دراسة تكشف أرقامًا صادمة حول حصيلة ضحايا الحرب الابادة في غزة: 41% أعلى من التقديرات الرسمية

شهداء في غزة.jpg

كشفت دراسة بحثية نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية، الجمعة، عن حصيلة مروعة لضحايا الحرب في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من النزاع الذي بدأ في أكتوبر 2023. وأظهرت الدراسة أن أعداد الوفيات تفوق بنحو 41% الأرقام الرسمية التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وأوضحت الدراسة، التي اعتمدت على بيانات من وزارة الصحة، واستطلاعات عبر الإنترنت، وبيانات نعي منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، أن عدد الشهداء يتراوح بين 55,298 - و78,525 شخصًا، فيما قدرت الدراسة الرقم الأكثر ترجيحًا عند 64,260 شهيداً، وهو ما يمثل 2.9% من سكان غزة، أي ما يعادل وفاة واحد من بين كل 35 من سكان القطاع.

وأكدت الدراسة أن النساء والأطفال والمسنين يشكلون نحو 59% من الضحايا. وشدد الباحثون على أن هذه التقديرات تقتصر على الوفيات المباشرة الناتجة عن النزاع ولا تشمل الضحايا المفقودين الذين يُعتقد أن عددهم يصل إلى 10,000 مدفونين تحت الأنقاض، أو الوفيات الناجمة عن نقص الرعاية الصحية والغذاء والمياه، وهي مشاكل حادة يعاني منها القطاع.

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد ضحايا حرب الابادة الجماعية حتى نهاية يونيو 2024 نحو 37,877 شخصًا، بينما أشارت التقديرات الجديدة إلى أرقام أعلى بكثير، ما يثير تساؤلات حول دقة الإحصائيات الرسمية.

وقالت زينة جمال الدين، الباحثة الرئيسية في الدراسة وعالمة الأوبئة بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، إن الباحثين استخدموا تقنية إحصائية تُعرف بـ"capture-recapture" لتجنب التكرار في القوائم المستخدمة والوصول إلى تقدير أكثر دقة. وأوضحت أن التقنية استخدمت في نزاعات سابقة في بلدان مثل غواتيمالا وكوسوفو وكولومبيا، وأثبتت فعاليتها في تقدير أعداد الضحايا.

وأشارت جمال الدين إلى أن هناك دائمًا درجة من عدم اليقين في هذه التقديرات، لكنها أكدت أن استخدام ثلاث مصادر بيانات مختلفة عزز من موثوقية النتائج.

من جهته، أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن الظروف المعيشية في غزة، بما في ذلك نقص الرعاية الصحية والغذاء والمياه النظيفة، تؤدي إلى وفيات غير مباشرة إضافية، مما يزيد من حجم المأساة الإنسانية.

في رسالة سابقة نُشرت في مجلة "لانسيت"، أشارت تقديرات أخرى إلى أن الحصيلة النهائية للوفيات في غزة قد تصل إلى 186,000 شخص، مستندة إلى معدلات الوفيات في نزاعات سابقة. إلا أن الدراسة الحالية اعتبرت هذه التقديرات غير مناسبة نظرًا لاختلاف الأوضاع الصحية والاجتماعية في غزة مقارنة بتلك النزاعات.

وأثارت الدراسة الجديدة جدلًا واسعًا حول الأرقام المتداولة للضحايا، حيث ندد الباحثون بما وصفوه بـ"هوس المجادلة حول الأرقام"، مؤكدين أن التركيز يجب أن ينصب على حجم الكارثة الإنسانية والعمل على إنهاء الحرب ومعالجة آثارها الكارثية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - لندن