تواصل محافظة غزة لليوم الثالث على التوالي مواجهة أيام دامية جراء تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات الإبادة والتطهير العرقي في القطاع، مما ينذر بتفاقم المأساة الإنسانية وارتفاع أعداد الشهداء.
منذ الخميس الماضي، وسّع الاحتلال نطاق هجماته لتشمل محافظة غزة، بعد أن بدأت "المحرقة" في محافظة شمال القطاع منذ أكتوبر 2024. هذا التوسع أثار تحذيرات من ارتفاع حاد في الخسائر البشرية بسبب الكثافة السكانية العالية في محافظة غزة التي يقطنها نحو 550 ألف نسمة، بينهم 180 ألف نازح فروا من شمال القطاع.
بحسب مصادر طبية، ارتقى 184 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، وأصيب العشرات خلال الـ72 ساعة الماضية جراء 94 غارة وقصفًا إسرائيليًا. ومنذ صباح أمس، سُجل استشهاد أكثر من 45 شخصًا في محافظة غزة وحدها، حيث استهدفت الهجمات المربعات السكنية ودمرت مباني بالكامل فوق رؤوس ساكنيها.
مع اشتداد العدوان، يخشى الأهالي من تهجيرهم قسرًا إلى منطقة المواصي الواقعة جنوب القطاع، والتي دعا الاحتلال للنزوح إليها. هذه المنطقة تعاني من شح كبير في الموارد الأساسية، مما يزيد من الأوضاع الإنسانية تدهورًا. ويمر النزوح عبر طريقي البحر وصلاح الدين، في ظل معاناة يومية للحصول على الاحتياجات الضرورية.
الهجمات الإسرائيلية لم تقتصر على قصف المباني السكنية؛ حيث شملت قصفًا مدفعيًا مكثفًا في المناطق الشرقية لدير البلح وسط القطاع، إلى جانب إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية. كما ألقت طائرة مسيرة قنبلة قرب مدرسة ابتدائية في النصيرات، واستشهد مواطن جراء قصف سابق في منطقة مصبح شمال رفح جنوبي القطاع.
وسط هذا التصعيد العنيف، تتزايد معاناة السكان تحت الحصار المفروض، مع انعدام مقومات الحياة الأساسية، في حين تستمر عمليات الإبادة الإسرائيلية التي تهدد بمزيد من الخسائر البشرية وتفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية.