أكدت مصر وقطر، بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، على استمرار التنسيق والعمل المشترك للحفاظ على مكتسبات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ مؤخرًا. ويهدف هذا الاتفاق إلى تمهيد الطريق لإعادة الإعمار وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، بما يخفف من معاناتهم المستمرة.
لقاء مصري-قطري لتعزيز الجهود المشتركة
جاءت هذه التأكيدات خلال محادثات بين رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي ورئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس 2025 في سويسرا. تناول اللقاء الجهود المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي بين مصر وقطر في مختلف المجالات، مع التركيز على التعاون الاقتصادي وإعادة إعمار غزة.
وأكد الجانبان على النقلة النوعية التي شهدتها العلاقات الثنائية بين البلدين مؤخرًا، مشددين على أهمية البناء على هذا التقدم لتوسيع مجالات التعاون المشترك بما يخدم شعبي البلدين، ويساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار
أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة، الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يشمل تبادل الأسرى بين الطرفين. وبحسب وزارة الخارجية المصرية، تشمل المرحلة الأولى من الاتفاق إطلاق سراح 33 إسرائيليًا مقابل 1890 فلسطينيًا.
وفي بيان له، رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالاتفاق، مشيرًا إلى الجهود المكثفة التي بذلت على مدار أكثر من عام لتحقيق هذا الإنجاز. وأكد السيسي أهمية إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة للتخفيف من الوضع الإنساني الكارثي، مشددًا على ضرورة العمل نحو تحقيق السلام المستدام من خلال حل الدولتين.
غرفة عمليات مشتركة في القاهرة
وفقًا لمصدر مصري مطلع، تم الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة في القاهرة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وضمان استمراره. تضم الغرفة ممثلين عن مصر، قطر، الولايات المتحدة، فلسطين، وإسرائيل، وتعمل كآلية لمعالجة أي تحديات تواجه الاتفاق.
وفي تصريح متلفز، أوضح رئيس وزراء قطر أن غرفة العمليات تهدف إلى معالجة أي خلل قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق، مشددًا على ضرورة الالتزام بتنفيذ المراحل المختلفة بدقة.
جهود إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية
أكدت مصر وقطر على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم عملية إعادة إعمار غزة وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. وأعربت القاهرة عن التزامها بضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عراقيل، بما يشمل المواد الأساسية والطبية اللازمة لتلبية احتياجات سكان القطاع.
خطوة نحو الاستقرار الإقليمي
يشكل التنسيق المصري-القطري-الأمريكي خطوة مهمة نحو تحقيق استقرار مستدام في قطاع غزة والمنطقة. ومن المتوقع أن يسهم هذا التعاون في تعزيز السلام، بما يوفر بيئة ملائمة لإعادة الإعمار والتنمية.