تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على شمال قطاع غزة لليوم الحادي والخمسين، مستهدفةً الأحياء السكنية والبنية التحتية بعمليات نسف وتدمير واسعة النطاق. في أحدث تصعيد، فجّر الجيش الإسرائيلي عبوة "ريبورت" قرب بلدية جباليا النزلة، شمال القطاع، وسط تفجير ممنهج للمباني في مخيم جباليا، بما في ذلك سوق جباليا ومربع سكني في حي القصاصيب.
عمليات نسف وتجريف واسعة
أظهرت صور حديثة قيام قوات الاحتلال بتجريف ونسف مبانٍ شرق مخيم جباليا، إضافة إلى تدمير واسع في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال القطاع. وشهدت المنطقة انتشاراً مكثفاً للآليات العسكرية التي تواصل حصارها الخانق، مما يزيد معاناة السكان الذين يعانون شح المياه والغذاء والدواء.
معاناة إنسانية كارثية
تفرض قوات الاحتلال قيوداً مشددة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، بما في ذلك شاحنات المياه والمواد الغذائية. ووسط ظروف قاسية، لا تزال عشرات الجثث متناثرة في شوارع وأحياء مخيم جباليا دون أن يتمكن أحد من انتشالها بسبب استمرار القصف وحصار المنطقة.
نزوح قسري ومجاعة محتملة
أجبرت الاعتداءات الإسرائيلية أكثر من نصف سكان شمال القطاع، البالغ عددهم نحو 200 ألف نسمة، على النزوح جنوباً، بينما يواجه حوالي 80 ألفاً ممن تبقوا ظروفاً مأساوية في ظل غارات مكثفة وقصف مستمر. وتحدث المواطنون عن معاناة يومية من شح الطعام، الدواء، وعدم توفر أي فرق إنقاذ، مما يهدد بكارثة إنسانية.
حصيلة مأساوية للعدوان
منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، استشهد 44,176 مواطناً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 104,473 آخرين، وفقاً لإحصائيات غير نهائية. ولا تزال فرق الإسعاف عاجزة عن الوصول إلى آلاف الضحايا العالقين تحت الأنقاض. كما خلف العدوان تدميراً كاملاً لأحياء ومرافق حيوية في شمال القطاع.
دعوات دولية بلا استجابة
رغم المطالبات الأممية والدولية بضرورة تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، تواصل إسرائيل عرقلة الإمدادات، ما ينذر بحدوث مجاعة في ظل الحصار المستمر وتدهور الأوضاع مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني على التوالي على نحو مليوني نازح فلسطيني.
تصعيد مستمر ومعاناة بلا أفق
في ظل العدوان البري والبحري والجوي المتواصل، بات سكان قطاع غزة يعيشون بين مطرقة القصف وسندان الحصار، مع تزايد الدعوات الدولية لوقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية، في وقت يبقى المجتمع الدولي عاجزاً عن الضغط لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.