بقلم حمزة حماد صحفي من شمال غزة
كل المظاهر الجميلة التي اعتدنا أن نراها في غزة مع بداية كل عام باتت غائبة للعام الثاني على التوالي دون أن نجد من يعيدها ليحقق أُمنيات هذه الأمة المكلومة الموجوعة، والتي بددتها آلة الحرب والقتل الإسرائيلية بحق 2 مليون فلسطيني يعيش ويلات القصف والنزوح والجوع.
نعم، هي أمة ببعدها الإنساني والأخلاقي، التي تعيش المأساة لأكثر من عام، وسط حالة الدمار المهولة ورائحة الدماء المنتشرة في كل مكان، والمعاناة التي تتفاقم كلما حل ضيفا علينا كما هو الحال في مخيمات النزوح من شمال القطاع حتى جنوبه، ذاك الملجأ المُجرد من كل المقومات الإنسانية ولا يصلح أن يكون مبيتًا للطيور !
ينظر العالم إلى هذه المأساة وهو يعتاد المشهد في أن يستمع لصراخ الأطفال والأمهات على شاشات التلفاز، والشبان يجرفون المياه ليحاولون الاستمرار والاستقرار بعض الشيء.. فمن لم يمت بسبب الغارات الحربية وسلاح المدفعية تجد أن الجوع ينهش أجسادهم، وسط انتشار الأمراض والأوبئة دون علاج يُذكر.
في كل يوم، تُحلق أمنيات الناس في غزة ثم تعود دون أن تجد منتصرًا لها، بل كلما فاض الحنين يتعلق الأمل في أبسط الأشياء ليرسم فجرًا جديدًا في سماء حرية الشعب وقضيته.
الظروف الإنسانية الصعبة التي جعلت منا أهلًا للخيام وحولت حياتنا للجحيم، كشفت زيف ادعاءات هذا العالم القبيح، الذي يتغنى بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، بل استطاعت أن تفضح سياسات العالم القائمة على ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا الصراعات، والانحياز للأكثر قوةً وليس حقًا !
الحقيقة أن العام الذي يحلم فيه الغزيين هو عام السلام والهدوء والازدهار، عام العدالة الدولية الذي يتحقق فيه حُلم الدولة المستقلة وتقرير المصير.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت