تروي المواطنة فاتن من مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، قصة نزوحها المتكرر على مدار الأسابيع الماضية، قائلة: "نزحنا خمس مرات خلال ثلاثة أسابيع هربًا من الموت وبحثًا عن الطعام". منذ الخامس من أكتوبر الماضي، واجهت فاتن وعائلتها رحلة متواصلة من التنقلات القسرية، حيث أجبرتها تهديدات الاحتلال بإخلاء مناطق واسعة على الانتقال من مكان إلى آخر، أملاً في العثور على مأوى آمن.
كانت البداية مع دخول الآليات الإسرائيلية شرق جباليا، مما دفع فاتن للفرار من منزل شبه مدمر والبحث عن مكان بديل مع أسرتها. لكنها لم تجد الأمان هناك، حيث تعرضت وعائلتها لإطلاق نار من طائرة مسيّرة "كواد كابتر" أثناء انتقالهم، قبل أن يستقروا في مركز إيواء بمدرسة "أبو حسين"، التي استهدفت لاحقًا بقذائف المدفعية، مما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات منتصف الشهر الماضي.
تقول فاتن: "انتقلنا بعدها إلى حي الشيخ رضوان، لكنه لم يكن ملاذاً آمناً، إذ قُصف منزل قريب لنا، ما اضطرنا للنزوح مجددًا إلى مخيم الشاطئ". غير أن الهدوء لم يدم طويلاً، فقد واصلت قوات الاحتلال توسيع نطاق عملياتها، مطالبة سكان شمال الشاطئ، والنصر، والكرامة بالنزوح نحو جنوب القطاع، فيما تزداد مخاوف الأهالي من إخلاء قسري واسع النطاق.
من جهتها، أكدت مصادر محلية أن التعليمات الإسرائيلية المرفقة بخارطة إخلاء، تطالب سكان ست مناطق قرب جباليا، ومنها مناطق الكرامة والصفطاوي والمخابرات وحي الشيخ رضوان، بالانتقال إلى أماكن أخرى، مما يعزز المخاوف حول تنفيذ خطة "الجنرالات"، التي تهدف إلى إخلاء السكان بقوة الدم والقصف والتجويع.
وتصف فاتن معاناتها كأم لخمسة أطفال، بينهم طفل من ذوي الإعاقة الحركية، قائلة: "أواجه خوف الموت والمجاعة وفقدان الاستقرار، وليس لدي ما أُطعم به أطفالي".