إسرائيل تركز على السيطرة الكاملة في شمال غزة: استراتيجية جديدة أم تمهيد لإعادة الاستيطان؟

اخلاء سكان شمال قطاع غزة

وفقاً لتقرير نشره موقع "والا" العبري، تسعى إسرائيل لتحقيق أهداف متعددة في شمال قطاع غزة من خلال العمليات العسكرية الجارية، وذلك بعد اغتيال قائد حماس يحيى السنوار. تستند التحركات الإسرائيلية إلى استراتيجية قد تؤدي إلى تغييرات حاسمة في الوضع القائم داخل القطاع، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي.

أهداف إسرائيل في شمال قطاع غزة

تستهدف إسرائيل من خلال عملياتها العسكرية إضعاف المقاومة بشكل كامل، خاصة بعد تصفية قيادات بارزة في حركة حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار. تُقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن هذا سيؤثر في ثلاث دوائر رئيسية:

الساحة الداخلية في غزة: تشمل هذه الدائرة الجمهور الفلسطيني والقيادة في غزة، إضافة إلى الذراع العسكري لحماس، الذي تأثر معنوياً بعد سلسلة الاغتيالات حسب ما ذكر الموقع.

الساحة الفلسطينية العامة: تشمل العلاقات بين حماس والسلطة الفلسطينية، حيث يُتوقع أن يؤدي استشهاد السنوار إلى تغيير في ميزان القوى بين الطرفين، وقد تفتح الباب أمام عودة محتملة للسلطة إلى القطاع والذي ترفضه حكومة نتنياهو حتى اللحظة.

المجتمع الدولي: يتوقع أن تثير هذه التطورات ردود فعل دولية، خصوصاً من الدول الإقليمية مثل مصر والسعودية، إضافة إلى الولايات المتحدة التي تعارض إعادة احتلال غزة من قِبل إسرائيل.

السيطرة على شمال غزة وتحركات الجيش الإسرائيلي

تستند العمليات العسكرية في شمال قطاع غزة إلى خطة جنرالات الجيش الإسرائيلي، التي تهدف إلى إفراغ المنطقة من السكان وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة. ووفقاً للتقرير، نجح الجيش حتى الآن في إجلاء أكثر من 35 ألف فلسطيني من جباليا وحدها، مما يشير إلى أن هذه العمليات قد تكون جزءاً من خطة أكبر للسيطرة على شمال القطاع.

السيناريوهات المحتملة

تشير التقديرات إلى أن الحملة العسكرية المستمرة قد تؤدي إلى تغيير في الديناميكيات داخل غزة. كما أن النجاح العسكري للفرقة 162 في جباليا يفرض ضغوطاً كبيرة على قيادة حماس، مما يزيد من احتمالية تنفيذ مراحل أخرى من الخطة التي قد تشمل السيطرة الكاملة على شمال القطاع.

في المقابل، يُشير المحللون إلى أن إسرائيل قد تستخدم شركات أمنية خاصة لإدارة الجوانب المدنية في غزة، وهو ما يمهد الطريق لاستبدال الحكم المدني لحماس بآلية تسيطر عليها تل أبيب بشكل غير مباشر.

يبدو أن إسرائيل تعمل على تثبيت احتلال طويل الأمد في شمال قطاع غزة، وهو ما يشكل مصدر قلق بالنسبة للمجتمع الدولي. وإذا استمرت العمليات العسكرية بالتوازي مع التصعيد في مناطق أخرى من القطاع، فقد نكون أمام تغيرات كبيرة في مستقبل غزة، بما في ذلك احتمال إعادة الاستيطان، رغم النفي الرسمي لهذه الخطط.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة