في تطور جديد يعكس استمرار الدعم العسكري الأمريكي غير المحدود لإسرائيل، وقّعت وزارة الدفاع الإسرائيلية صفقة ضخمة مع شركة "لوكهيد مارتن سيكورسكي" لتطوير طائرات الهليكوبتر الهجومية CH-53K "وايلد"، عبر دمج أنظمة قتالية إسرائيلية على متنها، في عقد تبلغ قيمته مئات الملايين من الدولارات.
وبحسب ما نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فإن الصفقة تتضمن تعديل 12 مروحية من الطراز المذكور لتُزوّد بمجموعة من الأنظمة الإلكترونية الإسرائيلية تشمل تقنيات متقدمة في الملاحة، والحرب الإلكترونية، وإلكترونيات الطيران، وغيرها من التجهيزات ذات الطابع العسكري الهجومي.
ويأتي تنفيذ هذا العقد ضمن اتفاق سابق في إطار صفقات المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، حيث تتم عمليات الإنتاج في منشآت شركة "سيكورسكي" التابعة لـ"لوكهيد مارتن" في ولاية كونيتيكت الأمريكية، مع تخصيص خط إنتاج خاص لتكييف النسخ الأمريكية لتتوافق مع المتطلبات القتالية التي حددها سلاح الجو الإسرائيلي.
ويُتوقع أن تحل هذه المروحيات الجديدة محل الطائرات القديمة من طراز "يسور"، التي استخدمها الجيش الإسرائيلي لعقود، خاصة في العمليات البرية وعمليات الإنزال والتوغل في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي يثير مخاوف من استخدام هذه الطائرات في مهام هجومية ضد السكان في قطاع غزة أو في أي عدوان مقبل على لبنان أو سوريا.
دلالات الصفقة
هذه الصفقة تُعدّ خطوة جديدة في سياق تعميق العلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تستفيد الأخيرة من التمويل الأمريكي لتحديث قدراتها الهجومية، بينما تتصاعد انتهاكاتها اليومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتؤكد مصادر فلسطينية أن استمرار صفقات التسليح الضخمة، في ظل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين، يُشكل تواطؤًا دوليًا فاضحًا، ويضع علامات استفهام كبرى حول مصداقية مواقف الدول التي تدّعي التزامها بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.