كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، وهو المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، نقل رسالة رسمية إلى الإدارة الأميركية مفادها أن إسرائيل لن تلتزم بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس.
إسرائيل ترفض تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق رغم توقيعها عليه
وأوضحت الصحيفة أن ديرمر أبلغ هذه الرسالة إلى المبعوث الأميركي الخاص للرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، خلال لقاءين عقدا مؤخرًا في فلوريدا، حيث أكد أن إسرائيل لا تعتبر نفسها ملزمة بخطة المراحل الثلاث للاتفاق، رغم توقيعها عليه.
خطة نتنياهو: تبادل الأسرى بدون انسحاب من غزة
وبحسب هآرتس، تتضمن خطة نتنياهو التي نقلها ديرمر إلى ويتكوف مقترحًا لـإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة دفعة واحدة، مقابل تحرير أسرى فلسطينيين، ولكن بدون أي التزام إسرائيلي بالانسحاب من قطاع غزة.
وتشمل الخطة أيضًا تهديدًا صريحًا لقطاع غزة، بأنه في حال رفضت حماس العرض، فإن إسرائيل ستنفذ "خطة الجنرالات"، التي وضعها الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، والتي تنص على طرد سكان شمال قطاع غزة بالكامل، مع توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة، تحت ذريعة القضاء على حماس.
تصعيد خطير: خطة إسرائيلية لتدمير ما تبقى من غزة
ورغم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب، ذكرت الصحيفة أن خطة نتنياهو تقضي بتدمير ما تبقى من المباني القائمة في قطاع غزة بالكامل، باستثناء بعض المناطق في جنوب القطاع، التي سيتم تحويلها إلى مأوى لسكان غزة، مع السماح فقط بإدخال المواد الغذائية إليها.
التحضير لاجتياح جديد لغزة
بحسب هآرتس، فإن نتنياهو ينتظر تولي رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مهامه رسميًا الأسبوع المقبل، لوضع اللمسات النهائية على خطة اجتياح غزة مجددًا، والتي تهدف إلى تصعيد العمليات العسكرية ضد القطاع خلال الفترة القادمة.
التفاوض مع إدارة ترامب فقط.. وإقصاء الوسطاء الدوليين
أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تجري مفاوضاتها حاليًا فقط مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث تعتمد تكتيك الضغط عبر مصر وقطر لإجبار حماس على القبول بشروطها، من خلال التنسيق المباشر مع واشنطن.
مصر تحذر: تواجد إسرائيلي في محور فيلادلفيا يهدد معاهدة السلام
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل كانت قد تعهدت لمصر خطيًا بالانسحاب من محور فيلادلفيا في اليوم الخمسين من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والذي يصادف 9 مارس 2025، إلا أن نتنياهو يماطل في تنفيذ هذا التعهد.
وتحذر السلطات المصرية من أن أي تواجد عسكري إسرائيلي دائم على طول محور فيلادلفيا سيشكل خرقًا لمعاهدة السلام بين البلدين، حيث تحظر الاتفاقية نشر قوات مدرعة على الحدود بين مصر وإسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن استمرار تواجد قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة قد يؤدي إلى أزمة سياسية كبيرة بين الجانبين، مع تداعيات خطيرة على العلاقات المصرية الإسرائيلية.
إسرائيل تسابق الزمن لتغيير المعادلة في غزة
يأتي هذا التطور في وقت تحاول فيه حكومة نتنياهو فرض واقع جديد في قطاع غزة، عبر إلغاء أي التزامات سابقة في اتفاق وقف إطلاق النار، وتصعيد العمليات العسكرية لإجبار الفلسطينيين على القبول بشروط إسرائيلية قاسية.
ويُنظر إلى هذه التحركات على أنها مؤشر على نية إسرائيل تمديد العدوان على غزة، وإجهاض أي جهود دولية للتوصل إلى تسوية طويلة الأمد.