في الوقت الذي يعاني فيه قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة، تتصاعد الاتهامات الموجهة لإسرائيل بسبب استمرار احتجازها لأكثر من 160 من الأطباء والممرضين والعاملين في المجال الصحي الفلسطيني في سجونها، في انتهاك واضح للقانون الدولي وتفاقم مأساة القطاع الذي يعاني من نقص حاد في الخدمات الطبية.
اعتقالات واسعة النطاق ضد الكوادر الطبية
كشفت تقارير حديثة عن استمرار احتجاز إسرائيل لما لا يقل عن 162 من الطواقم الطبية الفلسطينية، بينهم عدد من كبار الأطباء والمتخصصين من قطاع غزة، مع وجود 24 آخرين في عداد المفقودين بعد اعتقالهم مباشرةً من المستشفيات خلال النزاع.
وصرّح معاذ الأسر، مدير منظمة فلسطينية مختصة بمتابعة أوضاع المعتقلين، لصحيفة بريطانية قائلاً: "هذه الاعتقالات تدمّر قطاع الصحة في غزة. فقد تم اعتقال كبار الأطباء والمتخصصين، ما يترك آلاف المرضى دون رعاية صحية مناسبة، ويعرض حياة الكثيرين للخطر".
شهادات صادمة عن ظروف الاعتقال
وفي شهادة صادمة نقلها مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية بعد إطلاق سراحه، أكد تعرضه لتعذيب ممنهج في السجون الإسرائيلية لمدة سبعة أشهر دون تهمة، قائلاً: "تعرضت للضرب والتعذيب بشكل يومي، حُرمت من أبسط الاحتياجات مثل الماء والصابون، عشت ظروفًا قاسية ولا إنسانية، رأيت سجناء يموتون نتيجة هذه المعاملة القاسية".
ردود فعل دولية غاضبة ومطالبات عاجلة
من جانبها، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ من أوضاع العاملين الصحيين المعتقلين، مؤكدة أن عدد المعتقلين الصحيين الفلسطينيين قد يصل إلى 339 وفقًا لمنظمات حقوقية فلسطينية. ودعت المنظمة إلى الإفراج الفوري عنهم، مشيرة إلى أن هذه الاعتقالات تؤثر سلبًا وبشكل مباشر على مستوى الرعاية الطبية المتاحة في غزة.
كما طالب مكتب الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية إسرائيل بالتوقف عن الاعتقالات التعسفية بحق الطواقم الطبية الفلسطينية، معتبرًا أنها "انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي ويجب إيقافها فورًا".
مأساة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة
ويأتي هذا الوضع المأساوي في الوقت الذي يعاني فيه قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة، حيث دمرت البنية التحتية الصحية بشكل شبه كامل نتيجة النزاعات المستمرة. ومع احتجاز إسرائيل لعدد كبير من الأطباء والممرضين، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام كارثة صحية حقيقية، تزيد من حجم المعاناة اليومية، وتضع حياة الآلاف من المرضى في خطر حقيقي.
مناشدة عاجلة لإنقاذ الكوادر الطبية
وسط تصاعد الأزمة الإنسانية، أطلقت منظمات صحية وحقوقية فلسطينية ودولية نداءات عاجلة تطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالضغط على إسرائيل للإفراج الفوري عن الأطباء والممرضين المعتقلين، وضمان توفير الحماية الكاملة للطواقم الطبية وفقًا للقوانين الدولية والإنسانية.