في مشهد يختصر مأساة سكان قطاع غزة، يضطر آلاف الفلسطينيين في شمال القطاع إلى البحث بين أكوام القمامة وركام المباني المدمرة للعثور على أي وسيلة للبقاء على قيد الحياة، وفقًا لما أكّدته المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لويز ووتريدج.
وفي حديثها إلى وكالة فرانس برس من مدينة غزة، حيث لجأ الآلاف من سكان الشمال هربًا من الموت، نقلت ووتريدج مشاهد صادمة من قصص الفلسطينيين الذين يعانون من الحصار والقصف المتواصل:
"الوضع كارثي، لا غذاء، لا مياه للشرب، ولا أمل. آبار الأونروا في جباليا متوقفة عن العمل منذ أسابيع بسبب نقص الوقود والدمار. إنه وضع لا يمكن تصوره".
وأشارت ووتريدج إلى أن المستشفيات والملاجئ تتعرض للقصف بشكل مستمر، مضيفة:
"فرّ السكان من الموت تاركين وراءهم كل شيء. الأطفال يعيشون حالة صدمة عميقة، ومع سماع هدير الطائرات أو المسيّرات يتسمرون مكانهم خوفًا".
وأوضحت أن ما يقرب من 65 ألف شخص في المناطق المحاصرة باتوا يبحثون عن الطعام بين الأنقاض والقمامة، مضيفة:
"هؤلاء يبحثون عن علب أطعمة قديمة أو أي شيء يسد رمقهم. في العام الماضي، علمنا أن سكان شمال غزة كانوا يتناولون أطعمة مخصصة للحيوانات من أجل البقاء. الآن، تسيطر غريزة البقاء على الجميع".
وتحدثت عن الظروف القاسية التي يعيشها النازحون الذين وصلوا إلى مدينة غزة قائلة:
"النازحون يواجهون الطقس البارد بلا بطانيات أو خيام، والعائلات تبكي من الجوع واليأس. الأطفال والرضع يفتقرون إلى أبسط وسائل التدفئة، والناس يفترشون الأرض الموحلة وسط المباني المحترقة".
وأضافت: "رغم كل ذلك، يعود البعض إلى المدارس أو المباني التي قصفت لأنها الملاذ الوحيد، على الرغم من أنها لم تعد آمنة. الظروف هنا فظيعة، وكأن الحياة قد تحولت إلى كابوس لا ينتهي".
وأشارت الوكالة إلى أن ما بين 100 ألف و130 ألف شخص فروا من شمال القطاع منذ بدء العمليات العسكرية، مشددة على أن الوضع الإنساني في غزة يتدهور يومًا بعد يوم، ما يتطلب تدخلاً دوليًا عاجلًا لإنقاذ الأرواح.