أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لعقد سلسلة اجتماعات مكثفة خلال الأيام المقبلة لمناقشة مستقبل مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس، والتي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي خلال الشهر الماضي.
وبحسب الصحيفة، فإن التوجه الحالي هو إبقاء كتيبة دائمة داخل المخيمات، رغم أن بعض القادة العسكريين يرون أن هذا الإجراء قد يكون غير ضروري، نظرًا لقدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عمليات عسكرية في جميع أنحاء الضفة الغربية.
كما أشارت يديعوت أحرونوت إلى أن استمرار الوجود العسكري في هذه المناطق قد يؤثر على خطط الجيش في حال تنفيذ عملية برية موسعة في قطاع غزة، إذ قد يتطلب ذلك إعادة نشر القوات النظامية من الضفة الغربية.
وفي سياق متصل، أوصى جيش الدفاع الإسرائيلي بعدم التعجل في إعادة آلاف الفلسطينيين النازحين من المخيمات، مشيرًا إلى إمكانية الاستفادة من الوضع الحالي لإضعاف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وسط توقعات بأن يستقر بعض النازحين في القرى التي لجأوا إليها مؤخرًا.
يأتي هذا في ظل تصاعد التوترات الأمنية في الأراضي الفلسطينية، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الأوضاع الميدانية والسياسية في المنطقة.
يأتي ذلك فيما يواصل "جيش" الاحتلال، عدوانه العسكري على مناطق واسعة في الضفة الغربية، وبخاصّة المخيمات والمنطقة الشمالية من الضفة، ووسّع الاحتلال عمليات المداهمات والاقتحامات وحملات الاعتقالات.
وتتفاقم معاناة الفلسطينيين مع استمرار العدوان على شمال الضفة والتركيز فيه على مخيمات اللاجئين، في عدوان يعد الأطول في الضفة منذ الانتفاضة الثانية، وسط تصعيد خطير لسياسة التهجير القسري التي ينتهجها ضد مخيمات اللاجئين، حيث تم تهجير 40 ألف فلسطيني تحت قوّة السلاح.
وشنّت قوات الاحتلال في 21 كانون الثاني/يناير الماضي، عدواناً عسكرياً على شمال الضفة الغربية بدأ في جنين ومخيمها، ثم توسّع بعد أسبوع إلى طولكرم ومخيميها طولكرم، ونور شمس، فيما امتدّ لاحقاً إلى بلدة طمون ومخيم الفارعة في محافظة طوباس.