تكشف صور الأقمار الصناعية عن حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، حيث أظهرت الصور تحول قطاع غزة إلى مشهد من الخراب الشامل. وتأتي هذه الصور في ظل التوصل اليى اتفاق لوقف إطلاق النار يوم الاحد المقبل، وسط استمرار الجدل حول تأثير هذه الحرب على السكان والبنية التحتية.
تدمير شامل للبنية التحتية
تشير صور الأقمار الصناعية إلى حجم غير مسبوق من الدمار الذي طال مدينة غزة المكتظة بالسكان، حيث تعرضت المباني للدمار الكامل، وامتلأت الطرق بالأنقاض. وتُظهر الصور تغييرات جذرية في المشهد الحضري للمدينة التي أصبحت آثارها واضحة من الفضاء.
منطقة عازلة وموجة نزوح
وثقت الصور منطقة عازلة محتملة تخطط إسرائيل لإقامتها، رغم الاعتراضات الدولية. هذه المنطقة ستستبعد نحو 60 كيلومترًا مربعًا من مساحة القطاع البالغة 360 كيلومترًا مربعًا، مما يزيد من تعقيد حياة السكان.
ومع تصاعد الحرب، أجبرت إسرائيل السكان على النزوح جنوبًا، ما أدى إلى انتشار آلاف الخيام في منطقة المواصي. تُظهر الصور هذه الخيام وهي تغطي الساحل الرملي والأراضي الزراعية، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع.
أضرار جسيمة بالأرقام
قدر خبراء من جامعات دولية، من بينهم كوري شير من جامعة مدينة نيويورك وجامون فان دين هوك من جامعة ولاية أوريغون، أن حوالي 59.8% من جميع المباني في غزة قد تضررت أو دُمرت خلال الحرب. ويعتمد هذا التقدير على دراسة دقيقة لصور الأقمار الصناعية التي التُقطت منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، بعد الهجوم الذي نفذته حماس داخل إسرائيل.
تأثير الكارثة الإنسانية
تُظهر الصور مشاهد من منطقة المواصي التي أصبحت ملاذًا للنازحين. هذه المنطقة التي كانت تُستخدم للزراعة والصيد أصبحت اليوم مخيمًا مكتظًا بالسكان، يعكس المعاناة اليومية للفلسطينيين في ظل انقطاع الإمدادات الأساسية واستمرار القصف.
الخسائر البشرية والمادية
تشير التقارير إلى أن الحرب أدت إلى ضحايا من المدنيين وصل عددهم إلى أكثر 64 الف شهيد عشرات الالف من الإصابات وتهجير مئات الآلاف من منازلهم، فضلاً عن التدمير الشامل للبنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المستشفيات، المدارس، وشبكات المياه والكهرباء.
الرسائل الدولية والآمال المستقبلية
تأمل الجهات الدولية أن يمهد وقف إطلاق النار الطريق أمام معالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة وإعادة الإعمار. ومع ذلك، تبقى التساؤلات حول إمكانية تحقيق سلام دائم في ظل استمرار المعاناة وحجم الدمار الهائل الذي وثقته صور الأقمار الصناعية.
هذه الصور تمثل شهادة حية على حجم الكارثة التي لحقت بقطاع غزة، وتجدد الدعوات الدولية لوقف العنف وإعادة بناء ما دمرته الحرب.