أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أنَّ الحروب الغاشمة التي تخوضها إسرائيل في المنطقة، وبخاصة ضد لبنان وأهله، تخصم من فرص الشعوب في التنمية وتحقيق الاستدامة.
وقال "أبو الغيط"، خلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للأسبوع العربي للتنمية المستدامة، إنه برغم أنها تدعى أنَّ الآخرين ليس لديهم سوى مشروعات الدمار والتخريب، فإن المشروع الإسرائيلي لا يقدم للمنطقة سوى أفق أسود ومسدود، من تعطل التنمية، وتراجع معدلات النمو، واستنزاف الطاقات والموارد، وضياع الفرص.
وأضاف أن المشروع الإسرائيلي هو -في جوهره- مشروع تخريب وإضعاف، بهدف تحقيق هيمنة إسرائيلية مزعومة لا وجود لها سوى في أذهان قادة الاحتلال.
تابع: "إننا نحتاج بالتأكيد إلى تسريع وتيرة العمل وتعزيز القدرة على التكيف على واقع يناقض -في الكثير من جوانبه- أهداف الاستدامة وشروط تحققها".
استطرد: "لا يخفى على أحد أن ما فعله ويفعله الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تجاوز حتى مفهوم الانتقام والعقاب الجماعي، إلى الإبادة، بل وتدمير المجتمع الفلسطيني كليًا.. بشرًا وحجرًا.. حاضرًا ومستقبلًا.. وبحيث تستحيل الحياةُ الطبيعية ويصبح التهجير -الذي تدفع إليه إسرائيل- مخرجًا وحيدًا".
وشدد "أبو الغيط" على أنه لا ينبغي أن نغفل أبدًا بؤرًا أخرى وجراحًا مفتوحة في المنطقة أعادت معدلات التنمية وآفاقها إلى الوراء أعوامًا.
ولفت إلى أنه "في السودان حرب مدمرة تأكل الأخضر واليابس، بكلفة إنسانية تفوق الاحتمال، وفي اليمن احتراب أهلي وتصاعد للفقر المدقع وتراجع لكل معدلات التنمية في ليبيا وفي سوريا".
وذكر أن هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية تترافق مع رياح عالمية غير مواتية، موضحًا: "المناخ الجيوبوليتيكي ملبد بغيوم الحروب، والصراعات المحتملة بين القوى الكبرى.. وأحداث الحمائية الاقتصادية ترتفع بقوة.. والتضخم والديون تطحن اقتصادات، بعضها متقدم وبعضها الآخر ينتمي لبلدان الجنوب".
اختتم: "وإذا أضفنا إلى هذه المخاطر المتعددة التغير المناخي.. وما يرتبط به من تصاعد لظواهر الهجرة والصراعات على الموارد الطبيعية، نجد أنفسنا أمام مزيج مزعج من التحديات والمخاطر".