغييره لضمان التعامل مع التهديدات بشكل أكثر فاعلية.