تشهد العاصمة القطرية الدوحة جهودًا مكثفة لإنهاء العدوان على غزة، حيث عقدت اجتماعات بوساطة قطرية ومصرية بمشاركة وفود إسرائيلية ودولية لبحث وقف إطلاق النار. تأتي هذه الجهود بدعم من الولايات المتحدة، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تسهيل التوصل إلى اتفاق، وسط إشارات متزايدة إلى تحقيق تقدم ملموس.
الاتفاق المقترح: وقف مرحلي بإطار زمني محدد
كشفت مصادر مطلعة أن الاتفاق المطروح يتضمن وقفًا مرحليًا لإطلاق النار يستمر لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، على أن تتولى الولايات المتحدة الإشراف على التنفيذ. كما يشمل الاتفاق تقديم ضمانات لقيادات حركة حماس في الداخل والخارج بعدم الاستهداف، مقابل انسحابهم من قطاع غزة وتسليم السلطة لهيئة فلسطينية مستقلة يجري تشكيلها بالتنسيق مع دول عربية وأجنبية.
نشر قوات دولية في غزة
من بين البنود المطروحة نشر قوات دولية على غرار قوات "اليونيفيل" المنتشرة جنوب لبنان، بهدف ضمان تنفيذ الاتفاق وضمان استقرار الوضع الأمني في القطاع. ويُتوقع أن تُركز هذه القوات على إدارة محاور استراتيجية مثل معبر كرم أبو سالم وممر نتساريم.
جهود الوساطة الدولية
وصل وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى الدوحة يوم الجمعة لإجراء محادثات مع وسطاء قطريين ومصريين. وضم الوفد ممثلين عن الموساد والجيش والشاباك، الذين أطلعوا الوسطاء على النقاط العالقة والمقترحات الإسرائيلية. بعد انتهاء الاجتماع الذي استمر لمدة ساعة، عاد الوفد إلى تل أبيب لإطلاع القيادة السياسية على المستجدات، وسط توقعات برد إسرائيلي قريب.
رغم التقدم المحرز، لا تزال هناك قضايا عالقة، أبرزها:
عدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم ضمن الصفقة.
تفاصيل الوجود الإسرائيلي الجزئي في مناطق شرق محور فلادلفيا.
الشروط المتعلقة بعودة النازحين إلى شمال القطاع، حيث يجري التفاوض على عودة فئات معينة فقط.
وأبدت حركة حماس موافقتها على بعض الشروط، مثل العودة الجزئية إلى شمال القطاع، لكنها تواصل التفاوض بشأن قضايا أخرى تتعلق بضمانات الاستقرار وإعادة الإعمار.
الوفد التركي ينضم للوساطة
أفادت مصادر بأن وفدًا تركيًا موجود في الدوحة للتنسيق مع الأطراف المختلفة والدفع باتجاه إبرام الاتفاق. وتعتبر تركيا أحد الأطراف الفاعلة في دعم الجهود الإنسانية والسياسية في غزة.
دعم أميركي وتوقيت حساس
تسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتسريع جهود الوساطة قبل مغادرة السلطة في واشنطن. يأتي هذا التوجه ضمن إطار سياسي يهدف إلى منع تصعيد إضافي في المنطقة وضمان استقرار الأوضاع على الأرض.
نتائج منتظرة
من المتوقع أن يشهد اليومان المقبلان حسمًا للمفاوضات الجارية، حيث ينتظر أن يصدر الرد الإسرائيلي النهائي بشأن بنود الاتفاق. وفي حال التوصل إلى اتفاق نهائي، سيكون ذلك خطوة مهمة نحو إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الهدوء وإعادة الإعمار.