يعيش سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة القصف والدمار في ظل حصار خانق تفرضه القوات الإسرائيلية منذ بدء العملية العسكرية الأخيرة في الخامس من أكتوبر. يتفاقم الوضع الإنساني مع منع دخول المساعدات الإغاثية والمياه الصالحة للشرب إلى المنطقة المحاصرة التي تشمل بيت حانون، بيت لاهيا، ومخيم جباليا.
تفجير وتدمير ممنهج للمباني
تواصل قوات الاحتلال قصفها المكثف على مناطق شمال غزة، ما أدى إلى تفجير العديد من المباني السكنية في محيط مخيم جباليا. وأفاد شهود عيان بأن الجيش الإسرائيلي يستخدم الروبوتات المفخخة لتدمير مربعات سكنية كاملة في المنطقة، فيما تتكدس جثث المواطنين تحت الأنقاض بسبب عدم قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني على التحرك نتيجة القصف المستمر.
اعتقالات ومصير مجهول للنساء
في شرق جباليا، اقتحمت القوات الإسرائيلية المنازل، واعتقلت الرجال فيما أمرت النساء بالتوجه جنوباً إلى مناطق أخرى في القطاع. تحدث رائد الخطيب، أحد سكان شارع السكة، عن الوضع المتردي في المنطقة، حيث تعيش عشرات العائلات المحاصرة تحت تهديد القصف المستمر وعدم القدرة على النزوح.
نقص في الغذاء والمياه
تعاني المنطقة من أزمة حادة في المياه الصالحة للشرب بعد توقف محطات تحلية المياه عن العمل. وأفاد أيمن الكحلوت، أحد المحاصرين في بيت لاهيا، بأن المياه والغذاء بدأ ينفد لدى العائلات المحاصرة، ويعتمد السكان حالياً على المعلبات والبقوليات فقط. وطالب الكحلوت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإدخال الطعام والمياه.
أزمة صحية خانقة
يعيش القطاع الصحي في شمال غزة وضعاً مأساوياً، مع تهديدات إسرائيلية بإخلاء المستشفيات أو تدميرها. رغم ذلك، لا تزال مستشفيات كمال عدوان والعودة والإندونيسي تعمل بقدرة محدودة لإنقاذ الأرواح. وأكد مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، أن الكميات المحدودة من الوقود التي دخلت للمستشفيات لا تكفي سوى لأيام قليلة.
مع استمرار القصف والحصار، يواجه أهالي شمال قطاع غزة كارثة إنسانية تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من الأرواح المحاصرة.