مستوطنون ينفذون هجومًا واسعًا على مدينة البيرة ويحرقون 20 مركبة تحت حماية قوات الاحتلال

مستوطنون ينفذون هجومًا واسعًا على مدينة البيرة

في تصعيد خطير، هاجم عشرات المستوطنين فجر اليوم الاثنين المنطقة الصناعية في مدينة البيرة، حيث قاموا بإحراق حوالي 20 مركبة للمواطنين وإطلاق النار على محاولين إخماد الحرائق. ويأتي هذا الاعتداء في سياق سلسلة من الهجمات التي ينفذها المستوطنون في الضفة الغربية، ما أثار قلقًا واسعًا بشأن سلامة وأمن المواطنين الفلسطينيين حتى داخل المدن الرئيسية.

ووفق مصادر محلية، اقتحم المستوطنون المنطقة الصناعية في مدينة البيرة من جهة المستوطنة القريبة "بيت إيل"، وقاموا بإضرام النار في المركبات دون تدخل من قوات الاحتلال، التي سمحت لهم بتنفيذ الهجوم وغادرت المكان بعد ساعات، بدعوى التحقيق. وأفادت المصادر أن بعض المستوطنين أطلقوا النار على مركبات الدفاع المدني التي وصلت لمحاولة إخماد النيران، ما أخر جهود إطفاء الحريق.

تصعيد خطير وتوسيع للهجمات

يعد هذا الهجوم الأكبر من نوعه في المنطقة الصناعية بالبيرة، حيث اقتصرت الهجمات السابقة على إلحاق أضرار بالمركبات وكتابة شعارات عنصرية. لكن الحادث الأخير تميز بارتفاع مستوى العنف، حيث تعرضت عدة مبانٍ سكنية لأضرار في واجهاتها بفعل ألسنة اللهب، مما يعكس تحولا نحو تصعيد هجمات المستوطنين بشكل خطير.

وفي تعقيب على الحادثة، قال رئيس بلدية البيرة بالإنابة، روبين الخطيب، إن الهجوم استمر لأكثر من 40 دقيقة، موضحًا أن المستوطنين تمكنوا من إحراق 20 مركبة تعود ملكيتها لسكان المدينة. وأضاف الخطيب أن هذا الهجوم يحمل دلالات خطيرة، حيث كانت المنطقة قد تعرضت سابقًا لهجمات مشابهة ولكن على نطاق أقل.

تساؤلات حول الحماية والأمن

أثار الهجوم تساؤلات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقدرتها على توفير الحماية للمواطنين في ظل هذه الاعتداءات المتزايدة. وعبر مواطنون عن قلقهم من تصاعد وتيرة هذه الهجمات وانتقالها إلى المدن الرئيسية، مطالبين بخطة وطنية للتصدي لهذه الاعتداءات وحماية المناطق الفلسطينية.

شهادات المتضررين

روى المواطن محمد عمرو، أحد المتضررين من الهجوم، أن المستوطنين اقتحموا المنطقة في حوالي الساعة الثالثة فجرًا، وتسللوا نحو المنازل والمركبات القريبة من محطة البيرة للغاز، حيث أضرموا النار في المركبات. وأشار إلى أن المستوطنين عادوا إلى مستوطنة "بيت إيل" تحت حماية قوات الاحتلال بعد تنفيذ هجومهم.

وأكد عمرو أن الأضرار المادية فادحة، حيث احترقت مركبات حديثة تقدر بمبالغ عالية بشكل كامل، لكن الأهم هو سلامة الأهالي والأطفال الذين لم يصابوا بأذى.

تحقيقات وتصريحات رسمية

وأشار الخطيب إلى أن البلدية ستعمل على حصر الأضرار بالتعاون مع الجهات المختصة. وأضاف أن وفدًا من البلدية توجه إلى موقع الهجوم لرصد حجم الدمار، لكن قوات الاحتلال تدخلت وأخرجت الوفد من المنطقة.

ودعا الخطيب إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الاعتداءات وحماية المواطنين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات تنذر بتحولات خطيرة تتطلب ردًا جماعيًا لحماية المجتمع الفلسطيني من اعتداءات المستوطنين المتصاعدة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة